هل هو لسوء حظ أهالي الشرقية أن تكون أنديتهم فقيرة ومهملة من رجال أعمالها، أم هو لحسن حظ أهالي الوسطى والغربية أن تكون أنديتهم محط أنظار رجال الأعمال فيها بل وجل اهتمامهم؟ شيء مؤسف أن تكون المادة هي السبب الرئيسي الذي يتسبب في سقوط أندية الشرقية (على وجه الخصوص) في معمعة الهبوط هروباً وسقوطاً، ومن ثم في متاهات دوري المظاليم، ودوري الدرجة الثانية، وهي الأندية المنتجة لأغلب نجوم المملكة قديماً وحديثاً. فلو قدّر لأندية الشرقية أن يكون لديها ما يكفيها لإدارة أنديتها لتنجح ولو جزئياً في خضم خوض مسابقاتها المحلية الأربع لما اضطرت لبيع نجومها إلى أندية الوسطى والغربية ذات رؤوس الأموال الهائلة والطائلة. فلو قدّر لتيسير الجاسم والمسيليم والراهب وصاحب العبدالله وتيسير آل نتيف وأحمد خليل وأحمد البحري وحمد العيسى وياسر القحطاني والودعاني وكريري وحسين الصادق والشريدة والزوري، ومن قبلهم عبدالله يحيى وعيسى حمدان وعبدالقادر العيدان (غدرة) والكثير الكثير من زملائهم الآخرين، الذين لعبوا أو لا يزالون يلعبون على أساس نظام الإعارة، واختفى كثير منهم في دكة الاحتياط، وتذبذب مستوى الكثير منهم، وبقوا مع غيرهم من نجوم أندية الشرقية، لرأينا اتفاقاً آخر وقادسية أخرى، بل ولرأينا مرتبة أقوى وأعلى لرياضة المنطقة الشرقية، ولكن قال: «انفخ يا شريم! قال: ما هنا برطم». إذا أراد أهل الخبر والدمام والأحساء والقطيف وغيرها من محافظات الشرقية، أن تكون لهم «شوكة» في المسابقات المحلية وجب عليهم دعم أنديتهم بلا هوادة ولا منّة، حتى تكون أندية قادرة على دك حصون منافسيهم بنجوم لا تعترف إلا بما هو في الملعب. كنت اعتدت أن أشد على أيادي رجالات الشرقية، وكان أملي أن يتذكروا أن الزياني وسعود جاسم (واخوانه) وأحمد البيشي وعيسى حمدان وصالح خليفة (واخوانه) وعبدالله يحيى وخالدين وناصر المنصور وعبدالله صالح وفيصل البدين وزكي الصالح وعمر باخشوين والفصمات والزوري، وغيرهم من النجوم الذين أثروا الساحة الرياضية السعودية بإنجازاتهم وفنونهم، كانوا منهم وفيهم ولم يرحلوا عندما كان «القرش» يدور في يد الجميع، وعندما كانت وحدة قياس الخدمة في الأندية تقاس بوحدة تسمى «الحب والوفاء» وليس «الدرهم والدولار». في يوم من الأيام كنت أتمنى من النجم ياسر القحطاني وأمثاله من كبار النجوم الشرقاويين، أن يعوا أن أبناء الخبر والدمام والشرقية كلها كانوا ولا يزالون بحاجة لمواقف تاريخية تجعلهم يقومون بواجبهم نحو أنديتهم ومنطقتهم، وأن يدركوا أن رحيلهم عن أنديتهم التي أنشأتهم وأظهرتهم ستكون وبالاً عليهم وعلى أنديتهم ورياضة منطقتهم، وكنت مخطئاً، إذ إن ياسر وكل نجوم الشرقية الذين رحلوا منها كانوا لا يلامون، اذ انّهم لو ظلّوا في أماكنهم، لطُمسوا حيث كانوا في ظل هذا التخاذل المهين من رجالات الشرقية نحو أنديتهم ونحو نجومها. [email protected]