قررت محكمة في العاصمة الليبية طرابلس تأجيل محاكمة الساعدي القذافي، نجل معمر القذافي والمتهم بالقتل والمشاركة في القمع الدامي لثورة العام 2011، إلى السادس من كانون الأول (ديسمبر) المقبل، بعد جلسة جديدة اليوم (الاحد) استمرت دقائق قليلة. وحضر الساعدي القذافي جلسة اليوم مرتدياً لباس السجن الازرق، وجلس خلف القضبان في قاعة المحكمة الواقعة في وسط طرابلس ضمن مجمع يضم ايضاً السجن الذي يقبع فيه عدد من مسؤولي النظام السابق. واستمرت الجلسة لدقائق معدودة وقام القاضي بالتشاور مع محامي الساعدي في شأن ملف القضية ومدى جاهزية فريق الدفاع عنه، قبل أن يخرج من القاعة ويعود إليها معلناً عن جلسة جديدة تعقد في السادس من كانون الأول (ديسمبر) المقبل. ومنذ تسليمه من قبل النيجر في أذار(مارس) العام 2014، يلاحق الساعدي القذافي بتهمة التورط في القمع الدموي لثورة العام 2011، وأنه متهم بقتل مدرب سابق لنادي الاتحاد لكرة القدم في طرابلس في العام 2005. وبدأت محاكمته في أيار(مايو) الماضي. ويقبع الساعدي القذافي ومسؤولون آخرون من النظام الليبي السابق في سجن الهضبة (الحدباء) الذي يخضع لمراقبة مشددة. وأعلنت «منظمة هيومن رايتس ووتش» الاثنين الماضي انها التقت الساعدي في هذا السجن، قائلة أنه أكد خلال اللقاء أنه لم يسمح لمحاميه بحضور جلسات استجوابه وقام ممثلو النيابة "بترهيبه وتهديده مع غيره من الشهود". وتم اللقاء معه من دون حراس في 15 أيلول (سبتمبر) في سجن الهضبة في ما يبدو أول لقاء له بمنظمة حقوقية منذ ترحيله من النيجر. وفي بداية أب (أغسطس) الماضي، انتشر على الانترنت شريط فيديو يظهر تعرض الساعدي للضرب في السجن. وكانت محكمة في طرابلس حكمت في تموز (يوليو) الماضي على "سيف الاسلام"، النجل الآخر لمعمر القذافي، ومسؤولين في النظام السابق بالاعدام بالرصاص، بينما حكمت على مسؤولين آخرين بالسجن. وتعيش ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011 على وقع فوضى أمنية ونزاع على السلطة تسببا بانقسام البلاد قبل عام بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دولياً في الشرق، وحكومة وبرلمان يديران العاصمة بمساندة مجموعات مسلحة بعضها متشددة تحت مسمى «فجر ليبيا».