شتويٌّ في الصيف أبيض في الظلماء يخلط الليل بالنهار والضحكة بتعب العينين يجيء بنجمة الى مقهاه بنسمة شابة لم يقبّلها أحد بعد رجلٌ بلا ظل تعبره الشمس من الخيط الأبيض حتى مغيب الكلام عابرٌ مقيم يتمدد في القلب ولا يغادر كأنه هنا قبل نضوج الإسفلت قبل هبوب المارة ماطرٌ في الصحو مشمسٌ في المساء ضاحكٌ عابس أخضر يابس ربيعي في الخريف خريفي في النساء يخرج من قصيدته أنيقاً كأول الحب شرساً كشتاء متأخر مهنته الحبر صوته الضباب تستهويه حماقات الأرصفة نَزِقٌ كجندي سُرِّحَ قبل الأوان على كتفه طائرٌ سريٌّ بين يديه مدينة استيقظت لتوّها على شرفته حديقة تتغاوى/ قبالة البحر في الداخل أسراب عصافير تحوم على كتب كثيرة تعشش بين السطور الكناري يحط على آراغون الدُوريُّ على الماغوط اليمام يبتسم «كزهر اللوز أو أبعد» يشتاق الى درويش. مَن يأتي لهذا الرجل بالماء؟ مَن يأتيه بزرقة المتوسط وملوحة الموج كيف يظل وحيداً بين الجموع كسولاً كيوم الأحد خجولاً كأمسية عذراء عنيداً كالنعاس كيف يعود مسالماً كلَّ مرّة يغني في سرِّه كي لا تفضحه الاستعارة وتأسره الكلمات قلبه مفتوح قبل الآن قلبه مفتوح لسكائر كثيرة ونساء لأصدقاء أقل لأطفال لم يولدوا بعد لخصومات لا تدوم لشجرة بيضاء لغيم نزيه لنكات لم يسأم تكرارها البنج أنساه الزعل أيضاً المشرط استأصل الكدر وحروف العلّة تاركاً ندباً من أول الصدر الى آخر العمر من أول الجرح حتى اكتمال القصيدة القلب مفتوح وبلا ستائر لخضرة شاسعة وبياض جديد القلب قصيدة دائمة. * الى الشاعر الصديق بول شاوول لخروجه سالماً من المستشفى اثر اجرائه عمليةً في القلب.