كشفت دراسة دولية جديدة أن شتاء عام 2017 سيؤدي إلى وفاة حوالى 25 ألف شخص من البرد في المملكة المتحدة وأوروبا. وشملت الدراسة 384 موقعاً في 13 دولة، منها الولاياتالمتحدة الأميركية حيث يكون الطقس البارد مسؤولاً بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن وفيات أكثر ب 17 مرة من الطقس الحار. وحللت الدراسة أكثر من 74 مليون حالة وفاة. ولكن كيف يتسبب البرد بالوفاة؟ تميل درجات الحرارة المرتفعة إلى القتل بسرعة، إذ يبدأ الإعلان عن حالات الوفاة بعد مرور أيام فقط من التعرض لموجة حارة. أما في حالات الطقس البارد، يبدأ الإعلان عن حالات الوفاة بعد فترة أطول تصل إلى ثلاثة أو أربعة أسابيع عقب انخفاض درجات الحرارة. وتتسبب درجات الحرارة المنخفضة بأمراض عدة مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي والإنفلونزا، وتستهدف بشكل أكبر الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 75 فما فوق. وتنجم حوالى نصف الوفيات المتعلقة بالطقس البارد عن جلطات الدم التي تسبب الأزمات القلبية والسكتات الدماغية، بحسب باحثون بريطانيون. ويصبح الدم أكثر سمكاً في الأجواء الباردة، لأنه تدفقه إلى الجلد يصبح أقل للحفاظ على حرارة الجسم، ما يؤدي إلى تراكم الدم في الأجزاء الوسطى من الجسم. ولمواجهة ذلك، يتحرك الماء والملح من الدم إلى الأنسجة، ما يسبب زيادة مستويات خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية والفيبرينوجين، ما يجعل الدم أكثر عرضة للتجلط. ويميل ضغط الدم إلى الارتفاع عند انخفاض درجات الحرارة، وهو مسبب خطير للنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وينصح بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة في الشتاء، لأن التهابات الرئة مثل البرد والانفلونزا تنتقل بسهولة، ويمكن أن تؤثر على الأشخاص الذين يعانون من أمراض كامنة مثل مشاكل القلب، والانسداد الرئوي المزمن والسكر والربو وغيرها.