هي ليلة فاخرة من ليالي كرة القدم، كيف لا وعمالقة أوروبا وأبطال كبرى الدوريات يتواجهون في يوم واحد وفي وقت واحد، ولهدف واحد، إذ سيكون وصيف الدوري الإنكليزي أرسنال مرغماً على استقبال ضيفه الثقيل بطل إسبانيا وأوروبا برشلونة، على أن تحتضن تورينو مواجهة بطل إيطاليا وألمانيا يوفنتوس وبايرن ميونيخ. ولعل الحظ العاثر وحده، هو من رمى تلك الأندية في خندق واحد وذلك بعد سحب قرعة دور ال16 من دوري أبطال أوروبا، إلا أن تلك الأندية ستكون مجبرة على التعايش مع نصيبها، وستعمل جاهدة لتجاوز هذه المواجهات التي ربما تكون الأصعب في مسيرة بعضها نحو المضي قدماً. في المعركة الأولى، وعلى «إستاد الإمارات»، يقف برشلونة مجدداً بين أرسنال وحلم إحراز اللقب القاري العريق للمرة الأولى في تاريخه، إذ سبق للكاتالوني أن حرم «المدفعجية» من اللقب بالفوز عليه في نهائي 2006 (2-1)، ثم أقصاه من الدور ربع النهائي عام 2010 حين تعادلاً ذهاباً في لندن (2-2) وفاز برشلونة إياباً (4-1)، بفضل رباعية لنجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، ومن الدور الثاني عام 2011 حين فاز الفريق اللندني ذهاباً على أرضه (2-1) قبل أن يخسر إياباً (1-3). ويأمل فريق المدرب الفرنسي آرسين فينغر أن يسترد اعتباره أمام العملاق الكاتالوني من أجل بلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2010، لكن المهمة ستكون صعبة بالتأكيد، خصوصاً أن فريق المدرب لويس أنريكي الذي سجل مرتين في شباك «المدفعجية» عندما التقى الطرفان في دور المجموعات لموسم 1999-2000 (تعادلا 1-1 في كامب نو وفاز برشلونة على ويمبلي 4-2)، يقدم مستوى رائعاً وهو قادم من فوزه الثامن على التوالي في الدوري المحلي، معززاً بذلك رقمه القياسي بالمحافظة على سجله الخالي من الهزائم للمباراة ال32 على التوالي، محطماً رقم الإيطالي كارلو أنشيلوتي مع ريال مدريد. وفي المقابل، يدخل أرسنال الذي ينافس بقوة على لقب الدوري المحلي، إذ يتخلف بفارق نقطتين عن ليستر سيتي المتصدر، بمعنويات مهزوزة بعض الشيء بعد تعادله الأخير مع هال سيتي من الدرجة الأولى في مسابقة الكأس المحلية. وسيعود إلى أرسنال الذي يخوض الدور الثاني للموسم ال16 على التوالي لاعب وسطه الألماني مسعود أوزيل، الذي كان من بين تسعة تعديلات أجراها فينغر على التشكيلة التي واجهها فيها هال سيتي، وذلك بعد تعافيه من الأنفلونزا. وفي النزال الآخر، يعود العملاق البافاري بايرن ميونيخ إلى تورينو بذكريات جميلة، إذ مر إلى ملعب يوفنتوس في طريقه إلى الفوز بلقبه الخامس والأخير عام 2013، في المواجهة التي انتهت برباعية بافارية تقاسمها ملعبا الفريقين. وستكون لهذه المواجهة وقعها الخاص، خصوصاً بالنسبة للاعبي بايرن التشيلي أرتورو فيدال والفرنسي كينغزلي كومان اللذين سيواجهان فريقهما الذي تركاه الصيف الماضي، كما سيواجه مهاجم «السيدة العجوز» الكرواتي ماريو ماندوزكيتش فريقه الماضي، الذي احتفل معه بلقب دوري الأبطال 2013. وستجمعهما بالفريق الذي تركاه الصيف الماضي من أجل الالتحاق بالعملاق البافاري الذي يخوض مواجهته الثانية مع «بيانكونيري» في الأدوار الإقصائية بعد عام 2013، كما يضم المضيف الإيطالي لاعب بايرن السابق الكرواتي ماريو ماندزوكيتش. ويسعى يوفنتوس إلى المحافظة على سجله القاري الخالي من الهزائم على أرضه للمباراة ال17 على التوالي، وتحديداً منذ خسارته عام 2013 أمام بايرن بالذات، ومن المتوقع أن يستعيد خدمات ماندزوكيتش الذي غاب عن الفريق لثلاثة أسابيع بسبب الإصابة.