يبدو أن الحملة الإعلانية الضخمة التي سبقت عرض فيلم الإثارة الخيالي «حرب لوس أنجليس» جاءت نتائجها عكسية على منتجيه، إذ يعيش الفيلم الذي بدأت عروضه الخاصة حرباً شرسة من النقاد الذين حضروا العرض الافتتاحي. «حرب لوس أنجليس» الذي تدور قصته حول معركة يخوضها الجيش الأميركي ضد غزاة من الفضاء، تصدرت أخباره عناوين الصحف طوال الأشهر الماضية إضافة إلى حضوره كمادة أساسية في نشرات الأخبار الفنية على مختلف القنوات الأميركية خصوصاً وأنه أحد أعلى الأعمال كلفة إنتاجية هذا العام رغم عدم إعلان تفاصيل هذه الكلفة.لكنه وعلى حد وصف النقاد لم يأتِ موازياً لما تكبده منتجوه من خسائر رغم أن الحكم الجماهيري لم يتضح بعد، كون الفيلم لم تبدأ عروضه التجارية بعد. الناقد الفني لصحيفة «شيكاغو صن تايمز» الأميركية روبرت أيبرت كتب مقاله الأسبوعي حول الفيلم بلغة ساخرة إذ يقول: «إذ حضرت هذا الفيلم برفقة خطيبتك أو زوجتك وأبدت أي إعجاب به، فعليك فوراً أن تنهي علاقتك بها». ويضيف: «كنت متحمساً جداً لحضور الفيلم، لكن فوجئت ومع مشاهده الأولى بأنه عبارة عن مسخ من أفلام خيال علمي أخرى، الفيلم مزعج وعنيف وغبي، من الجرم تصنيف هذا الفيلم كخيال علمي، إنه إساءة للعلم وللتجربة السينمائية في أميركا». هجوم أيبرت يستمر على مخرج الفيلم إذ يضيف: «جونثان لسبمان لم يستفد من أية تجربة سينمائية، توافرت له كل فرص النجاح المادية والفنية ولم يستغلها، وخرج بعمل ضعيف لا يدعو إلا للضحك».الهجوم الحاد على «حرب لوس أنجليس» تدفعه الأخبار عن الكلفة الباهظة التي تكبدها منتجوه بهدف تجهيزه، إضافة إلى استعانة مخرجه بالكثير من خبراء المؤثرات البصرية التي لا يبدو أن الصورة النهائية نجحت في نقلها. مقال أيبرت ونقاد آخرين ممن تشابهت آرائهم تتصدى له أصوات ضعيفة أثنت على الفيلم بشكل خجول، إذ يقول الناقد بصحيفة «شيكاغو تربيون» مايكل فيلبس: «الفيلم ليس مبتكراً لكنه بالتأكيد مثير، فمحاولة دمج فلم «حرب العوالم» ب «بلاك هوك دوان» أنتجت تجربة سينمائية قدمت العديد من المشاهد الإخراجية المميزة والتي قد تنجح في كسب الحضور الجماهيري الكافي لتعويض الكلفة الإنتاجية العالية».وعاش مخرج الفيلم ومنتجوه مراحل شاقة خلال تجهيزه، إذ تلقى الممثلون في الفيلم تدريبات مكثفة من قبل جنود في البحرية الأميركية استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر، كما تم التعامل مع الفيلم تسويقياً بشكل مميز، إذ ينطلق العرض التجاري للفيلم في يوم يتوافق مع عيد القوات البحرية الأميركية، كما أن مخرجه صرح في أكثر من ظهور تلفزيوني بأن القصة ورغم أنها تضمنت مساحة واسعة من الخيال، إلا أنها بنيت على قصص واقعية رواها بعض من شاركوا في الحرب العالمية الثانية، إذ ادعى عدد منهم أنه في يوم 24 من شهر (فبراير) عام 1942 هجمت مخلوقات فضائية على مدينة لوس أنجليس الأميركية، وهو ما نفته الحكومة الأميركية أكثر من مرة، لكن منتجي الفيلم تعاملوا مع هذه القصة كعامل تسويقي.