على بعد مسافة زمنيّة قصيرة من إنجازهما أضخم عملية اندماج شهدتها ثورة المعلوماتية والاتصالات المتطوّرة (فاقت قيمتها 60 بليون دولار) وهي جمعت شركتا «ديل» و»إي أم سي»، اتجهت الشركتان اللتان صارتا واحدة اسمها «ديل إي أم سي» DELL EMC إلى منطقة الشرق الأوسط. وللمرّة الأولى بعد الاندماج التاريخي، أنجزت الشركة الجديدة مسابقة كانت تجريها «إي أم سي» سنويّاً، وهي مخصّصة لتحديد أفضل مشاريع التخرج في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا. وانطلقت تلك المسابقة تحت عنوان «الرؤية المستقبلية» Envision The Future. ووفرت تلك المسابقة فرصة للتنافس المفتوح بين الطلاب الجامعيّين المسجلين في برنامج تحالف «إي أم سي» الأكاديمي. واختتمت المسابقة بالإعلان عن فوز 3 مشاريع تنافست مع ما يزيد على 270 مشروعاً جاءت بها فرق من 22 جامعة في المنطقة، ومثلت جهود 270 خريجاً. وبيّنت مسابقة «الرؤية المستقبليّة» أنها تسعى إلى توجيه الجهود الخلاّقة للشباب نحو المفاهيم التي سيكون لها أثر فعّال في المسار المقبل لنُظُم المعلوماتيّة والاتصالات المتطوّرة. وكذلك سعت «ديل إي أم سي» عبر تلك المسابقة السنوية لمشاريع التخرّج، التي شارك في رعايتها «مركز التميّز المصري»، إلى تشجيع ابتكارات الشباب ومواهبهم في تقنيّات المعلوماتيّة على امتداد أفريقيا والشرق الأوسط. وتوزّعت المشاريع الثلاثة الفائزة على «جامعة الملك سعود» في المملكة العربيّة السعوديّة، و «جامعة حلوان» في مصر، و «جامعة الملك فيصل» في المملكة العربيّة السعودية أيضاً. وحدثت مفاجأة مثيرة للاهتمام في خضم المسابقة، تمثّلت في وصول حصة الفتيات إلى 40 في المئة من المشاريع المقدمة. وأظهرت تلك النسبة دور المسابقة في إبراز دور الفتيات بوصفه أحد الركائز الرئيسة لتقنية المعلومات في عصر الرقمنة السريع الذي مازال يجتاح العالم لحد الآن. على خطى ال «آندرويد» في السياق عينه، رحّب ما يزيد على 170 من الجامعات الرائدة في المنطقة بما أفضت إليه مسابقة «ديل إي أم سي»، بل وصفتها بأنها جهد جاد يسعى إلى سدّ الفجوة بين الدراسات الأكاديميّة من جهة، والاتجاهات العملية في تقنيات المعلوماتيّة والاتصالات المتطوّرة من الجهة الثانية. وكذلك بيّنت «ديل إي أم سي» أنها تسلّمت 65 مشروعاً من مصر وكينيا والمغرب ودولة الإمارات العربيّة المتحدة والمملكة العربيّة السعودية، بعد الإعلان عن نتائج المسابقة للسنة الحالية، ما يشير إلى الاهتمام الشبابي الواسع بها. وذكّرت «ديل إي أم سي» أيضاً بأنّ الهدف الأساسي من المسابقة يتمثّل في تحفيز الإبداع، وتمكين الطلاب من استكشاف التقنيات الجديدة الصاعدة. والتزاماً بذلك الهدف، أفسحت المسابقة المجال أمام الخريجين للتعرّف على مجموعة جديدة تماماً من القدرات التي توفرها تقنية «حوسبة السحاب» Cloud Computing، ونُظُم التخزين التي تتعامل مباشرة مع برامج رقميّة مثبّتة عليها، وسُبُل التعامل مع ظاهرة «البيانات الضخمة» Big Data، وتقنيات الأمن المعلوماتي وغيرها. وفي ملمح يعكس الاهتمام من شروط المسابقة أن يعتمد المشاركون على التقنيات الرقميّة المفتوحة المصدر («أوبن سورس» Open Source) لإبراز مهاراتهم. وشكّل ذلك الملمح استجابة للصعود المتواصل للتقنيات المفتوحة المصدر، خصوصاً الانتشار المذهل لنظام «آندرويد» المفتوح المصدر، على الأجهزة المحمولة بأنواعها كافة. وإضافة إلى ذلك، لوحِظَ أن المشاركين في المسابقة عمدوا إلى استخدام أحدث التقنيات المتطورة والمنصّات التقنية المختلفة لتنفيد المشاريع المعلوماتية التي ابتكروها. وتعاطت تلك الحلول مع مجموعة كبيرة من التحديات التي تواجه الاستثمار والأعمال التجاريّة في المنطقة. وفي التفاصيل أن المشاريع المقدّمة إلى مسابقة «الرؤية المستقبليّة» خضعت للتقييم عبر أربع مراحل، من لجنة تحكيم تكوّنت من عشرة أعضاء جرى اختيارهم من صفوف الأكاديميين وقادة القطاعات الاقتصادية والتقنية. نظرة إلى عالم أفضل في مسابقة «رؤية المستقبل»، استندت لجنة التحكيم إلى معايير منهجيّة محدّدة تسمى «التحكيم الأعمى»، بمعنى ألا تحمل المشاريع المقدمة عناصر مميزة لها كالأسماء أو الأمكنة. وأتاحت تلك المنصة الفريدة للطلاب إظهار مواهبهم والاستفادة من المعرفة المكتسبة من تحالف البُعد الأكاديمي في شركة «ديل إي أم سي» الاندماجيّة. وفي تعليقه على مسابقة «الرؤية المستقبليّة»، أوضح محمد أمين، نائب المدير الإقليمي لأفريقيا وتركيا وأوروبا الشرقية والشرق الأوسط، في «ديل إي أم سي» أن المسابقة عبرت عن سعي الشركة إلى الاستفادة من التقنيات الجديدة في دفع التقدم الإنساني إلى الأمام. وأضاف: «يمثل تعاوننا مع الجامعات إحدى الأدوات العديدة في زيادة المعرفة بالتقنيات الجديدة والإمكانات التي تقدمها، واستكشاف التحديات وتقديم الحلول القائمة على التقنيات ونماذج الأعمال المبتكرة. ويجري ذلك عبر العمل مع الطلاب الذين يمثّلون جيل المستقبل، ويحملون نظرة فريدة جديدة للعالم، ما يساعدنا في تحقيق رؤيتنا في شأن بناء عالم أفضل». في السياق نفسه، أوضح الدكتور منصور زوير، نائب العميد للشؤون الأكاديمية في «جامعة الملك سعود»، أن الزمن الحاضر يتميّز بأنه يفرض إيقاعاً الفائق السرعة في التغيير. وأضاف: «يمثل طلابنا قادة الغد، وسيلعبون الدور الرئيس في النجاح والابتكار لا على مستوى المنطقة فحسب، بل في كل أنحاء العالم أيضاً. وتلخص عبارة «الرؤية المستقبليّة» البُعد الجوهري لطلابنا. ونحن في جامعة الملك سعود نشعر بكل الفخر بفوز طلابنا بتلك الجائزة المرموقة». وفي السياق ذاته، أوضحت الدكتورة عزة بركات عميدة كلية الهندسة في جامعة حلوان، أن فكرة تلك المسابقة «وجدت صدىً واسعاً في جامعة حلوان، لأنها تتقاطع مع رسالة الجامعة في تشجيع الابتكار وتمكين قادة المستقبل. نفخر بطلابنا الذين تمكنوا من ابتكار مشروع مكّنهم من الفوز بجائزة لجامعتنا. ونحن نؤمن دائماً بضرورة تحفيز اهتمام الطلاب عبر تزويدهم أفضل التقنيات والأفكار الجديدة، ومنها المشاركة في مسابقة مشاريع التخرج في «ديل إي أم سي». ونعتبر أننا وصلنا إلى أهداف رؤيتنا في تشكيل قادة تقنيات المعلومات والاتصالات في المستقبل». وكذلك أشار الدكتور ماجد الشماري، عميد قسم نُظُم المعلومات في «جامعة الملك فيصل»، إلى أن شراكة الجامعة مع «ديل إي أم سي» قدّمت لطلاب تلك الجامعة «فرصة لتحقيق أفكارهم الابتكارية على أرض الواقع. إذ عملت «ديل إي أم سي» على تمكينهم من التقنيات الأكثر تطوّراً في تقنية المعلومات، عبر إنشاء منصة تقدم لطلابنا تفاصيل عن النظرة المستقبلية في عالم صناعة المعلوماتيّة، وعن التحديّات المستقبليّة في العوالم الرقميّة».