أكد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أن «لبنان لا يمكن أبدا أن يفرط بأي نقطة من مياهه أو بتروله»، ورأى أن «شبكات التجسس الاسرائيلية هي «نوع من انواع العدوان المستمر على لبنان ليس منذ الآن، بل منذ عام 1948، وتجسد أكثر فأكثر بعد عام 1978»، مشيراً الى أن «هذا العدوان له اشكال عدة: أحياناً عدوان على المياه والآن عدوان من خلال التنقيب في البحر عن الغاز والموارد الطبيعية اللبنانية، واحياناً له اشكال الجاسوسية وهي اخطر انواع العدوان على الإطلاق». وقال بري في مقابلة مع محطة «بي بي سي» العربية أمس: «حتى الآن عشرات الجواسيس تم اعتقالهم والحمد لله، لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد آخرون»، وأضاف: «هذا العدوان المكشوف والمستور يدل على الاطماع والنيات العدوانية الاسرائيلية، فاسرائيل دائماً تعتبر أن لبنان هو العدو الاول في المنطقة، لأن لبنان هو المثال المعاكس لوجودها العنصري في المنطقة». وعن إثارة موضوع التنقيب عن النفط، وقول بعضهم إن إثارة هذا الموضوع له خلفيات سياسية وادعاء اسرائيل ان رئيس المجلس النيابي طرح موضوع النفط بديلا من مزارع شبعا في وجه اسرائيل، رد بري: «التلفزيون الاسرائيلي قال في قناتيه الثانية والعاشرة وفي صحيفتين اسرائيليتين أن نبيه بري يطرح مشروع الغاز والتنقيب عن النفط كمشكلة كما طرح موضوع مزارع شبعا»، معتبراً أن «هذا اكبر دليل، وكأن مزارع شبعا هي اسرائيلية أو فلسطينية، انتزعتها اسرائيل». وأضاف: «في الحقيقة لا يوجد شيء اسمه حقوق اسرائيلية في المنطقة، هذا الامر يجب ألا ننساه وفي جميع الحالات حتى اسرائيل لم تدع في يوم من الايام ان هذه المزارع اسرائيلية». وأكد بري أن «مزارع شبعا لبنانية مئة في المئة... هم يقولون اننا اخذنا هذه المزارع من سورية. ففي وقت من الاوقات عام 1982، أخذتم بيروت من سورية، فلم لا تدعون ملكيتها»، وسأل: «في كل الاحوال، هذه ارض عربية، ولماذا انتم فيها؟»، وتابع: «للمصادفة، أنا اليوم برفقة النائب قاسم هاشم الذي يملك والده قسماً كبيراً من هذه المزارع، وهذا مثال تطبيقي وحسي». وفي موضوع النفط، قال بري: «انني تماماً، وكما حصل في موضوع مياه الليطاني والوزاني وكل المصادر والثروة المائية والنفطية. اتحدث عن هذه الثروة منذ عشرات السنوات. قبل الانتخابات النيابية الاخيرة واثناء افتتاح مشروع عين الزرقاء في البقاع الغربي تكلمت عن هذا الموضوع، وهناك شركة نروجية فعلا قدمت تخمينات هائلة في موضوع الغاز والنفط»، لافتاً الى أن «اسرائيل الآن بدأت وضع احد المنصات واتفقت مع شركة اميركية هي شركة «نوبل». الدولة اللبنانية توجهت بإنذار الى هذه الشركة بعدم استثمار اي بقعة من الاراضي اللبنانية، لأنهم يبدأون بالحفر عند الناقورة. والبئر الموجودة هناك بئر واعد جداً». وحذر من أن «الاسرائيليين الآن اخترعوا أمراً لا يصدق هو أن حدود لبنان لا تبدأ من رأس الناقورة انما من رأس المطلة، وذلك لتجنب هذا الأمر». ونفى بري أن يكون لبنان تلقى تحذيراً من عدوان اسرائيلي في تشرين الاول (اكتوبر) المقبل، وقال: «لا اعتقد أن هناك حرباً على لبنان على الاقل هذا العام. انما العدوان على لبنان لا يزال قائماً وواقعياً وفي شكل ملموس منذ عام 1978. لبنان لم يتحرر طالما هناك انش واحد من ارضه او مياهه او ثروته النفطية تحت الاحتلال الاسرائيلي». وكان بري التقى على هامش مشاركته في المؤتمر الاستثنائي الاول لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي الذي اختتم اعماله في دمشق أمس، رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني. وأكد بعد اللقاء ان المؤتمر كان «من اكثر المؤتمرات تقدماً عن غيره، واعتقد أنه سيكون محطة مهمة ومضيئة في اجتماع مؤتمر رؤساء البرلمانات في العالم الذي سيعقد في جنيف في النصف الثاني من تموز (يوليو)». وأكد أن المؤتمرين وافقوا على الاقتراحات التي تقدم بها في كلمته.