تبذل إدارات الأندية عموماً جهوداً جبارة قبل المباريات الحاسمة والمنعطفات الساخنة في الموسم الرياضي، وتقدم من أجل ذلك الغالي والنفيس من أجل تهيئة لاعبيها لتحقيق البطولات. وفي هذا الإطار اعتادت الأندية على اتخاذ خطوات مختلفة من بينها تغيير مقر المعسكر الأخير إلى فنادق ال 5 نجوم، لحقتها بعد ذلك بفترة قصيرة وفي موجة أخرى من موجات الإعداد الذهني الاستعانة باختصاصي «تنمية إطلاق القدرات الذهنية» والتي كانت موجة حظيت باهتمام المجتمع ككل ومن بينها القطاع الرياضي. ووجدت خطوة الاستعانة باختصاصي «الهندسة اللغوية العصبية» اهتماماً إعلامياً وجماهيرياً لافتاً، وبات خبراؤها من النجوم البارزين قبل المباريات المهمة و«المصيرية» في المسابقات الكروية السعودية، خصوصاً اللقاءات الختامية في ظل تسابق الأندية إلى الاستعانة بهم. أما في الموسم الحالي فتغيرت الحال وجاء المؤشر باتجاه آخر وهو الاستعانة بالدعاة وعلماء الدين لشحذ همم اللاعبين ورفع معدل الجاهزية «المعنوية» لعناصر فريق كرة القدم كموجة جديدة في الوسط الرياضي السعودي بعد موجة «الهندسة اللغوية العصبية». مشاركة «الشيوخ» في الإعداد الذهني شملت إرشاد وتوعية اللاعبين في جوانب عدة، خصوصاً في ما يتعلق بواجبات اللاعب المحترف في أي مباراة، إذ استعانت إدارة نادي الاتحاد ب«الداعية» الشيخ محمد العريفي، الذي ألقى محاضرة «ميدانية» أثناء إحدى حصص التدريب على لاعبي الفريق الاتحادي، حثهم فيها على الحفاظ على العمل المناط بهم، وتقديم صورة مشرفة للاعب السعودي في كل محفل رياضي محلي وخارجي، بينما استعانت إدارة نادي النصر هي الأخرى بالشيخ سلمان العودة، الذي التقى باللاعبين أخيراً في حفلة عشاء أقامها عضو شرف النصر عبدالرحمن الحلافي قبل مباراة الهلال في كأس خادم الحرمين للأندية الأبطال، وألقى محاضرة على لاعبي النصر. ولم تنحصر تلك «الموجة» في الأندية السعودية فقط، بل امتدت إلى أندية خارجية، إذ تسابقت أندية قطرية عدة إلى استقطاب بعض الدعاة المعروفين، خصوصاً السعوديين منهم، وذلك للالتقاء بلاعبيها قبل لقاءات كروية مهمة في نهائيات المسابقات القطرية، فيما خصصت أخيراً قناة الدوري والكأس عبر برنامجها الشهير «المجلس» حلقة خاصة ل«الشيوخ» يتقدمهم الداعية سلطان الدغيلبي، وقدموا نصائح وإرشادات عدة للاعبين وللجماهير الرياضية كافة، وحلّوا فيها مكان نجوم التحليل المشاهير. وكان الشيخ سلمان العودة قال إبان زيارته للاعبي النصر: «كم أنا سعيد لحضور هذه المناسبة ولأن الرياضة جزء كبير من حياة الشباب في كل العالم، والأمل بالله كبير ثم بإدارات الأندية على أن تهتم بمثل هذه اللقاءات الدورية لحضور طلبة أهل العلم لمثل هذه المناسبات والتي أتمنى أن تتكرر كثيراً وفي كل مكان».