يراود منتخب غانا الحلم كي يصبح أول منتخب أفريقي يبلغ نصف نهائي في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، بعد خروجه بركلات الترجيح من ربع نهائي مونديال 2010 أمام الأوروغواي. ولا تزال ذاكرة الغانيين تختزل تلك المباراة الدراماتيكية، حين منعت يد المهاجم لويس سواريز هدفاً محققاً لغانا في آخر لحظات الوقت الإضافي من اللقاء عندما كانت تشير لوحة النتيجة إلى التعادل بهدف لمثله، ليحتسب الحكم ركلة جزاء لغانا يتصدى لها أسامواه جيان، الذي يُطيح بها بغرابة شديدة ليوقف بها قلوب مشجعي أفريقيا، ثم يحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح ويفوز المنتخب اللاتيني. اتسم مشوار غانا في مرحلة المجموعات بالتصفيات المؤهلة بالسهولة، إذ لم تخسر سوى مباراة وحيدة أمام زامبيا بهدف من دون رد، بينما فازت على كل من ليسوتو والسودان. وفي الدور الفاصل من التصفيات واجه «النجوم السوداء» منتخب مصر بطل أفريقيا سبع مرات، والمرشح بقوة آنذاك لبلوغ المونديال بقيادة الأميركي بوب برادلي، وكتيبة من اللاعبين اعتبرهم الكثيرون «الجيل الذهبي» للفراعنة. وفي مباراة غير متوقعة على ملعب كوماسي أمطرت غانا الشباك المصرية بنصف دستة أهداف، قضت إكلينيكياً على آمال الفراعنة الذين اكتفوا بالفوز بهدفين لهدف إياباً في القاهرة. مونديال البرازيل 2014 هو الظهور الثالث على التوالي لغانا بعد ألمانيا 2006 وجنوب أفريقيا 2010، ففي أولى مشاركاتها المونديالية خسرت غانا أمام إيطاليا بهدفين قبل أن تفوز بالنتيجة نفسه على التشيخ، وأنهت الدور الأول بالفوز على الولاياتالمتحدة بهدفين لهدف لتضمن التأهل إلى دور ال16، إذ خسرت «برازيل أفريقيا» أمام البرازيل الحقيقية بثلاثية نظيفة. الوضع تحسن كثيراً في المرة الثانية بعد تأهلها للدور الثاني مع ألمانيا عن المجموعة الرابعة التي ضمت أيضا صربيا وأستراليا، وفي دور ال16 تفوز غانا على الولاياتالمتحدة بهدفين لهدف حملا توقيع جيان وبرنس بواتنغ، لتواجه بعدها الأوروجواي في ربع النهائي لكنها تخرج بركلات الترجيح. وتخوض غانا بطولة 2014 بإمرة المدرب كواسي أبياه، مسلحة بالخبرة والموهبة والقوة، وجائزة مالية بلغت 20 ألف دولار كحافز لكل لاعب بعد النجاح في التأهل. ففي الخطوط الخلفية يقف المدافع الشاب دانييل أوباري (بورتو البرتغالي)، وجون بوي (رين الفرنسي)، وهاريسون أفول (الترجي التونسي). ويهيمن على منتصف ملعب غانا مجموعة من اللاعبين المحترفين في أقوى أندية العالم، في مقدمهم مايكل إيسيان وسولي مونتاري (ميلان الإيطالي)، وصانع الألعاب كوادوه أسامواه (يوفنتوس الإيطالي)، وأفري أكوا (هوفنهايم الألماني)، وكريستيان أتسو (تشيلسي الإنجليزي). بينما يقود خط الهجوم كيفين برنس بواتنغ (شالكه الألماني)، يرافقه النجم أسامواه جيان (العين الإماراتي)، الذي يسعى لمحو الذكرى السيئة بعد إخفاقه في ركلة الجزاء الشهيرة. وأوقعت القرعة منتخب غانا في مجموعة «الموت» السابعة، مع كل من ألمانيا والبرتغال والولاياتالمتحدة.