معرض عمارة الحرمين الشريفين.. نوافذ لحضارة إسلامية تحكي قصصاً أثرية

أنشأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي معرضاً متكاملاً يختص بعرض مراحل عمارة الحرمين الشريفين، ليعدّ أحد متاحف ومعارض منطقة مكة المكرمة، الذي افتتحه الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، في ال25 من شوال عام 1420ه.
ويأتي هذا المعرض مواكباً لما تم تأسيسه من منبر تاريخي ثقافي يخدم المجتمع الإسلامي ويوسع آفاقه ومداركه المعرفية تاريخياً وثقافياً، ولينقل للمجتمعات العالمية بشكل عام تاريخ وحاضر الحضارة الإسلامية العريقة.
ويُعنى معرض عمارة الحرمين الشريفين، في شكل خاص، بالحرمين الشريفين والتطور الذي شهدته عمارتهما على مدى العصور، إذ يتكون المعرض من سبع قاعات، تشمل مجسمين للحرمين الشريفين وعدد من المقتنيات المختلفة من مخطوطات ونقوش كتابية وقطع أثرية ثمينة ومجسمات معمارية وصور فوتوغرافية نادرة.
ومن أهم مقتنيات معرض عمارة الحرمين الشريفين عمود من أعمدة الكعبة المشرفة الخشبية، يعود تاريخه إلى عام 65ه، وميزاب الكعبة المشرفة الذي يعود تاريخه إلى عام 1021ه، وسلم الكعبة المشرفة الخشبي، الذي يعود تاريخه إلى عام 1240ه ، وباب الكعبة المشرفة، الذي يعود تاريخه إلى عام 1363ه، وكثير من المقتنيات التي تصف وتحكي تطور عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي.
ويقدم المعرض عدداً من الخدمات الجديدة، خلال شهر رمضان المبارك، مثل توزيع المصاحف، وماء زمزم للزوار، وتجهيز حافلة لنقل الزوار من أطراف ساحات المسجد الحرام إلى المعرض والعودة مرة أخرى، وهي خدمة مجانية، وتم تفعيل لوحة إلكترونية كبيرة على مدخل المعرض تحوي عبارات ترحيبية توضح أوقات ومواعيد الزيارة وطرق التواصل والاستفسارات، كما تم تفعيل تصريح الزيارات وتنظيمها، ما كان له الأثر في مضاعفة أعداد الزوار، والعمل بالتصريح الإلكتروني للزيارات.
ويحرص معرض عمارة الحرمين الشريفين على بسط الخدمات التي يقدمها لذوي الاحتياجات الخاصة بتقديم تجربة رائعة لزواره منهم، من خلال خطط ذكية ومتطورة تتمثل باستقبال وتسهيل حركة ذوي الاحتياجات الحركية إلى داخل القاعات، ليتعرفوا أكثر على مقتنيات المعرض، عبر مداخل خصصت للعربات المتحركة، ويقدم المعرض الكراسي المتحركة للزوار من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويعمل في المعرض عدد من الكوادر المؤهلة لتقديم الخدمات المعرفية والإرشادية لجميع الزوار، والتعريف بكل جوانب ومقتنيات المعرض، ويصل عددهم إلى 30 موظفاً، فيما يراوح عدد الزوار المتوقع بين ألفين وستة آلاف زائر يومياً، ويتقلص في موسم رمضان المبارك بسبب الانصراف إلى العبادات خلال هذا الموسم.
في حين يستقبل المعرض زواره خلال موسم رمضان المبارك عام 1438ه في منظومة عمل تكاملي مستمر، من خلال أربع فترات في شكل يومي، تبدأ الفترة الأولى من العاشرة صباحاً إلى الثالثة مساء، وتليها الفترة الثانية من الثانية مساء إلى السابعة مساء، لتعقبها الفترة الثالثة التي تبدأ من السادسة مساء حتى ال11 ليلاً، وتكون آخر فترة هي الفترة الرابعة، التي تبدأ عملها من العاشرة مساء إلى الثالثة صباحاً.
وتأتي خطة عمل المعرض في شهر رمضان الحالي، لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار، والعمل على إتاحة الفرصة للجميع، ولهذا السبب جاء تنظيم مواعيد الزيارات وجدولتها، من خلال الفترات السابقة، كما تفتح أبواب المعرض في العطل الأسبوعية يومي (الجمعة، والسبت) باستثناء شهر رمضان، في الوقت الذي تتطلع فيه إدارة المعرض إلى توسعة المعرض، لاستيعاب أكبر قدر من المقتنيات، وأكثر عدد من الزوار، إذ يتم التنسيق مع إدارة المعرض للزيارات الجماعية التي يزيد عدد زوارها على 20 زائراً، فيما يسمح للزيارات الفردية بالدخول في جميع الأوقات.
ودعت إدارة المعرض إلى التقيد بالأوقات والتواريخ المحددة في تصريح الزيارة، وكذلك التقيد بالعدد المحدد للزوار، معربةً عن أملها من الزوار بالتزام التعليمات والتنظيمات الخاصة بالزيارات والمحافظة على المقتنيات.