أمير المدينة المنورة يتبرع بالدم    كارثة غزة: الموت يلاحق السكان والمجاعة تتكشف وسط نفي إسرائيلي    وساطة ترمب تهرول للعقوبات    "القادسية" بعد قرار الاستئناف بشأن السوبر: سنلجأ لكل الخيارات القانونية لحماية حقوقنا    6 ملايين طالب وطالبة يعودون غدًا إلى مقاعد الدراسة بمختلف مناطق المملكة    مركز الملك سلمان للإغاثة يواصل توزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة    وزير الرياضة"الفيصل" يهنئ الأهلي بتحقيق كأس السوبر السعودي    قوات الاحتلال في مدينة غزة بعد مصادقة نتنياهو على خطة للسيطرة عليها    جمعية سفراء التراث تنظم أمسية "ذاكرة الرياض" بالتعاون مع أمانة منطقة الرياض    الجمعية التعاونية السياحية تنظم جولة لزيارة فعاليات معرض اللومي الحساوي    حملة ولي العهد ترفع إحصاءات التبرع بالدم 4 أضعاف    "المنافذ الجمركية" تسجل 1469 حالة ضبط خلال أسبوع    "هيئة النقل" تؤكد الالتزام باشتراطات السلامة في المركبات المخصصة لنقل الطلاب    مؤسسة في قطاع السيارات تسرق الكهرباء من مسجد    القبض على سوداني ومواطن في نجران لترويجهما الحشيش    إيبانيز: شخصية الأهلي حسمت التتويج بكأس السوبر    اتفاقية بين «ميتا» و«ميدجورني» لتسريع الميزات الإبداعية للمستخدمين    فيديو.. حزن وغضب رونالدو بعد خسارة السوبر    موعد مباراة النصر القادمة بعد خسارة السوبر السعودي    تواصل الأزمة الإنسانية في غزة وسط هجوم إسرائيلي محتمل    المرور يؤكد جاهزيته لتنفيذ خطة بدء العام الدراسي غدا    الصحة القابضة والتجمعات الصحية تبدأ في استقبال المتبرعين بالدم    وزير الرياضة يكشف خطط السعودية لصناعة جيل جديد من الأبطال    إيقاف فعاليتين ترفيهيتين في الرياض    أمير حائل يهنئ الطلاب والطالبات ببدء العام الدراسي ويؤكد دورهم في تحقيق رؤية 2030    تمر كاست: منصة حوارية تفاعلية في قلب كرنفال بريدة للتمور    وزير الصحة يختتم زيارة رسمية إلى نيوزيلندا    مجلس التعاون يدين استهداف قافلة إنسانية في دارفور    البرتغال: 1331 وفاة بسبب موجة الحر    إرادة الدمام يفعّل مبادرة "مُضئ" لاكتشاف مهارات ومواهب النزلاء    صندوق الاستثمارات العامة يطلق النسخة الجديدة من منصة ATP Tennis IQ    سوق سوداء لبيع بيانات الأفراد الشخصية    75 ألف ريال حصيلة بيع صقرين في الليلة السابعة للمزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2025    تشيلسي «بطل العالم» يحول تأخره لانتصار كاسح على وست هام    نيّار للتسويق وجادة 30 تنظمان لقاءً نوعيًا حول تجربة العميل في عسير    الصحة القابضة والتجمعات الصحية تبدأ في استقبال المتبرعين بالدم    بر الشرقية تطلق البرنامج التدريبي لمبادرة "اغرس وارتزق"    الإعلامي اللحياني يصدر كتابه " أنا أعتقد"    خطيب المسجد النبوي: "لا إله إلا الله" كلمة التوحيد وأعظم أسباب الطمأنينة    خطيب المسجد الحرام: صلاة الاستخارة سبيل المسلم للطمأنينة واليقين    لجنة الإعلام والتوعية المصرفية تنظم محاضرة عن دعم وتمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة    نادي فنون جازان ينظم دورة في النحت على الخشب ضمن فعاليات "نبض الفن"    أحداث تاريخية في جيزان..انضمام جازان للحكم السعودي    محافظ الخرج يرفع الشكر لسمو ولي العهد على إطلاق الحملة الوطنية السنوية للتبرع بالدم    وزير الشؤون الإسلامية يشيد بمبادرة سمو ولي العهد للتبرع بالدم ويؤكد أنها تجسد القدوة في العمل الإنساني    نائب أمير مكة يؤدي صلاة الميت على والدة الأمير فهد بن مقرن بن عبدالعزيز    بلدية بقيق تدشّن مشروع جمع ونقل النفايات للأعوام 2025 – 2029    مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية للقرآن الكريم.. نجاح متجدد ورسالة عالمية    التخصصي ينجح في زراعة قلب لطفل بعد نقله من متبرع متوفى دماغيا في الإمارات    قصة كلمة خادمنا من الملك سلمان إلى أمير عسير    أقرت مشروعًا استيطانيًا شرق القدس.. إسرائيل تبدأ المرحلة التمهيدية لاحتلال غزة    سعودي يحصد جائزة أفضل مخرج في السويد    نزوات قانونية    محافظ الدرب يستقبل رئيس وأعضاء جمعية علماء    أكّد خلال استقباله رئيس جامعة المؤسس أهمية التوسع في التخصصات.. نائب أمير مكة يطلع على خطط سلامة ضيوف الرحمن    طلاق من طرف واحد    أمير منطقة تبوك يستقبل مدير مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز الدولي    أشاد بدعم القيادة.. أمير الشرقية يطلع على مشاريع الطاقة الصينية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حجي جابر: وجه جدة الذي تغير سبب اندفاعي إلى كتابة الرواية
نشر في الحياة يوم 23 - 02 - 2016

ولد الروائي الإريتري حجي جابر في مدينة مصوع الساحلية في إريتريا، ثم انتقل مع أسرته إلى مدينة جدة السعودية إبان القصف الإثيوبي لإريتريا. كان سيعيش حياته مثل غيره من مواطنيه في مدينة جدة على ضفة الساحل المواجه لمسقط رأسه، ولكن شيئاً ما تغير إذ «منذ أن قررت جدة استبدال وجهها القديم بآخر لا أعرفه، قرر بدوره أن يكتب رواية». كان ذلك العام 2012 يوم أصدر روايته «سمراويت» التي حازت في العام نفسه جائزة الشارقة للإبداع، ويبدو أن ذلك فتح شهيته للاستمرار في مواجهة همومه عبر الكتابة، وفي العام التالي أصدر روايته الثانية «مرسي فاطمة» التي تتناول إشكالية عصابات الاتجار بالبشر.
يعود حجي إلى جدة في معرض جدة الدولي للكتاب، لتوقيع روايته الجديدة «لعبة المغزل»، فيبدو وكأن لديه المزيد ليقوله ويكتشفه مع القراء. «الحياة» حاورته وحاولت أن تتلمس بعض ما أودعته جدة وروحها في دواخله.
ماذا تركت فيك «جدة»؟
- جدة هي النشأة والذاكرة والوجدان، هي شغب الصبا وغبار الحارة. من الصعب إذاً أن أحيط بما تركته فيّ على وجه الدقّة، ثمة أشياء أعرفها وأخرى يختزنها اللاوعي. علاقتي بجدة راسخة رغماً عنّي وعنها، إنها نتيجة حفر عميق في الزمن، ومن الطرافة أن أفعال الزمن في حركة دائمة فلا يمرّ يوم إلا ويتعمّق ذلك الحفر.
ما هو وجه جدة القديم الذي استبدلته بآخر لا تعرفه؟
- هذا أمر ملتبس آخر يصعب شرحه. ما أستطيع قوله إن جدة التي أعرفها تغيّرت، صحيح أن الشوارع على حالها، لكنّ ما تغيّر شيء في الداخل، في عمق تكوينها، هناك ولا شكّ وجه قديم لجدة يعرفه كل الذين قضوا فيها بعض الوقت، وهذا أمر حاولت شرحه في «سمراويت»، ولا أعرف إن كان وصل للقراء كما ينبغي أم لا.
قلت مرة إن «جدة استوعبت جوع الإريتريين للوطن» هل تعتقد بحدوث الأمر نفسه الآن للسوريين في السعودية؟
- ما فعلته جدة مع الإريتريين فعلته مع الآخرين، وهنا تكمن عظمة هذه المدينة. مدّت جدة يدها للجميع من دون استثناء، احتضنتنا من دون أن تسألنا عن شيء. رحابة جدة كانت أكبر من كل التفاصيل، ولهذا أحببناها، ولهذا ظلّت مختلفة على الدوام.
استشهدت بالثبيتي في روايتك، هل يملك الواقع الأدبي السعودي أن يلد خامات على منواله؟
- لست مع هذا التطرف. أؤمن بعظمة الثبيتي وتفرده، وأنا ضمن طوابير طويلة لا تزال تقف مشدوهة أمام إبداعه الكبير، ومع هذا أنا مع أن الإبداع لا يمكن احتكاره، ومن حسن حظ البشرية أنها تمر بدورات يتاح لها أن تشهد مثل تلك الولادات الخارقة على ندرتها.
أنت كاتب مأخوذ بالهموم المحلية لبلدك، لو قدر لك وكنت كاتباً سعودياً بالأصالة، ما هي الهموم المحلية التي ستشعل أدبك؟
- تصعب الإجابة عن هذا الافتراض، لكن يمكن القول بشكل عام إنني مع الكتابة التي تحمل هماً ما مهما بدا بسيطاً وعابراً، والكتاب السعوديون يفعلون ذلك الآن، إذ تناولوا العلاقة المرتبكة بين القرية والمدينة، وأوضاع النساء، وحضور الآيديولوجيا إلى غير ذلك من القضايا.
حصلت على احتفاء ل«سمراويت» من الشارقة، هل حصلت على شيء من ذلك في السعودية على رغم أن روايتك تتقاطع معها؟
- في رأيي أن الاحتفاء الحقيقي كان في السعودية. كانت الشارقة بمثابة الشرارة في ما كان الاشتعال كله في السعودية، إذ نفدت الطبعات واحدة تلو الأخرى، وأصبح لي قرّاء أصدقاء يترقبون جديدي وهذا هو المكسب الأهم. أصبحت «سمراويت» العنوان العريض الذي يقدمني للناس في السعودية، وكم كنت محظوظاً بأن معظم الانطباعات كانت جيدة.
في «سمراويت» كنت شغوفاً وممتناً لجدة ولكن تحتفظ بحال اغتراب وشتات هوية، هل الفضاء الاجتماعي السعودي لا يكفي لإدماج المغتربين ومعالجة مسألة الهوية؟
- شعور الاغتراب يتحمله الطرفان برأيي، وهو أمر منوط بسقف التوقعات ومدى الإخفاق في بلوغها. حين نأتي لمكان جديد قد يداهمنا شعور الاغتراب لأسباب تتعلق بالمكان وأخرى تخصنا. وفي سمراويت كنتُ مهموماً بالحديث عن حال الاغتراب التي أمر بها وجيل كامل من الإريتريين من دون أن أنشغل كثيراً بطريقة إزاحة تلك المشاعر.
في السياق ذاته، كيف تلمس قابلية الوسط الثقافي والأدبي للإنتاج الإبداعي المهاجر إليه، غير بعيد عنك قصة الشاعر أشرف فياض؟
- في حالتي، فإن الوسط الثقافي السعودي تلقى أعمالي بحفاوة كبيرة، وجدت ما يشبه الاستعداد المسبق للتعرف على الأدب الإريتري عن قرب، خصوصاً مع وجود نماذج سابقة غرست سمعة جيدة كالروائي أحمد عمر شيخ الذي كان مقيماً في السعودية ويحتفظ بصداقات عميقة مع أدباء كثر في السعودية.
تقول «المجتمع العربي كاد ينسى إريتيريا أو كاد»، أين المشكلة؟ وهل يمكن للجسر الأدبي أن يصل ما قطعته السياسة؟
- بالضبط، وهذا ما أحاول الوصول إليه. إريتريا تعيش في عزلة مركبة سببها النظام الحاكم فيها وعدم اكتراث العرب بها. الأدب هنا يلعب دوراً مهماً في بناء ذلك الجسر الذي تحدثت عنه، لقد رأينا كيف فشلت السياسة في ذلك فشلاً ذريعاً، وما تزال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.