استعادت «المقاومة الشعبية» والقوات الموالية للشرعية اليمنية أمس، مواقع في مدينة تعز كان يسيطر عليها مسلحو الحوثيين والقوات الموالية لهم، بعد ساعات على إعلان بدء معركة تحرير الجبهة الغربية من المدينة. وكشفت مصادر عسكرية في عدن أن قيادة الجيش عينت قيادة ميدانية جديدة للإشراف على عمل القوات المشتركة للمقاومة والجيش في الجبهة الجنوبيةالشرقية لتعز في مناطق الراهدة والشريجة وكرش، وذلك بعد انكسار هذه الجبهة وتقدُّم الحوثيين إلى مواقع المقاومة في منطقة «الشريجة» الواقعة بين محافظتي تعز ولحج في اليومين الأخيرين. وحذر وزير الخارجية اليمني رياض ياسين من عواقب تعرُّض اليمن «لمحاولة الاختراق أو الانهيار» مرة أخرى، مؤكداً أن مخطط إيران للمرحلة المقبلة في اليمن هو إقامة دولة داخل الدولة وفرض حال مشابهة لما فعله حزب الله في لبنان». وشدّد على وجوب التفكير جدياً في الارتباط الوثيق لليمن مع دول الخليج. وذكر أن أكثر من مليون يمني وصلوا إلى السعودية بعد الانقلاب الحوثي. وكان ياسين يتحدث على هامش اللقاء الشهري الذي يقيمه منتدى «أسبار». واعتبر أن اليمن بعد انتصار عملية «السهم الذهبي» وتحرير كل المحافظات يحتاج إلى التفكير جدياً في ارتباط استراتيجي مع دول الخليج. وأشار ياسين إلى أن «فرض حل سياسي مستعجل من شأنه أن يفتح صندوق الشياطين في اليمن». ميدانياً، ذكرت مصادر عسكرية أن مقاتلات التحالف العربي دمّرت أول من أمس زورقين كانا ينقلان أسلحة للحوثيين في سواحل محافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن. وشن طيران التحالف غارات على مواقع لجماعة الحوثيين في مديريتي ذباب وموزع قرب باب المندب، ما أدى إلى تدمير آليات لها وسقوط قتلى وجرحى. وامتدت الغارات إلى مواقع الجماعة غرب مدينة إب في مديريتي حبيش وحزم العدين، وإلى مخازن الأسلحة التابعة لها في منطقة «المطمة» في محافظة الجوف (شمال شرقي صنعاء). وأفادت مصادر المقاومة والجيش بأن قواتهما حررت أمس مواقع من قبضة الحوثيين بعد ساعات على إعلان بدء معركة تحرير الجبهة الغربية لمدينة تعز، في مناطق الضباب وبير باشا وقرب جامعة تعز. وأكدت أن القوات استولت على موقع «تبة قاسم» في منطقة البعرارة، وتقدمت في منطقة «الحصب» ووادي «الدحي» تحت غطاء المدفعية وفي ظل معارك عنيفة مع الحوثيين. وفي الجبهة الجنوبية الغربية لمحافظة تعز، أفادت مصادر ميدانية بأن طيران التحالف استهدف محيط معسكر «العمري» وقرية الجديد في مديرية «ذباب» القريبة من مضيق باب المندب. كما طاول القصف تجمُّعات للحوثيين في مديرية موزع المجاورة. وجددت مقاتلات التحالف أمس غاراتها على أهداف تابعة للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في صنعاء. وأكد مصدر في «المقاومة الشعبية» أن تعزيزات وصلت إلى منطقة كناوس على التخوم الشرقية لمحافظة الجوف (المحاذية للحدود السعودية). إلى ذلك، ردت القوات السعودية أمس على مجموعة أطلقت قذائف «كاتيوشا» على قرى حدودية بين محافظتي الخوبة والعارضة السعوديتين. ودمّرت القوات السعودية قاعدة إطلاق القذائف، وقُتِل عشرة في الموقع الذي تحصّن فيه المسلحون في مرتفعات رازح مقابل بلدة الخشل السعودية. وتمكنت دوريات «المجاهدين» السعودية من إحباط مخطط حوثي لتهريب سلاح ومخدرات إلى منطقة الدائر بني مالك الحدودية. ودمّرت طائرات التحالف طريقاً للتهريب.