الجينسينغ عشبة عرفت منذ أكثر من ستة آلاف سنة في بلاد الشرق البعيدة حيث اكتشف سكانها مزاياها النافعة لصحة الإنسان، فاستعانوا بها لمداواة عدد من الأمراض، وكانت النبتة المفضلة لدى أمبراطور الصين، وكان الأطباء الصينيون يضعون عشبة الجينسينغ في خانة الترسانة الوقائية أكثر منها في خانة الترسانة العلاجية. ويعود الفضل إلى الرحالة ماركوبولو في تعريف الأوروبيين وغيرهم بهذه العشبة السحرية. وهناك أساطير كثيرة نُسجت حول الجينسينغ من اهمها أن جذور الجينسينغ ظهرت للمرة الأولى عندما سقطت صاعقة على ينبوع ماء فخلطت العناصر الأربعة التراب والهواء والماء والنار، في عشبة عرفت بالجينسينغ التي تملك جذوراً وتدية تشبه أصابع اليد. وتحتاج عشبة الجينسينغ من 5 إلى 6 سنوات كي تنضج ويحين قطافها، وهي تعيش أكثر من 100 سنة، وهناك أنواع عدة منها أحسنها وأجودها الجينسينغ الكوري. وتعتبر هذه العشبة من أكثر الأعشاب استخداماً في العالم نظراً إلى ما تحتوي من مركبات فعالة تساهم في إعطائها الخصائص الآتية: 1- تفيد في تحسين استجابة خلايا الجسم على هرمون الأنسولين الذي يعتبر المفتاح الأساس الذي يمكّن سكر الغلوكوز من الولوج إلى قلب الخلايا من طريق مستقبلات خاصة على سطوحها، من هنا يوصى بجذور الجينسينغ للمصابين بالداء السكري، أما عن الجرعة التي ينصح بها فتتأرجح من غرام واحد إلى ثلاثة غرامات في اليوم. 2- تعزز من حيثيات الذاكرة والتركيز والانتباه ومن القدرة على التعلم، ولكن الدراسات التي أجريت في هذا الشأن أوضحت أن هذا الأمر ينطبق على الأطفال والشباب فقط. وفي حال خلطت الجينسينغ مع نبات الجينيكو فإن النتائج تكون أفضل على صعيد الذاكرة. 3- تنفع في التخفيف من وطأة عوارض سن اليأس وفي الوقاية من مرض هشاشة العظام الذي يهدد النساء في سن الشيخوخة. لقد سجلت التجارب على الجرذان المسنة التي تغذت على أطعمة تحتوي على خلاصة جذور الجينسينغ، نتائج إيجابية ملموسة، إذ ارتفع في شكل واضح مستوى هرمون بناء العظام، في حين هبط مستوى هرمون هدم العظام، إضافة إلى زيادات شملت الفيتامين د، والكلس، والفوسفور، وهذه كلها تترك آثاراً إيجابية تساهم في دعم الثروة المعدنية التي تحمي من استيطان داء الهشاشة العظمي. 4- تنشط وظائف الجسم في شكل عام والجهاز المناعي في شكل خاص، ففي تجارب أُجريت على مجموعة من الأشخاص، قسم منهم أخذ اللقاح المضاد للأنفلونزا، في حين أعطي لأفراد المجموعة الآخرين خلاصة الجينسينغ، وبعد مقارنة النتائج لاحظ الباحثون زيادة في مناعة الأشخاص الذين أخذوا الجينسينغ. 5- تقي من السرطان، وعلى هذا الصعيد أفادت دراسات وبائية أُجريت على كوريين، أن خطر التعرض للإصابة بالسرطان انخفض عند من يأخذون الجينسينغ مقارنة بالذين لم يتناولوه. 6- تزيد من الرغبة الجنسية وترفع زخم النشاط الجنسي، فقد استعملها الرجال لهذا الغرض منذ قرون، وحتى الآن ما زال الغموض يخيم على الآلية التي تعمل بها العشبة في تحسين الوظيفة الجنسية، ولكن هناك فرضيات تقول بأنها تؤثر على الجهاز العصبي وعلى الغدد التناسلية. 7- تفيد في دعم الرياضيين بالقوة والنشاط لمقاومة التعب خلال التمرينات والمنافسات الرياضية. لا تعطى عشبة الجينسينغ للحامل والمرضع، ولا للأطفال، ولا لمن هم قبل سن البلوغ. ولا يجوز أخذها في آن مع المشروبات المنبهة كالقهوة والشاي. ولا تؤخذ مع الأنسولين وبعض الأدوية إلا بعد استشارة الطبيب. [email protected]
