اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر اليوم (الأربعاء) أن المفاوضات الجارية في جنيف في محاولة لإعادة توحيد قبرص تشكل «الفرصة الأخيرة» لوضع حد لتقسيم الجزيرة المستمر منذ أكثر من 40 عاماً. وقال يونكر في مؤتمر صحافي في فاليتا خلال اطلاق رئاسة مالطا الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، «أعتقد حقاً، من دون الرغبة في التهويل بشكل مفرط، أن ما يحدث في جنيف هو الفرصة الأخيرة» لإعادة توحيد الجزيرة. ويتوجه رئيس المفوضية الأوروبية غداً إلى جنيف لحضور مؤتمر يضم الدول الضامنة لأمن الجزيرة حالياً، وهي اليونان وتركيا والمملكة المتحدة إضافة الى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس. وأضاف: «من واجب رئيس المفوضية ان يكون حاضراً ويحاول تقريب وجهات النظر بين الطرفين. لن أكون مسروراً لو بقيت جانباً». وختم يونكر: «عندما يكون السلام على المحك، فان من يمتنع عن المخاطرة يكون عرضة للأخطار اكثر من غيره». واستأنف الزعيمان القبرصيان أمس في جنيف محادثاتهما الصعبة في محاولة للتوصل الى اتفاق لاعادة توحيد قبرص المقسمة منذ اكثر من 40 عاماً، لكن امكان التوصل الى تسوية لا يزال بعيد المنال. وكان الناطق باسم الحكومة القبرصية اليونانية نيكوس خريستودوليدس اعتبر ان التوصل الى اتفاق «هو في متناول اليد، (لكننا) قريبون منه بمقدار ما نحن بعيدون منه». وجمهورية قبرص التي تمارس سلطتها على الشطر الجنوبي من الجزيرة حيث القبارصة اليونانيون انضمت الى الاتحاد الاوروبي منذ العام 2004. في المقابل، يقيم القبارصة الاتراك في الشمال حيث اعلنت «جمهورية شمال قبرص التركية» التي لا تعترف بها سوى انقرة. ويبدو ان الطريق لا يزال طويلاً قبل التوصل الى اتفاق حول عودة النازحين ودفع التعويضات المالية وتقاسم أراض مترامية تشمل مدناً بكاملها، وأيضاً حول مستقبل قواعد الجيش التركي في الشطر الشمالي من الجزيرة.