شهدت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سياسة جديدة تعزز التطوير والتنمية، عبر الاهتمام بالعنصر البشري، إذ انصبت تلك السياسية على الإنسان السعودي باعتباره الهدف الأول لخطط التنمية، كما عكست حرص الدولة وسياستها الدائمة والملتزمة تجاه المواطن على توفير كل متطلباته الصحية والتعليمية، وفي الإسكان والتوظيف والنقل والاقتصاد. وأكد خادم الحرمين الشريفين هذه السياسة في عدد من خطاباته، إذ شدد، خلال افتتاحه أعمال السنة الرابعة للدورة السادسة لمجلس الشورى في الرياض، على الاهتمام بالتنمية والمواطن، وأن الإنسان السعودي هو هدف التنمية الأول، كما أكد مواصلة جميع برامج التطوير والتنمية، مع حرص الدولة على الاهتمام بتنمية الإنسان السعودي والاستثمار الأمثل فيه، وتسخير جميع الجهود لتحقيق ذلك. وقال المحلل السياسي الباحث في العلاقات الدولية الدكتور إبراهيم العثيمين: إن معظم خطابات الملك «خطابات مؤسساتية» غير ارتجالية، توضح رؤية الملك في ترسيخ دعائم الدولة المدنية، وتعزيز قيم المواطنة، وذلك من خلال تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين كل فئات المجتمع، والقضاء على الفساد، وترسيخ الأمن، وصولاً إلى التنمية والرفاه بالمواطن السعودي. وأضاف أن سياسة الملك سلمان هدفها تحقيق العدالة الاجتماعية التي تسمى أحياناً ب«العدالة المدنية»، إذ تعتبر أهم ركيزة للنظام السياسي في أي مجتمع من المجتمعات، فالملك في خطاباته أكد هذه الركيزة التي ترسخ مبدأ العدالة والمساواة، فلا مصلحة فوق مصلحة الوطن والمواطن، كما شدد الملك على مبدأ المساواة، من خلال التصدي لأسباب الخلاف ودواعي الفرقة وتصنيف المجتمع بما يضر وحدته. بدوره، أكد الباحث في الشؤون الاستراتيجية والأمنية مطير الرويحلي أن شواهد تنمية الإنسان، التي تجلت في خطابات الملك سلمان، جاءت على مستوى داخلي وخارجي، وركزت على الاستثمار في أبناء الوطن من طريق استمرار برامج الابتعاث والتعليم في أعرق وأرقى الجامعات العالمية. وتابع: «هناك الإنجاز التاريخي في التصدي للأطماع الخارجية والمد الحوثي والفارسي، وذلك بإطلاق «عاصفة الحزم» في بداية عهده، والإنجاز الأمني الكبير لإقامة شرع الله على الفئة الضالة، وإعادة إيران إلى حجمها الطبيعي، إذ كانت إيران تمثل بعبعاً يهدد مصالح ومكتسبات الأمة العربية والإسلامية، إضافة إلى إعادة روح التضامن الاسلامي، المتمثل بالإنجاز الكبير الذي حققه في التحالف الإسلامي للحرب على الإرهاب». واستطرد الرويحلي قائلاً: «هذا قمة التنمية والاستثمار في الإنسان من طريق إزالة الأخطار والأطماع التي تهدد حياته وأمنه واستقراره»، متسائلاً: «كيف يكون هناك تنمية للإنسان وأمنه، وحدود بلاده مهددة؟ فلا يمكن أن تكون هناك تنمية للإنسان أو المواطن من دون استقرار خارجي، وإلا فسيكون كل ما يقدَّم لأجل تنمية الإنسان هدراً للمال والوقت في ظل ظروف أمنية غير مستقرة، أو في ظل أخطار تقتضي الحكمة والمنطق مواجهتها في بدايتها قبل أن تستفحل. ورأى أن كل ما يقوم به الملك يدل على أن الإنسان أو المواطن السعودي يعتبر ركيزة التنمية التي تعيشها المملكة السعودية ومحورها الأساسي.