كتبت منذ عام تقريباً مقالاً عنوانه «اقتصادي المليون»، طالبت فيه جمعية الاقتصاد السعودية بتخصيص جائزة سنوية للبحوث الاقتصادية وتكريم شخصية العام الاقتصادية خلال ملتقى الجمعية السنوي، كما طالبت الغرف التجارية والمصارف والشركات التي تقيم منتدياتها تحت اسم «الاقتصاد» بتبني الفكرة ودعمها، بل إنني طالبت القائمين على مؤسسة الملك فيصل الخيرية التي يعتبرها الكثيرون «البوابة» لنيل جائزة نوبل الشهيرة بالاهتمام بالاقتصاد بإضافة هذا الفرع إلى جوائزها العالمية التي تمنحها سنوياً. (ارشيف «الحياة» 9- 3- 2008). وجاءت البشرى أخيراً، فخلال افتتاح لقاء الجمعية السنوي ال17 في أواخر شهر أيار (مايو) الماضي أعلنت الجمعية إطلاق جائزة باسم الأمير عبدالعزيز بن سلمان للأعمال العلمية عن الاقتصاد السعودي، قيمتها 600 ألف ريال، تمنح لأفضل ثلاثة أعمال علمية عن الاقتصاد السعودي، تتوزع على 300 ألف ريال للمركز الأول و200 ألف ريال للثاني و100 ألف ريال للمركز الثالث. وما من شك في أن إطلاق جائزة الأمير عبدالعزيز بن سلمان سيثري الساحة الاقتصادية السعودية ويدعم الباحثين والمتخصصين في هذا العلم، وسينقل جمعية الاقتصاد من مرحلة تنظيم اللقاءات الاقتصادية إلى مرحلة المشاركة الأوسع في التخطيط ودعم الاقتصاد السعودي بالبحوث والدراسات التي يحتاجها في انطلاقته نحو الشمس. ولا يمكن الحديث عن جمعية الاقتصاد التي أسسها الدكتور ماجد المنيف ورفاقه المخلصون للاقتصاد عام 1987 من دون الحديث عن مرحلة التطور أو القفزات الهائلة التي شهدتها الجمعية خلال سنواتها الست الأخيرة، بعد تسنم الامير عبدالعزيز بن سلمان رئاستها الفخرية. فالجمعية تعمل حالياً على إنشاء مقر خاص لها تبرع به من حسابه الخاص ولي العهد وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، أعاده الله للوطن سالماً معافى، خلال رعايته وتشريفه للقاء الجمعية ال16 العام الماضي. كما تستعد الجمعية لإطلاق موقعها الالكتروني المطور والشامل الذي نفذته إحدى الشركات المتخصصة، حسبما أخبرني رئيس مجلس ادارة الجمعية الزميل الدكتور فهد البادي في اتصال هاتفي بيننا أخيراً، وسيتم تحديث الموقع باستمرار لخدمة اعضاء الجمعية. كما سيعقد اجتماع قريب لمجلس إدارة الجمعية لاختيار فريق مهمته وضع نظام لجائزة الامير عبدالعزيز بن سلمان الاقتصادية وآلية فرز وتحكيم البحوث المقدمة للجنة لتحديد البحوث الفائزة بالجائزة، على ان تعلن النتائج خلال اللقاء السنوي للجمعية. وخلاصة القول ان جمعية الاقتصاد تحظى بدعم واهتمام شخصي كبير من رئيسها الفخري الأمير عبدالعزيز بن سلمان، كما تحظى بجهود زملاء مخلصين كرسوا اوقاتهم وجهودهم لخدمة الجمعية. والكرة الآن انتقلت الى مرمى المنتمين للاقتصاد والقطاعات المالية الأخرى، وأعضاء الجمعية على الأخص، للإسهام في خدمة جمعيتهم، ودعمها مادياً ومعنوياً ومن خلال الرأي والمشورة، وتقديم الاقتراحات التي تسهم في تطوير آلية عمل الجمعية، فلا يمكن أن يتطور العمل التطوعي في الجمعية ما لم يسهم الجميع في دعمه ومساندته. واختم بتوجيه الشكر والامتنان باسم كل الاقتصاديين السعوديين الى الامير عبدالعزيز بن سلمان على دعمه اللامحدود للجمعية ومنسوبيها. * كتب الكثيرون عن انسحاب الامارات من الوحدة النقدية احتجاجاً على اختيار الرياض مقراً للبنك المركزي الخليجي، ويبدو أن سبب الانسحاب له علاقة بوقف الرياض ماراثون المفاوضات الخليجية «المجحفة» مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما كان ضد رغبة الشقيقة الامارات التي كانت ترى مواصلة التفاوض، هذا ما أكده لي أحد المطلعين على الموضوع، ويبدو أنه سبب أكثر إقناعاً من اختيار الرياض مقراً للبنك المركزي. * غرمت هيئة السوق المالية بنك البلاد 100 ألف ريال أخيراً، وهي الغرامة الثانية التي تفرضها الهيئة على البنك، إذ سبق تغريمه 100 ألف ريال قبل شهر ونصف الشهر، والغرامات دليل التخبط الاداري الذي يعيشه المصرف منذ انطلاقته، وستحمل الغرامات على أرباح المستثمرين وتتمتع الادارة بالامتيازات، ولا أدري لماذا تصمت مؤسسة النقد حيال تخبط الادارات المتعاقبة للبنك. اقتصادي سعودي -بريطانيا [email protected]