كشف رئيس جمعية مكافحة السرطان الدكتور عبدالله العمرو أن مرض السرطان سيسجل ارتفاعاً في سكان المملكة خلال الأعوام المقبلة بسبب التركيب السكاني، وسوء التغذية والتدخين، مشيراً إلى أن من بين 10 مصابين يشفون 7 فقطوقال في حديثٍ إلى «الحياة»: «يوجد في المملكة سجل خاص بتوثيق الأورام السرطانية، يهدف إلى تحديد الإصابة مقارنة بعدد السكان، إذ إن عدد حالات الإصابة بالسرطان المسجّلة بشكل رسمي في السعودية بلغت 55082 إصابة خلال خمسة أعوام، من عام2000 إلى 2005، وشهد الأول أعلى معدل للإصابة بالسرطان ب14856، وبلغت نسبة الزيادة السنوية 10 في المئة، وتعتبر مضاعفة مقارنة بالنسب العالمية التي لا تتجاوز 2 في المائة، لرصد حالات الإصابة بالسرطان في العام الواحد»، لافتاً إلى أن ارتفاع نسبة الإصابة بالمرض تعود إلى تغير التركيبة السكانية خلال الأعوام القليلة الماضية، وزيادة معدل التدخين، واتباع أنماط غذائية خاطئة. وأضاف، أن المجال الطبي تطور في الأعوام القليلة الماضية، منها التشخيص الدقيق للأورام، إذ كان في الماضي يموت معظم مرضى السرطان من دون المقدرة على العلاج، ومع التطور التقني أصبح 7 أشخاص من كل 10 مرضى يشفون من المرض، لافتاً إلى أن أمراض السرطان قد تسببها الفيروسات، لكن أثرها يظهر بعد أعوام عدة. وذكر أن دور الجمعية يعتبر وقائياً ومسانداً للعملية العلاجية، وأنشأت حينما لوحظ ما يعانيه مرضى السرطان من مشقة، لعدم مقدرتهم على الانتظام بمواعيدهم العلاجية، وتسعى لتلمس حاجات المصابين، وتقديم أفضل الخدمات لهم بما يسهم في التخفيف عنهم ومساعدتهم على التغلب على المشكلات التي يواجهونها سواءً اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية، والحد من انتشار الإصابة به، وإطلاق عدد من البرامج الوقائية والتوعية، منها برنامج الكشف المبكر عن أمراض السرطان بعد أن لاحظت ازدياد حالات السرطان بشكل ملحوظ في الأعوام الأخيرة، وللأسف لم يكتشف معظمها إلا في مراحلها المتأخرة، لافتاً إلى أنه تمت الموافقة على إنشاء مركز عبداللطيف للكشف المبكر، الذي يعتبر أول مركز متخصص للكشف المبكر عن السرطان في المملكة، يليه مركز طيبة للكشف المبكر في المدينةالمنورة الذي يُعنى بالكشف المبكر عن أمراض السرطان، وفحص حالات الإصابة المبكرة بسرطان الثدي، والقولون والبروستاتا، وعنق الرحم، والأورام السرطانية. وأكد أن الجمعية تقوم على ثلاثة محاور رئيسية، هي الخدمات الاجتماعية، والدعم النفسي، والطبية، إذ إن طول المدة التي يتلقون فيها المرضى للعلاج وما يصاحبها من عجز في توفير الجمعية مصاريف لمواجهة ظروف الحياة المختلفة، وفق برامج مخصصة تقدِّم لهم، من برنامج المساعدات المالية، ورواتب المرضى، والإعاشة، وبرنامج الإسكان، وبرنامج نقل المرضى من داخل المدينة التي يتلقى فيها العلاج إلى المركز الذي يتلقى به العلاج، سواءً كان من سكانها، أو من المقبلين إليها، إذ تستدعي بعض الحالات المرضية توفير رواتب شهرية تستمر طوال تلقيهم العلاج. وشدّد رئيس جمعية مكافحة السرطان على أن الجمعية لا تزال تعاني من قلة الدعم المادي، خصوصاً أنها تحتاج إلى نحو 22 مليون ريال لسداد قيمة وقفها الخيري في مدينة الرياض، الذي بلغت كلفته 42 مليون ريال، مشيراً إلى أنها ترحّب بدعم أصحاب الأيادي البيضاء وإسهامها، ومحبي الاستثمار الخيري في الدنيا والآخرة للمساهمة في هذا الوقف الذي يعود ريعه لمساعدة فئة غالية على المجتمع. وعن نظرته المستقبلية للجمعية، أوضح أنها تتطلع إلى امتلاك عدد من الأوقاف لصالح الجمعية بما يمكنها من مواصلة ما بدأت به بكل يسر، ولن يكون إلا بدعم من أفراد المجتمع، ورجال الأعمال والقطاع الخاص لمثل هذه الأوقاف، إذ خصصت الجمعية ريع وقفها الخيري في مدينة الرياض لتغطية نفقات إسكان المصابين ذوي الدخل المحدود.