كشفت الأجهزة الأمنية اللبنانية أمس شبكتين جديدتين تتعاملان مع استخبارات إسرائيل (موساد)، كانتا تعملان في جنوب لبنان. وأعلن تلفزيون «المنار» (الناطق باسم «حزب الله») نقلا عن مصادر أمنية مطلعة، أن «مخابرات الجيش اللبناني أوقفت شبكة تجسس تضم محركاً أمنياً هو غسان ح. من بلدة عيترون (الحدودية)، وهو كان بمثابة مدير أمني يعمل على تجنيد عملاء، والتحقيقات مستمرة معه. وضبطت لديه مجموعة من وسائل الاتصالات». وأضاف «المنار» مستنداً الى المصادر نفسها، أن «شبكة أخرى تم اكتشافها وقوامها شخصان من بلدة عين إبل (الحدودية) هما كميل ورزق أ. لكنهما تمكنا من الفرار إلى خارج لبنان، والتحقيقات لا تزال جارية لمعرفة وجهة فرارهما سواء إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر الشريط الشائك أو عبر طريق آخر وإلى وجهة مختلفة. وأفادت المعلومات أن العميلين على قدر عال من الأهمية وضبطت في منزليهما كومبيوترات وكاميرات تعمل مخابرات الجيش على التدقيق في محتواها». وأفاد رئيس بلدية عين إبل عماد الخوري أن المدعوين كميل ورزق أ. ليسا من أبناء البلدة انما يسكنان فيها»، آملاً ب«عدم ربط التجسس بالبلدة». وأعلن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، في حديث إلى «المنار» أن «لدى قوى الأمن 13 موقوفاً أقر 11 منهم بتعامل مباشر وغالبيتهم حددوا مديرهم لأن كل شبكة تدار من الخارج، الغالبية تدار من ضابط استخبارات إسرائيلي في أحد الدول الأوروبية أو الدول المجاورة. وشخص وحيد فقط كان يتسلل من جنوب لبنان عبر طرق برية فتلاقيه دورية «موساد» وتمرره بين الألغام وفق خريطة مفصلة بين يديهم». وأضاف: «11 موقوفاً أدوارهم أساسية في التعامل، وموقوفان أقرّا باطلاعهما ومعرفتهما بعمل الباقين الذين يلتقونهما، انما دورهما فكان أقل إجراماً وحدة من البقية»، مشيراً إلى أن «بين الموقوفين من حدد أهدافاً لقصفها في عدوان تموز (يوليو) 2006». وقال ريفي: «اللافت أن معظم الشبكات كأنها تلقت أمراً مركزياً، بتفعيل نفسها لتحقق بسرعة المهام المطلوبة منها وهي مهام استعلامية. وتفسيري لها هو في الحد الأدنى: تجديد بنك الأهداف، خصوصاً أن كل جهاز استخبارات يحدث بين الحين والآخر معلوماته عن الأهداف المحتملة لأي حرب»، مشيراً إلى أن «التطور التكنولوجي ساعد قوى الأمن على كشف الشبكات»، وواعداً ب«كشف المزيد منها في الأيام المقبلة» وب«تحقيق نصر كامل على العدو الإسرائيلي». وأكد أن «إسرائيل عدو لكل لبنان وليس لجزء منه. أكيد هناك مواجهة مباشرة مع المقاومة، وقد يعتبر ملاحق رجالها وأهدافها سواء كانت بنية عسكرية أم استخبارية أم أماكن لقادة المقاومة هدفاً أولياً، إنما في رأيي ان الهدف المباشر للعدو الإسرائيلي هو ضرب المجتمع اللبناني». وأشار إلى أن «قنوات الاتصال بين قوى الأمن الداخلي والمقاومة كانت مفتوحة طوال السنوات الأربع الماضية في شكل دائم ولم تتأثر بكل الغيوم التي شهدها لبنان». وادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على أفراد شبكتين بجرم التعامل مع «موساد»، ألقي القبض عليهم أخيراً في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت. وتضم الأولى الرقيب أول في قوى الأمن الداخلي هيثم راجح سحمراني وزوجته راغدة ضاهر وشقيقته سامرة سحمراني، فيما تضم الثانية حسن محمد علي ياسين وفؤاد شعبان وشخصاً مجهول كامل الهوية يدعى «جورج». وليامز:الشبكات خرق ل 1701 من جهته، اعلن الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن الأممالمتحدة طلبت من الحكومة اللبنانية تزويدها كل المعلومات عن الشبكات التي ضبطتها الأجهزة الأمنية اللبنانية، ل «ادراجها في تقريرنا المقبل عن تطبيق القرار 1701 لأنها خرق له». وقال وليامز بعد اللقاء: «كانت فرصة لاطلاعه على تسليم اسرائيل البارحة خرائط المعلومات التقنية حول القنابل العنقودية الإسرائيلية التي اطلقت على لبنان خلال حرب تموز العام 2006وتقوم يونيفيل بفحص وتقويم المعلومات التي نعتقد أنها مهمة جداً، وإذا تم التأكد منها تكون خطوة مهمة لتطبيق القرار 1701، ولكن الأهم هو وضع حد للمأساة الإنسانية التي تسببت بها القنابل العنقودية». وقال: «وأكدت عزم الأممالمتحدة على متابعة - وعن كثب - التطبيق الكامل لكل جوانب هذا القرار».