ذكرت دراسة حديثة أن التقاعد في سن مبكرة يؤثر في شكل سلبي في صحة الإنسان الجسدية والنفسية والذهنية، وخلصت إلى أن السن الأمثل للتقاعد هو أواخر الستّين. وأوضح ستيبان كالفو، وهو عالم اجتماع في «مركز كولومبيا للشيخوخة» و «معهد السياسة العامة» في جامعة دييغو بورتاليس في تشيلي، أن التقاعد في وقت مبكر قد يؤذي صحة الإنسان. وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» أن كالفو يقوم بدراسة على 100 ألف شخص في بلدان مختلفة، لتحديد الآثار الجسدية والنفسية للتقاعد. وأوضحت الدراسة أن هناك آثاراً سلبية على من يتقاعدون مبكراً، وستكون النتائج سيئة جداً على الذين يتوقفون عن العمل مبكراً. وأشارت إلى أن «التقاعد في سن ال50 سيكون سيئاً جداً على الصحة، وفي سن ال60 سيكون سيئاً كذلك، لكن بدرجة أقل من عمر 50». وسلطت الدراسة الضوء على الصحة العامة والأمراض المزمنة والقدرة على القيام بالأنشطة اليومية ومستويات السعادة. وتحدد الدراسة السن المناسبة للتقاعد بأواخر الستين، لكن ذلك يعتمد على عوامل عدة منها الوضع المالي للشخص وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه. وأردف كالفو: «ليس على المرء أن يعمل كل حياته»، لكن من يتقاعد مبكراً سيشعر بالحزن والوحدة والقطيعة. وفي الولاياتالمتحدة تشير الوقائع إلى أن العمل لمدة أطول يساعد على امتلاك صحة أفضل، لكن الأمر لا يقتصر على ذلك. فالقوانين الأميركية لا تمنح المتقاعدين مبكراً المنافع الاجتماعية مثل الضمان الاجتماعي وغيرها من امتيازات، إلا عند الوصول إلى سن التقاعد المنصوص عليها في القانون وهي 65 أو66 عاماً لمواليد عام 1960 أو 67 عاماً لمن ولدوا بعد عام 1960. وأظهرت دراسة في عام 2013، تتعلق بالعمر والصحة البدنية والدخل والتعليم وظروف الحياة، أن التقاعد المبكر مرتبط أيضاً بالإصابة بالخرف. وفي العام ذاته كشفت دراسة فرنسية أن كل سنة إضافية في العمل تقلل نسبة الإصابة بالخرف بنسبة 3.2 في المئة. وأوضحت دراسة إيطالية أنه كلما أنفق الشخص سنوات في التقاعد ارتفع خطر إصابته بتدهور ذهني. وقد لا يكون العمل بحد ذاته مهماً للحفاظ على الصحة، لكن طبيعة هذا العمل هي المهمة. وينصح الخبراء بالتفكير في ما سيفعله الأشخاص في تقاعدهم، لأن التقاعد في حد ذاته قد يسبب الضغط النفسي الذي يزيد من خطر الخرف.