ارتفع المؤشر الإقليمي العام لأسواق الأسهم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في أيار (مايو) الماضي بنسبة 12.4 في المئة، ما رفع المكاسب الإجمالية لهذا العام إلى 14.8 في المئة، نتيجة ارتفاع أسعار النفط وتحسن معنويات المستثمرين والنتائج الإيجابية للشركات. وأشارت شركة «رسملة للاستثمارات» في تقرير شهري، إلى أن أسواق الأسهم الإقليمية باستثناء المغرب «سجلت مكاسب الشهر الماضي، وكانت السوق القطرية الأفضل أداء». وعلى الصعيد العالمي، بدأت أسواق الأسهم في الولاياتالمتحدة الشهر في «تحقيق مكاسب، مدفوعة بمعدلات أفضل من المتوقع لمستويات البطالة ونتائج اختبارات وضع المصارف. لكن الارتفاع توقف في الأسبوع الثالث، إذ تعرضت السوق لضغوط بيع نتيجة المخاوف من تقدم «جنرال موتورز» بطلب إشهار إفلاسها، وخفض توقعات «ستاندرد أند بورز» تصنيف الائتمان في بريطانيا، إلى جانب تباطؤ الاقتصاد الأميركي في الربع الأول من هذه السنة. وحقق النفط أكبر مكاسب شهرية، ليرتفع سعر البرميل الى66.30 دولار أي 30 في المئة، بعدما تركت منظمة «أوبك» معدلات الإنتاج من دون تغيير، في إشارة إلى تعافي الاقتصاد العالمي وتوقع ازدياد معدلات الطلب العالمي على النفط. وتزامن ارتفاع سعر النفط مع تراجع حاد في سعر الدولار أمام اليورو، بنسبة 6.4 في المئة خلال الشهر. فيما واصلت الأسواق الناشئة ارتفاعها، ليبلغ مجموع مكاسبها هذه السنة 36 في المئة، مسجلة أكبر ارتفاع في نهاية أيار وخلال ثمانية أشهر. السعودية وأنهى السوق السعودية، أكبر أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الشهر الماضي، بارتفاع نسبته 4.8 في المئة، ما عزز مكاسبها إلى 22.7 في المئة خلال خمسة أشهر. وعلى عكس الشهور الماضية التي تحققت فيها مكاسب في كل القطاعات، كان أداء القطاعات المختلفة مختلطاً، فتراجعت أسهم المصارف وشركات التأمين، في حين ارتفعت أسهم البتروكيماويات والاتصالات، إذ باع المستثمرون أسهمهم في المصارف وشركات التأمين، وكانت ارتفعت في شكل لافت في نيسان (أبريل)، مقارنة بمثيلاتها في دول مجلس التعاون الخليجي. أما أسهم البتروكيماويات فتقدمت بفضل تحسن أسعار النفط التي بلغت أعلى سعر منذ سبعة أشهر. وارتفعت أسهم «سابك»، التي تشكل 11 في المئة من «مؤشر تداول»، بنسبة 37 في المئة. وأكدت «رسملة» ثقتها في أن الأسهم السعودية «ستتحسن على خلفية متانة البيئة الاقتصادية المحلية الكلية». وتوقعت أن «يبقى أداء السوق السعودية مرتبطاً بالنفط، بما أن الشركات السعودية أعلنت فعلاً نتائجها للربع الأول، وعدم توقع إعلان مزيداً منها الشهر المقبل». الإمارات وواصلت أسواق الأسهم الإماراتية تعافيها، وكسبت 11 في المئة إضافية خلال الشهر، في ظل ازدياد اهتمام المستثمرين الأجانب بالسوق. وكانت الأسهم العقارية الأعلى خلال الشهر بقيادة «إعمار» التي ارتفعت أسهمها بنسبة 48 في المئة بفضل ازدياد اهتمام المستثمرين الأجانب بها، وسجلت أعلى مستوى في ستة أشهر على خلفية الاعتقاد بانتهاء المرحلة الأسوأ في السوق العقارية الإماراتية. وارتفعت أسهم «أرابتك» و «صروح» و «الدار» 37 و24 و 28 في المئة على التوالي، وأسهم «شعاع كابيتال» بنسبة 70 في المئة، في ظل ترقب توقيع الشركة اتفاقاً مع مجموعة «دبي المصرفية» يتصل بسنداتها القابلة للتحويل. وشهدت أسهم شركتي «اتصالات» و «طاقة» المعروفتين بثقلهما في السوق، جموداً في أسعار أسهمهما خلال الشهر. وأُلغي اتفاق «اتصالات» مع إيران لمنحها الرخصة الثالثة لخدمات الهاتف الخليوي، فيما أعلنت «طاقة» تراجعاً في دخلها الصافي للربع الأول من هذا العام نسبته 90 في المئة، بسبب انخفاض إيراداتها من مبيعات النفط الخام والغاز الطبيعي. ولفتت «رسملة» الى أن تقويمات أسهم الشركات الإماراتية «تبقى منخفضة بالنسبة إلى قريناتها»، ورأت «مجالاً لمزيد من الارتفاع في السوق على خلفية تحسن معنويات المستثمرين وازدياد تدفقات النقد الأجنبي إلى السوق». الكويت وازدادت مكاسب السوق الكويتية 7.9 في المئة في أيار الماضي، ما يرفع مكاسبها الإجمالية هذه السنة إلى 4.7 في المئة. وكان المحرك الأساس للأداء المتين خلال الشهر، الأنباء المحلية الإيجابية إلى جانب ارتفاع أسعار النفط. وحققت أسهم «أجيليتي» 33 في المئة، بعد تجديدها عقداً مع الجيش الأميركي قيمته 1.4 بليون دولار، وكذلك أسهم «زين» بنسبة 28 في المئة، بعد إعلان نتائج قوية في الربع الأول، ودعوتها إلى تقديم عرضها للرخصة الثالثة لخدمات الهاتف الخليوي في إيران. وأوضحت «رسملة» أن تقويمات أسهم الشركات الكويتية تبقى مرتفعة بالنسبة إلى قريناتها، كما تشير نتائج الانتخابات البرلمانية إلى استمرار التشكيك في انتهاء المشاكل السياسية التي أدت إلى تأجيل الإصلاح الاقتصادي». قطر وارتفعت الأسهم القطرية خلال أيار الماضي، 24.6 في المئة مدعومة بارتفاع أسعار النفط، وعرض الحكومة شراء الاستثمارات العقارية للمصارف المحلية. وحققت «صناعات قطر» مكاسب نسبتها 35 في المئة، بفضل ارتفاع أسعار البتروكيماويات والأسمدة. وسجل مؤشر المصارف القطرية زيادة نسبتها 8 في المئة، في اليوم الذي أعلنت فيه الحكومة شراء الاستثمارات العقارية للمصارف المحلية البالغة قيمتها 15 بليون ريال قطري. وسيدير البرنامج المصرف المركزي القطري ليكتمل هذا الشهر». وتوقعت «رسملة» أن «تبقى السوق القطرية إيجابية في ضوء التقويمات الجاذبة نسبياً، والأسس الاقتصادية الكلية المتينة، والدعم الحكومي القوي الظاهر في مساعدة المصارف المحلية بعرضها شراء استثماراتها العقارية منها. سلطنة عُمان وتقدمت الأسهم العُمانية بنسبة 7.2 في المئة، لترتفع مكاسبها الكلية حتى الآن إلى 1.1 في المئة. وكان الأداء الإيجابي للسوق مدفوعاً في شكل رئيس بأداء «بنك مسقط»، الذي حقق مكاسب نسبتها 7.5 في المئة خلال الشهر. ولفت تقرير «رسملة» الى أن التقويمات في السوق العُمانية «تبقى معقولة»، مقارنة بالأسواق الأخرى في المنطقة. ورجحت أن تواصل السوق «تعافيها التدريجي على المدى المتوسط». مصر وسجل السوق المصري أكبر الأسواق الإقليمية خارج منطقة دول مجلس التعاون الخليجي «إداء إيجابياً» الشهر الماضي، مستفيداً من نتائج الشركات الإيجابية، وتحسن معنويات المستثمرين عالمياً. وحققت السوق مكاسب نسبتها 13.6 في المئة، ما رفعها إلى 28.9 في المئة خلال الفترة المنقضية من هذا العام. وتتطلع «رسملة» إلى السوق المصري ب «حذر» بعد ارتفاع ملحوظ في أيار الماضي، إذ توقعت أن «يؤدي استمرار النزاع بين «أوراسكوم تيليكوم» و «فرانس تيليكوم» على ملكية «موبينيل»، إلى مزيد من التذبذب في السوق. لكن رأت أن السوق، من المنظور الإيجابي، «مهيأة للاستفادة من التدفقات النقدية المستمرة إلى الأسواق الناشئة».