أكد المستشار التدريبي الحارث العمري أن الإدارة المالية في المشاريع هي صمام الأمان وركيزة النجاح الأولى، فإذا كانت تعمل بمهنية وكفاءة عالية، يكون المشروع قوياً وناجحاً ومستمراً والعكس صحيح. وأشار العمري، خلال ورشة عمل بعنوان «المالية لغير الماليين في المنشآت الصغيرة والمتوسطة»، نظمها مركز تطوير الأعمال الناشئة بغرفة الأحساء، إلى أن المحاسبة عمل خدمي يقدم معلومات كمية (القوائم المالية) لأصحاب القرار في المنشأة التي تحتاج هذه المعلومات في الرصد والتحليل والتفسير والمتابعة لتكون مفيدة لأصحاب القرار، لأنه في الأغلب أصحاب القرار في المنشآت الصغيرة والمتوسطة ليس لديهم إلماماً معرفياً بالشؤون المالية، مبيناً أن افتقار منشآت هذا القطاع لنظام محاسبي مهني دقيق وسجلات وقوائم مالية وحسابات ختامية منتظمة يعيق فرص نجاحها ونموها ويحكم عليها بالتخبط والتعثر وربما الإفلاس والفشل. وبين أن معظم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، لا يتوافر لديها محاسب يمتلك خبرة وإمكانات تتعدى مستوى المحاسبة، للقيام بمهمات الإدارة المالية الرئيسة، مؤكداً أهمية ودور المحاسبة السليمة في حماية منشآت القطاع من خطر الوقوع في أخطاء مالية مكلفة بفضل دورها في رصد جميع المعاملات المالية والتغيرات التي تطرأ على الأعمال التجارية من مشتريات، ومبيعات، وأرباح، وإيرادات، ومدفوعات بكل دقة من أجل حساب صافي التدفقات النقدية الداخلة والخارجة إلى العمل الخاص. وشدد العمري على أن عدم التمييز والتفريق بين المحاسبة والمالية، وكذلك عدم الفصل التام بين وظيفتي أمين الصندوق والمحاسب هي من الأسباب الرئيسة لتعثر وفشل المنشآت الصغيرة والمتوسطة، مشدداً على أهمية ودور التخطيط والتحليل المالي في تلك المنشآت لدوره في تحديد ربحيتها وحجم السيولة النقدية وكفاءة النشاط والقدرة على سداد الديون وبالتالي المساعدة الجوهرية على اتخاذ القرارات السليمة. وقال إن أهداف الإدارة المالية الرئيسة هي: تحقيق الأرباح القصوى وإعادة استثمارها بالمنشأة، وتحقيق أعلى قيمة ممكنة للمنشأة (قيمة الأصول)، وإيجاد التوازن المستمر بين التدفقات المالية والخارجة (حجم السيولة)، وتحديد الحاجات المالية للمنشأة في حالة التأسيس أو التوسعة، إضافة إلى إدارة رأس المال بطريقة فعالة، موضحاً أن الإدارة المالية تضطلع بدور مهم وهو التحليل والتخطيط المالي وإعداد الخطط المالية المستقبلية. وقدم العمري الذي يحمل درجة الماجستير في إدارة الأعمال، خلال الورشة، عدداً من التمارين المحاسبية للمشاركين، مستعرضّاً بالتعريف والتوصيف مفهوم وعناصر القوائم المالية، وكذلك التعرف على قائمة التغيرات في المركز المالي للمنشأة، مفهوم ومبادئ الموازنة كأداة للتخطيط والرقابة، أنواع الموازنات التقديرية ودرس وتحليل تقارير الرقابة على الموازنة التخطيطية، إضافة إلى مفهوم التحليل المالي وقراءة الموازنات وتحليل القوائم المالية. واستعرضت الورشة التي شهدت حضوراً كبيراً من المشاركين من الرجال والنساء، مفهوم الإدارة المالية والمحاسبة، ومفهوم الدورة المحاسبية وماهيتها، والنظام المحاسبي ومفهومه وعناصره، والإدارة المالية، وبناء الموازنات التقديرية، وإعداد وقراءة القوائم المالية، وقراءة وتحليل القوائم المالية والتقارير المحاسبية، إضافة إلى طرق وآليات التخطيط المالي السليم. وجاءت الورشة ضمن برامج الغرفة المتنوعة لمساعدة وتمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة من الإلمام بأهمية المالية والمحاسبة لتحقيق الاستقرار المالي والنمو، وخصوصاً أن كثيراً من منشآت هذا القطاع تفشل في سنواتها الأولى بسبب ضعف أو غياب النظام المحاسبي والقوائم المالية والسجلات المحاسبية المهنية المنتظمة التي تساعدها على النجاح وتعزيز أهليتها في الحصول على القروض والتمويل من الجهات المقرضة والبنوك.