أكد الكاتب فيصل ندا أنه يكتب الآن الخطوط العريضة والمعالجة الدرامية لمسلسل تلفزيوني جديد، يتناول قصة هشام طلعت والسكري في قضية مقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم. وأعلن انه سينتهي من كتابته عند إسدال الستار على أوراق القضية في محكمة النقض، «لأنني أتابعها باهتمام من خلال جلسات المحكمة. وقد كتبت كثيراً من مسلسلاتي الشهيرة بهذه الطريقة». ويضيف ندا: «مسلسل عن قصة حياة رجل الأعمال هشام طلعت سيكون من أنجح الأعمال الفنية عند عرضه جماهيرياً، لأن القضية ظلت لفترة طويلة ممنوع النشر فيها بأمر من النائب العام، وما حدث في جلسات المحاكم المصرية في شأنها الكثير. وكما أنها من أهم القضايا التي شغلت الرأي العام كثيراً في السنوات الأخيرة وسأتحصل على التصريحات المناسبة والضرورية لهذا العمل في الوقت المناسب». وشدد المؤلف المصري على أن الفن هو مرآة للواقع أو أنه يلتقط ما يحدث في المجتمع ليعبّر عنه، وعندما يكون الفن قريباً وملتصقاً بالواقع، فهو أقرب صدقاً من الفن الذي يكتب لمجرد الكتابة وحشو الأوراق بحسب رأيه. وأشار الكاتب إلى أنه كان أول مؤلف مصري يكتب المسلسلات المتعددة الأجزاء، قائلاً: «لأنني كنت أول من كتب مسلسل «الساقية» في أجزاء، وبعض من أعمالي نجح كثيراً وطلب مني عمل جزء ثان لها ورفضت، لأن ما يحكّم تجربة الأجزاء بوجهة نظري هو قماشة المسلسل والأحداث التي يتناولها، لكن أفضّل أن أخوض تجربة الكتابة التلفزيونية مرة واحدة، ولا أكررها إلا للضرورة القصوى، لأنه عندما ينتهي الجزء الأول تصبح للممثل شروط وطلبات. وأنا أفضّل أن أتجنب تلك الشروط في أعمالي». ورفض فيصل ندا الذي قضى 50 عاماً في رحلته مع التأليف الدرامي أن يكون بعيداً من شهرة المؤلف أسامة أنور عكاشة أو نجوميته، مؤكداً أنه من أوائل المؤلفين الذين كتبوا الدراما التلفزيونية، «أسامة كاتب كبير وأنا أحترمه، كما أحترم وحيد حامد وأعماله، لكن فيصل ندا ما زال على القمة، ويكفي أنني أكتب منذ 50 عاماً بلا توقف، حتى عندما منعوني من الكتابة للتلفزيون المصري كتبت لمحطات الخليج. وذلك بعد نكسة 1967 حيث كان الجو خانقاً ولا مجال للإبداع فيه. ولا بد من أن تكون كاتباً موجهاً لسياسة الدولة، وأنا لست منضماً إلى حزب أو تنظيم سياسي، ولا أحمل فكراً إلا الفكر المصري الذي ينبع من تراب مصر. وأحب الكتابة في جو من الحرية والديموقراطية، لذلك كانت كتاباتي لا تتفق ووجهة نظر المسؤولين». واستطرد ندا قائلاً: «أنا لا أخاف إلا من ضميري، لذا كنت أول مؤلف هاجم عبدالناصر عام 1961 في «هارب من الأيام»، ثم سجنت ولم أخف، ذلك أنني لم أحب عصر الديكتاتورية لعبدالناصر. لكن عندما كتبت مسلسل «الفجالة» قبل سنوات أعطيت عبدالناصر حقه وهاجمته، وأعطيت السادات حقه وهاجمته أيضاً، وأعطيت الرئيس مبارك حقه وهاجمته أيضاً، لأنني أكتب الآن في عصر الحرية، وأعبّر عن رأي الجمهور في الشارع المصري، ولا أحب أن يكون هناك رقيب على أعمالي، لأنني رقيب على نفسي والعمل الذي أحب أن يراه أولادي هو العمل الذي أكتبه».