كشفت وكالة الفضاء الأوربية عن نتائج إحدى أبحاثها أن عدد الكويكبات والمذنبات التي تقترب من كوكب الأرض في تزايد مستمر، إذ تأنها تشكل تهديداً، ليتجاوز عددها خمسة آلاف جسم فضائي. وقال الباحث من مركز«NEO Coordination» الإيطالي والتابع إلى الوكالة إتوري بيروزي، إن معدل الاكتشافات عال جداً في السنوات القليلة الماضية، إذ وجدت الفرق الموزعة في جميع أنحاء العالم بمتوسط 30 كويكباً جديداً كل أسبوع، وفق ما نشرت صحيفة «استراليا نيوز». ويرصد مركز«NEO» الأجسام التي تقترب إلى الأرض، والتي يرجح أن تقتحم مجالها أو تنخرط مع جاذبيتها، وتسجيل قائمة بها وتعتمد برنامج «الوعي الظرفي للفضاء» بهدف جمع المعلومات الجديدة مع بيانات تلسكوب الوكالة. وأورد علماء الفلك أنه منذ العام 2010، رُصد حوالى خمسة آلاف كويكب إضافي، وبذلك يصبح عدد الأجسام المعروفة القريبة من الأرض 15 ألفاً تتراوح أقطارها ما بين متر وعشرات الكيلومترات. وأفاد رئيس برنامج «الوعي الظرفي للفضاء» ديتليف كوستشني، أن احتمال تأثير هذه الأجسام سيكون ضعيفاً في ال40 عاماً المقبلة، مضيفاً أن الأجسام القريبة من الأرض يمكن دراستها، إذ إنها تعد فرصة لمراقبتها على نحو يساعد في تحسين وعينا لمداراتها. وبحلول العام 2018، سترسل وكالة الفضاء الأوروبية التلسكوب الجديد «fly eye» ليقوم بمسح شامل للسماء ليلاً في أكثر من زاوية نظر، لتحري الدقة حول احتمالية عملية الاصطدام من عدمها. يشار إلى أن الطاقة التي ستنتج من اصطدام أي جسم فضائي بالأرض ستخلف طاقة تقدر ب15 أضعاف ما خلفته قنبلة هيروشيما. وتعد أشره النيازك التي ضربت الأرض في 22 نيسان (ابريل) في العام 2012، إذ اخترق نيزك أطلق عليه لاحقاً اسم «Sutter Mill» طبقات الجو السفلى للأرض وانطلق بسرعة 29 كيلومترا في الثانية. وحلق فوق أراض نيفادا وكاليفورنيا ناثراً القطع الملتهبة فوق بلدتي كولوما ولوتس. وتساقط مطر من النيازك في الصين في 11 شباط (فبراير) من العام ذاته، وعثر على 100 حجر تقريباً يزن أكبرها 6.12 كغم. وجمع العلماء نماذج النيازك في مساحة 100 كيلومتر. فيما سقط نيزك في بيرو قرب بحيرة تيتيكاكافي 15 ايلول (سبتمبر) العام 2007، قال شهود العيان أنهم سمعوا في البداية ضجيجاً يشبه صوت سقوط طائرة، وشاهدوا جرماً ملتهباً ارتطم بالارض وانفجر. وتكونت في موقع سقوطه حفرة في الأرض بعرض 30 متراً وعمق 6 أمتار. يذكر أن أرضح العلماء انقراض الديناصورات والعديد من الكائنات الأخرى، إلى سقوط نيزك ضرب الأرض قبل حوالى 65 مليون عام، مخلفاً الكثير من الرطوبة والغبار في الجو، ما أدى إلى حجب أشعة الشمس وانخفاض درجة الحرارة.