"السياحة": 227 ألف غرفة مرخصة بمكة    تعديل موادّ تغيير الاسم وحذف الفخذ أو القبيلة    السقوط أمام أيسلندا جرس إنذار لمنتخب إنجلترا قبل يورو 2024    سُوء التنفس ليلاً يسبب صداع الصباح    القلعة الأثرية بمحافظة جزر فرسان .. وجهة سياحية ومعلم يمزج التراث بجمال الطبيعة الساحرة    «الراجحي» يتوج بالذهب من بلاد «التانجو»    عمرو دياب يصفع.. يشتم.. ويثير الجدل    النائب العام يتفقّد ويدشّن مقرات للنيابة العامة في المشاعر المقدسة    الدكتوراه ل«العنبر» في فلسفة التربية    غانتس يستقيل.. حكومة نتنياهو باقية        الحملات المشتركة: ضبط (12974) مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود    «الموارد»: إصدار 11.7 ألف تصريح لخدمة «أجير الحج».. و42.85 ألف تأشيرة عمل موسمية    جنة ينافس العيسى على رئاسة الأهلي    الفلبين تحظر واردات الطيور والدواجن من أستراليا بسبب أنفلونزا الطيور    غزة تستغيث لتوفير مولدات كهربائية للمستشفيات    قرار الأمم المتحدة بوضع إسرائيل على القائمة السوداء خطوة في الاتجاه الصحيح    الطقس: حار إلى شديد الحرارة على معظم مناطق المملكة    نائب أمير مكة يتفقد العمل بصالات الحج    الهلال يعلن برنامج تحضيراته للموسم الجديد    الأخضر يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة الأردن    "آبل" تخرج بعض إصلاحات "آيفون" من الضمان    "أبل" تدعم تطبيق البريد ب "الذكاء"    مقتل صاحب أول صورة ملونة لكوكب الأرض من الفضاء    سوء التغذية يسبب اكتئاب ما بعد الولادة    الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    بيئة نجران تدشن اليوم العالمي للبيئة تحت شعار "أرضنا مستقبلنا"    تأهّل الحزم والنور والابتسام والصفا إلى نصف نهائي بطولة المملكة لكرة اليد الشاطئية للكبار    الجبير يرأس وفد المملكة المشارك في الحدث رفيع المستوى بشأن العمل من أجل المحيطات        بعثة المنتخب السعودي تزور صالة مبادرة "طريق مكة" بباكستان    100 ألف زائر في كرنفال القادسية الأسطوري    المملكة عضواً في المجلس الاقتصادي والاجتماعي (ECOSOC) للفترة 2025-2027م    الدفاع المدني ينفذ فرضية حريق بالعاصمة المقدسة    انطلاق الدورة العلمية الكبرى تحت عنوان "التوحيد في الحج"    «هيئة النقل» تنفذ أكثر من 98 ألف عملية فحص حتى بداية شهر ذي الحجة    ضيوف المليك: استضافتنا للحج امتداداً لأعمال المملكة الإنسانية    منصور ابو شهران في ذمة الله    فرع هيئة الصحفيين بمكة ينظم ورشة الإعلام في الحج    القبض على 3 أشخاص بالمنطقة الشرقية لترويجهم (5.5) كيلوغرامات من الحشيش    نائب رئيس جمهورية جامبيا يغادر المدينة المنورة    جامعة الملك خالد تتقدم 160 مركزًا في تصنيف QS العالمي للجامعات 2025م وتحقق المركز 601    حظر دخول أسطوانات الغاز للمشاعر المقدسة    اليحيى يُراجع خدمات الحجاج بمطار المؤسس    400 مشروع فني وتصميمي لطالبات كلية التصاميم بجامعة الإمام    «الأحوال»: منح الجنسية السعودية لشخصين.. وقرار وزاري بفقدانها لامرأة    فيصل بن مشعل يقدر لامين وأمانة القصيم جهودها في مدينة حجاج البر    فقدت والدها يوم التخرج.. وجامعة حائل تكفكف دموعها !    لاعبون بكلية مزروعة    الصيف الساخن يعكر نومك.. 3 نصائح تساعدك    هل نجح الفراعنة في علاج سرطان المخ قبل 4 آلاف عام؟    "الأخطبوط" عبادي الجوهر.. "أرينا" أكبر تكريم والسعودية نعمة    فضائل الدول الصناعية وعيوب من عداها    «التحيّز».. الداء الخفي    حفلات التخرج.. من الجامعات إلى رياض الأطفال    وقوف امير تبوك على الخدمات المقدمة في مدينة الحجاج بمنفذ حالة عمار    وزير الداخلية يخرّج "1410" طلاب من "فهد الأمنية"    خالد بن سلمان يجري اتصالاً هاتفياً بالرئيس المنتخب وزير الدفاع الإندونيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سليمان: الحوار مظلة وميزة للبنان ... الحريري: الاختلاف في الحكومة لا يبرر المقاطعة
نشر في الحياة يوم 05 - 11 - 2010

التأمت «هيئة الحوار الوطني» أمس في «نصف جلسة» لغياب سبعة أعضاء من مجموع أركانها البالغ عددهم تسعة عشر، وهذا ما يحصل للمرة الأولى منذ تشكيلها في نيسان (أبريل) 2006 بدعوة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومن ثم إسناد رعايتها لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في أعقاب الاتفاق الذي توصل اليه الأطراف اللبنانيون في مؤتمر الدوحة في ايار (مايو) 2008. وأدى ذلك الى تعليق البحث في البند الوحيد المدرج على جدول أعمال الهيئة والخاص بدراسة الاستراتيجية الدفاعية للبنان، والاستعاضة عنه بمواقف بقيت محصورة بضرورة الاستمرار في الحوار وعدم ربط مصيره بجلسات مجلس الوزراء وآخرها تلك التي تأجلت بسبب المواعيد التي استجدت على رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اثناء وجوده في بريطانيا في زيارة رسمية، بناء لتوافقه مع رئيسي الجمهورية والبرلمان.
وكانت «نصف جلسة» الحوار عُقدت أمس برعاية سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا خلافاً لترجيح تأجيلها لغياب سبعة من أركان هيئة الحوار، اثنان منهم بداعي السفر هما رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط وممثل حزب «الطاشناق» النائب هاغوب بقرادونيان، والآخرون هم رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد، وزعيم «تيار المردة» سليمان فرنجية، ورئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» طلال أرسلان ورئيس «الحزب السوري القومي الاجتماعي» أسعد حردان ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون.
وجاء غياب رعد وفرنجية وأرسلان وحردان تضامناً مع عون الذي قرر مقاطعة الحوار احتجاجاً على تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة أول من أمس.
واقتصر الحضور إضافة الى سليمان على رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري والرؤساء أمين الجميل، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، ونائبي رئيسي المجلس النيابي فريد مكاري والحكومة وزير الدفاع الوطني الياس المر والوزراء محمد الصفدي، جان أوغاسبيان، ميشال فرعون، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والقانوني فايز الحاج شاهين.
وتأخر عقد جلسة الحوار لانشغال سليمان باجتماع ثنائي مع الحريري سرعان ما انضم إليه بري، تلته لقاءات منفردة عقدها رئيس الجمهورية مع الحاضرين من أركان الحوار.
اللافت أن رئيس الجمهورية أصرّ على عقد الجلسة بمن حضر انطلاقاً من أنه يرفض أن يسجل على خانته أنه كان اتخذ قراراً يوماً ما بتأجيل الجلسة. وفي المقابل حرص على عدم الدخول في نقاش الاستراتيجية الدفاعية في غياب قوى رئيسة وبالتالي استغل عقد الطاولة ليؤكد حرصه على مبدأ التواصل لما يحققه من رد فعل إيجابي من شأنه أن يسهم في تهدئة النفوس من جهة، وفي تنفيس أجواء الاحتقان من جهة ثانية، وصولاً الى استيعاب الخطابات السياسية المتوترة والسعي مع المشاركين الى خفض منسوب التوتر.
وكان الحريري رأى بعد لقائه سليمان أن «الحوار هو الأساس في البلد، ومن المؤسف أن يتغيّب البعض عن جلسة هيئة الحوار الوطني لأنها حوار بين كل الأطراف، ونحن نتحاور حول استراتيجية دفاعية، ونحن منذ البداية نقول إننا نواجه تحدياً كبيراً هو التهديدات الإسرائيلية، واليوم ماذا نقول حتى للإسرائيليين؟ انه حتى هيئة الحوار لا تجتمع على موضوع بذات الأهمية وهو الاستراتيجية الدفاعية، هذا أمر مؤسف وسلبي».
وأشار الى أن «رئيس الجمهورية كان واضحاً في الكلام الذي قاله، وسيتحدد موعد جديد ويجب على كل أعضاء هيئة الحوار أن يشاركوا في الجلسة المقبلة، وعدم ربط الأمور بعضها ببعض لأن الاستراتيجية الدفاعية شيء والتهديدات الإسرائيلية ضد لبنان شيء آخر، والأمور الأخرى التي نناقشها في مجلس الوزراء أمر آخر، محاولة تبسيط الأمور هي جريمة ضد الوطن بكل ما للكلمة من معنى، يجب عدم المزايدة على بعضنا بعضاً في بعض الأمور، خصوصاً في ما يتعلق بهيئة الحوار التي بدأ بها الرئيس بري منذ عام 2006 لأنه كان يرى وجوب الحوار بين اللبنانيين، وشاهدنا ماذا حصل بالبلد عندما انقطع الحوار، نحن نريد أن يستمر الحوار لمصلحة كل اللبنانيين».
أما بري فقد بادر الصحافيين لدى وصوله الى بعبدا بالسؤال: «لماذا كثرة الإعلاميين؟».
وسئل بري هل تمثل المعارضة في جلسة اليوم فأجاب مبتسماً: «المعارضة أحبت التضامن مع الأستاذ وليد جنبلاط وأنا حضرت».
واستهل سليمان الجلسة بمداخلة تناول فيها المستجدات منذ الجلسة السابقة التي عُقدت في قصر بيت الدين الى اليوم، متوقفاً أمام أبرز التطورات المحلية والإقليمية والدولية.
وعلمت «الحياة» أن سليمان أكد أمام الحضور أن لا جدول أعمال لهذه الجلسة لغياب عدد من أركان الحوار، «وكنا نفضل مشاركة الجميع لأن ليس للحوار سلطة تنفيذية بمقدار ما أنه يشكل مظلة للبلد لا غنى عنها حتى لو لم يكن هناك من نقاط اختلاف».
br / واعتبر سليمان أن الحوار «مرتبط بتاريخ لبنان، وكنا شهدنا حواراً في أعقاب الحوادث الأليمة التي مرت ببلدنا في عام 1958 ومن ثم في فترات متقطعة من الحرب التي اندلعت عام 1975 من دون أن يغيب عن بالنا أهمية الحوار الذي عقد في الطائف وأدى الى وقف هذه الحرب، وأخيراً ما توصلنا إليه في مؤتمر الدوحة».
وتابع سليمان، بحسب قول عدد من أركان الحوار، إن «الحوار ضروري حتى لو لم يكن هناك من مشكلات بيننا. فكيف اليوم ونحن نواجه التحديات والتهديدات الإسرائيلية وتتسارع التطورات من حولنا»، لافتاً الى ضرورة عدم ربط الحوار بأمور أخرى أو بالأجواء التي تسود من حين لآخر جلسات مجلس الوزراء.
وأيد الحريري كلام سليمان، مشدداً على عدم ربط ما يجرى في مجلس الوزراء بطاولة الحوار، ومشيراً الى السلبيات المترتبة على عدم مشاركة البعض في الحوار «لأن من غير الجائز إذا اختلفنا في الحكومة أن نقاطع الحوار وبالتالي لا غنى عنه، لا سيما أن مجلس الوزراء يعطينا حق الاختلاف».
وتحدث بري وقال إنه سيعالج مسألة عدم حضور البعض جلسة الحوار، «ويمكن أن يغيب الوزراء عن الجلسة أو أن يبادر بعضهم الى مقاطعتها كما حصل أخيراً، لكن يجب أن يحضر الجميع الى طاولة الحوار»، مؤكداً أنه سيقوم بكل جهده لتأمين عقد الحوار قبل 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.
وشدد السنيورة من جانبه، على أهمية الحوار وضرورة التزام الجميع بموعده، و «أن لا نخرج من هذا الاجتماع من دون الاتفاق على تحديد موعد جديد لاستئناف الحوار». وقال: «جئنا الى الحوار لوجود تباين بيننا حول عدد من الأمور مع أن الأمور التي تجمعنا أكثر بكثير من تلك التي نختلف عليها».
وأضاف: «أهمية الاجتماعات تكمن في أننا نلتقي ونتشاور وليس المهم إذا اتفقنا الآن أن نوقف الحوار بل علينا أن لا نقطعه، وأتمنى على الجميع التروي في الخطاب السياسي لأن من واجبنا أن نتبصر في الأحوال التي تعيشها المنطقة وأن نرأف بأحوال بلدنا لأن التطرف في اللهجة يجعل من خلافاتنا صعبة المعالجة في الحوار، أما الحديث عن الفتنة فأود القول إما أن نعملها نحن أو نتجنبها نحن وبالتالي نحن بأيدينا نصنع الفتنة وبأيدينا نمنعها».
وشدد أوغاسبيان على حماية السلم الأهلي واعتماد الاعتدال في الخطاب السياسي للحفاظ على الاستقرار، فيما سأل جعجع عن الجدوى من إطلاق التهديدات والتهديد بالعودة الى الماضي «أي الى 7 ايار 2008»، وقال: «نستغرب ما صدر من تهديدات تارة باجتياح بيروت ومناطق أخرى وتارة باحتلال معراب (مقر إقامته) في خلال ساعتين»، وذلك في إشارة الى التهديد الذي كان أطلقه النائب في «حزب البعث» عاصم قانصو ضده.
واعتبر جعجع في تصريح بعد لقائه سليمان أن «الحوار بلا نتيجة أفضل من عدم الحوار، والخطوة التي قام بها من تغيبوا وهذا حقهم، لا تنم عن بوادر إيجابية في ما يتعلق بالمستقبل القريب لأن هناك مشكلات يجب أن نأتي للحوار من أجلها».
ورداً على سؤال عن السبب الذي يمنعه من الإيعاز لوزير العدل (إبراهيم نجار) لحل ملف شهود الزور، قال جعجع: «في الأصل ليس هناك ملف جدي اسمه شهود الزور والموضوع المطروح محكمة أو لا محكمة. وعندما تصبح الأمور كذلك نحن مع المحكمة». ورأى في مقاطعة البعض للحوار أنها «رسالة موجهة لرئيس الجمهورية، وإلى الرئيسين بري والحريري والى المؤسسات الدستورية لأننا لا نفهم الرابط بين الحوار واي شيء آخر. ومن حقهم أن يكون لديهم موقف من شهود الزور لكن ما علاقته بالحوار؟».
وعن قول قانصو إن معراب لا تحتاج لأكثر من ساعتين، قال جعجع: «قولوا له أن يذهب ويلعب».
ولفت جعجع الى أنه افتقد الى عون، وقال إن «هناك أموراً يجب لبننتها مثل القرارين 1701 و1757 وكان مفترضاً قيام المحكمة بعد كل هذه الاغتيالات».
وفي شأن وعد بري القيام باتصالات مع المقاطعين، قال جعجع إن «الرئيس بري من اللياقة والمسؤولية بمكان، ونتمنى أن يكون هناك كثر من أمثاله لكنا في مكان آخر».
وقال الجميل: «لم نفهم سبب تعطيل الحوار خصوصاً أن تعاطيه فقط في أمور وطنية لها علاقة بمستقبل لبنان، ونأمل من الجميع حضور الاجتماع المقبل لأن الرئيس بري أبلغنا أنه يفترض إيجاد حل»، نافياً أن يكون الحوار دخل في تفاصيل نقل ملف شهود الزور من مجلس الوزراء الى الطاولة.
واعتبر مكاري أن «جلسة اليوم ناقصة لأنه يجب أن تشارك جهات للاستماع الى وجهة نظرها إذ لا نستطيع سماع وجهة نظر واحدة على رغم الوجود المهم للرئيس بري».
وأكد أن «الذين غابوا عن الحوار ارتكبوا خطأ كبيراً لأن الحوار هو ما تبقى للبنانيين لكي يترابطوا بعضهم مع بعض ويجدوا الحلول، ولا أعرف الأسباب التي دعت الآخرين للغياب»، مشيراً الى قول الرئيس بري إن الاختلاف في مجلس الوزراء يجب أن لا يؤدي الى عدم الحوار.
وسئل مكاري إذا كانت مقاطعة الحوار هي بداية الصدام بين المعارضة والموالاة، فأجاب: «الصدام موجود والغياب رسالة غير مرحب بها وعدم الحضور إساءة لرئيس الجمهورية ولمجلس الوزراء أكثر من غيره».
وتمنى الصفدي أن يكون الغياب عن هذه الجلسة فقط وليس عن طاولة الحوار، وأن لا يربط عدم البحث في ملف الشهود الزور بالحوار، «وأعتقد أن الموقف بالمقاطعة هو تعبير عن استياء».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.