واشنطن - رويترز - قال مسؤول هندي كبير ان المحادثات مع باكستان ستحصل قريباً على رغم عدم الاتفاق على وقت أو مكان انعقادها. ووافق الرئيس بيل كلينتون على الاستمرار في تصدير القمح الى اسلام آباد ونيودلهي. وقال غاسوانت سينغ عضو مجلس الوزراء المقرّب من رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي في مقابلة مع شبكة تلفزيون "سي ان ان" الاميركية "انها مسألة تحديد الموعد والمكان فحسب". وعندما سئل ان كانت المحادثات بين الهندوباكستان ستجرى قريباً رد سينغ بقوله "نعم بالطبع. من دون شك". ودعت الهند الجمعة باكستان الى اجراء محادثات في نيودلهي 22 حزيران يونيو الجاري لكن اسلام اباد وصفت الدعوة بأنها "حيلة" وقدمت عرضاً مضاداً يتضمن شروطها لاجراء حوار في حزيران يونيو. وقال سينغ انه عقد اجتماعاً استمر ساعتين ونصف الساعة الجمعة مع نائب وزير الخارجية الاميركي ستروب تالبوت وهو اعلى مستوىي يجرى لمحادثات أميركية - هندية منذ ان تسببت الهند في ازمة دولية بإجراء تجارب نووية الشهر الماضي. ووصف سينغ جلسة المحادثات مع تالبوت بأنها كانت "ودية وصريحة" لكنه امتنع عن الادلاء بتفاصيل محددة واكتفى بقول انه بحث مع المسؤول الاميركي مختلف جوانب العلاقات الاميركية الهندية. وامتنعت وزارة الخارجية الاميركية عن الادلاء بتفاصيل أو تأكيد ان الاجتماع لم يكن مدرجاً في جدول مواعيد تالبوت المعلن. لكن مسؤولين اميركيين قالوا الخميس الماضي انهم سيقدمون الى سينغ المطالب التي اتفقت علىها الدول النووية الخمس. وتشمل مطالب الدول النووية التزاماً صارماً من الهندوباكستان بحظر التجارب النووية في المستقبل والامتناع عن نشر اسلحة نووية والانضمام الى المعاهدات الدولية لحظر الانتشار النووي وبدء حوار يهدف الى خفض التوتر بشأن كشمير. وتزامن اقتراح الهند اجراء محادثات مع باكستان مع اتفاق اربعة وزراء خارجية من مجموعة الدول الصناعية الكبرى الثماني بتأجيل للقروض لاغراض غير انسانية للهند وباكستان. وطالب بيان مجموعة الثماني البلدين بإنهاء التجارب النووية وبرامج الصواريخ وتوقيع معاهدة لحظر التجارب ومنع انتشار التكنولوجيا النووية واستئناف محادثات لخفض التوتر في جنوب آسيا. وطالب البيان البلدين بالامتناع عن الادلاء بتصريحات متشددة والتخلي عن نوايا القيام باعمال غير ودية عبر الحدود. وقال سينغ انه يدرك ان مجموعة الثماني تشعر بأنه تعين علىها اتخاذ اجراء لكنه اعرب عن شكوكه في ان يعطي مثل هذا الاجراء دفعة لمسألة حظر انتشار الاسلحة النووية أو ان يضر بالهند. على الصعيد نفسه اعلن الرئيس بيل كلينتون تأييده الجمعة للاستمرار في تصدير القمح الاميركي الى الهندوباكستان على رغم العقوبات التي تقررت ضدهما اثر تجاربهما النووية. وفي تصريح اذاعي وزعت اجهزة البيت الابيض في مونتيري كالىفورنيا نصه الجمعة قدم كلينتون دعمه للتعديل الذي اقترحه السناتور الديموقراطي باتي موراي القاضي بامكان استمرار المزارعين الاميركيين في تصدير القمح الى الهندوباكستان. وبموجب قانون صادر في 1994 يسمى تعديل غلين، يتعين على الحكومة الاميركية فرض عقوبات على اي دولة تجري تجارب نووية باستثناء الدول النووية الخمس المعلنة الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا. وقال كلينتون "بتطبيقنا عقوبات على الهندوباكستان، نحرص قدر المستطاع على التقليل من تأثيرها في النواحي الانسانية". واضاف "فكرنا منذ فترة طويلة ان المواد الغذائية يجب الا تستخدم سلاحاً للتأثير في دول اخرى". وبذلك دعا كلينتون الى تبني التعديل الذي قدمه باتي موراي "في اسرع وقت ممكن". واكد الرئيس الاميركي ان "مزارعي الولاياتالمتحدة يقدمون نسبة مئوية مهمة من صادرات القمح الى باكستان. ووقف هذه الصادرات لا يؤدي إلا الى ضرب شعب باكستان والمزارعين الاميركيين من دون ان يحقق مزيدا من التقدم لأهدافنا الاساسية بمنع انتشار الاسلحة النووية"