تتفاءل الجماهير الجزائرية بأن يعيد المدرب رابح سعدان أمجاد الكرة الجزائرية في فترتها الذهبية في الثمانينات ومطلع التسعينات من القرن الماضي بقيادة رابح ماجر ولخضر بلومي وصلاح عصاد ومصطفى دحلب عندما فازت على ألمانيا بهدفين لهدف في مونديال اسبانيا 1982. وتأهلت الجزائر أيضاً إلى كأس العالم بالمكسيك عام 1986 ثم توجت بكأس أفريقيا عام 1990 على أرضها. وحقق سعدان انجازات كبيرة للكرة الجزائرية منها قيادة منتخب الشباب إلى نهائيات كأس العالم باليابان عام 1979، وكان ضمن الجهاز الفني الذي قاد الكبار الى مونديال ألمانيا 1982، وأشرف على تدريب المنتخب الأول في مونديال 1986، والحقيقة ان اليوم ليس مثل البارحة، فقد اختلفت كثيراً من المعطيات، والمنتخب الجزائري الذي سيقص مباراته الافتتاحية أمام سلوفينيا قبل مواجهة منتخبي أميركا وإنكلترا وضمن المجموعة الثالثة، مطالب بصنع المستحيل من اجل متابعيه وأنصاره في كل مكان، لكن المتابع للمعسكر الإعدادي للمنتخب الجزائري الذي انطلق منذ 13 من أيار (مايو) الماضي في مرتفعات كرانس مونتانا في سويسرا، قد يرى استحالة ظهور المنتخب بالمظهر المطلوب، فنحن أمام منتخب ضعيف وغير قادر على تجاوز خصومه في مجموعته وربما يصاب محبو المنتخب بخيبة أمل. فقد سبق المنتخب الجزائري هزيمة ودية قاسية وخسر أمام مضيفه الايرلندي صفر/3 في مباراة ودية الدولية، ومنذ تغلب محاربو الصحراء على منتخب ساحل العاج في ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية بانغولا في كانون الثاني (يناير) الماضي هُزم المنتخب الجزائري من مصر ثم نيجيريا في البطولة نفسها وتلقى هزيمتين امام صربيا وايرلندا في إطار الاستعدادات لكأس العالم، ومنيت الشباك الجزائرية في هذه المباريات ب 11 هدفاً من دون أن يسجل اللاعبون الجزائريون أي هدف، ولم يحفظ المنتخب الجزائري ماء وجهه إلا في مباراته الأخيرة أمام الإمارات بهدف جاء من ضربة جزاء. والمشكلة أن سعدان اعترف بعد نهاية مباراته الاستعدادية الأخيرة بوجود مشكلة كبيرة في خط هجوم المنتخب وهو اعتراف متأخر وقبل انطلاق المونديال بأيام عدة، والغريب في الأمر بل المحير ان هذا المدرب وعد بالعمل من اجل إيجاد الوسائل اللازمة للظهور بصورة افضل في كأس العالم. والسؤال هم: ماذا يملك المدرب من خيارات لإصلاح ما اعترف به، وهذا مؤشر خطير للغاية ينبئ ربما بكارثة قد تصيب الممثل العربي في المونديال. استعدادات الجزائر للمونديال كان من المفروض ان تبدأ منذ افتتاح أمم أفريقيا الماضية في 10 كانون الثاني (يناير) الماضي والتي قدمت فيها الجزائر مستوى لا يعكس السمعة التي تحظى بها الكرة الجزائرية على المستوى العربي والأفريقي، خصوصاً ان المدرب الجزائري سعدان يملك قائمة من اللاعبين القادرين على فرض اسم الجزائر في المحفل العالمي أمثال حسن يبدة (بورتسموث الانكليزي)، ويزيد منصوري (لوريان الفرنسي) وكريم مطمور (بروسيا مونشنغلادباخ الألماني) وعبد القادر غزال (سيينا الايطالي) وغيرهم الكثير. كل ما نتمناه كعرب مناصرين للمنتخب العربي الوحيد ان يتخلص المنتخب الجزائري من حال الخمول التي ظهر بها أثناء استعداده وان يظهر وجهه الحقيقي، نقول عسى، وان كنا غير متفائلين بهم هذه المرة. [email protected]