فاجأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، القادة والزعماء العرب في مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية (قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة) التي عقدت في الكويت في كانون الثاني (يناير) الماضي بالإعلان عن المصالحة بين الأشقاء العرب، وتجاوز مرحلة الخلافات بينهم. وأسس خادم الحرمين خلال القمة لبداية مرحلة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك، تقوم على قيم الوضوح والمصارحة، والحرص على العمل الجماعي في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل. وقال خادم الحرمين الشريفين خلال المؤتمر: «ومن هنا اسمحوا لي أن أعلن باسمنا جميعاً أننا تجاوزنا مرحلة الخلاف وفتحنا باب الأخوة العربية والوحدة لكل العرب دون استثناء أو تحفّظ، وأننا سنواجه المستقبل - بإذن الله - نابذين خلافاتنا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص، مستشهدين بقوله تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)». كما أعلن خادم الحرمين الشريفين خلال موقفه الذي وصف ب«التاريخي» عن تبرع المملكة بمبلغ بليون دولار لإعادة إعمار غزة. وشدد على أهمية وحدة الفلسطينيين في هذه المرحلة المهمة إذ قال: «وتقضي الأمانة هنا أن نقول لأشقائنا الفلسطينيين إن فرقتهم أخطر على قضيتهم من عدوان إسرائيل... وأذكرهم بأن الله عز وجل ربط النصر بالوحدة وربط الهزيمة بالخلاف، مستذكراً معهم قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)». كما نبّه الملك عبدالله الكيان الإسرائيلي إلى أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحاً في كل وقت، وأن مبادرة السلام العربية المطروحة لن تبقى على الطاولة إلى الأبد، إذ قال: «إن على إسرائيل أن تدرك أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحاً في كل وقت، وأن مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة اليوم لن تبقى على الطاولة إلى الأبد». وفى السياق ذاته، قال خادم الحرمين الشريفين في افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الرابعة لمجلس الشورى بتاريخ 3 ربيع الأول 1427ه: «إننا نرتبط بأشقائنا العرب بروابط اللسان والتاريخ والمصير، وسوف نحرص دوماً على تبني قضاياهم العادلة مدافعين عن حقوقهم المشروعة خاصة حقوق أشقائنا الفلسطينيين، آملين أن يتمكن العرب بالعزيمة الصادقة من الخروج من ليل الفرقة إلى صبح الوفاق، فلا عزة في هذا العصر بلا قوة ولا قوة بلا وحدة». وتابع خادم الحرمين قائلاً: «إن منهجنا الإسلامي يفرض علينا نشر العدل بين الناس لا نفرق بين قوي وضعيف، وأن نعطي كل ذي حق حقه ولا نحتجب عن حاجة أحد فالناس سواسية، فلا يكبر من يكبر إلا بعمله ولا يصغر من يصغر إلا بذنبه». وأضاف: «إن ديننا الإسلامي يعلمنا أن المؤمنين إخوة وسوف نسعى - بإذن الله - إلى ترسيخ روابط هذه الأخوة متأملين أن تجتمع كلمة العرب والمسلمين وتتوحد صفوفهم ويعودوا قادة للحضارة وللبشرية وما ذلك على الله بعزيز».