تداول مستخدمو مواقع التواصل الإجتماعي صورة ألتقطت في إحدى حفلات الأفراح الشعبية في حي بولاق بالعاصمة المصرية القاهرة، ويظهر فيها عدد كبير من الشبان المتواجدين في الفرح عراة الجزء الأعلى من أجسامهم أثناء رقصهم على إيقاعات "موسيقى المهرجانات"، كما يبدو. وتعد "أغاني المهرجانات" نوعاً من الموسيقى الشعبية المصرية التي ذاع صيتها في الفترة الأخيرة، وهي خليطٌ من موسيقى "الراب" و"التكنو"، أو موسيقى "إلكترو- شعبي" بصبغة محلية. ولا يعرف تاريخٌ محدد لبداية أغاني المهرجانات في البلاد، وهي تعتبر تطوراً لأغنيات الراب التي غناها شباب مصريون خرجوا من الأحياء الشعبية والمناطق الفقيرة قبل ثورة 25 كانون الثاني (يناير)العام 2011. وكانت الأغاني تتحدث عن مشكلات الفقر والتهميش والمخدرات والصداقة، لكن عقب الثورة تطورت من حيث الموسيقى فأصبحت أكثر صخباً وأسرع إيقاعاً، وباتت تتناول السياسية وتنتقد الحكام بكلمات مستوحاة من شعارات الثورة. وراجت "أغاني المهرجانات" في البداية لدى سائقي "التوك توك" وسيارات الأجرة وأبناء الطبقات الفقيرة، ولكن سرعان ما انتشرت لدى الطبقات الاجتماعية المصرية كافة، ولا يكاد يخلو حفل زفاف أو خطبة من تللك النوعية من الأغاني. ويصاحب "موسيقى المهرجانات" نوع من الرقص الشعبي يتناسب والإيقاع الموسيقي الصاخب، الذي يؤديه الشباب بالإضافة إلى الفتيات في المناسبات. ولم تقتصر الموضوعات التي تتناولها الأغاني على القضايا المحلية، بل تعدتها إلى تناول قضايا إقليمية. واتهم المستخدمون منتجي السينما بنشر هذا اللون من الموسيقى، وانهالت التعليقات اللاذعة على الصورة، وقال أحدهم إن ما يحدث "تقليد أعمى لأحد أبطال الأفلام السينما الحالية والذي مثل أكثر من فيلم يعرض مشاكل هذه الشريحة من المجتمع المصري". ووصف آخر الصورة بأنها "نتيجة طبيعية لتسطيح وتغييب الشعب المصري فى ال 30 عاماً الأخيرة"، وعارضه أحدهم، وقال إن الرقص "نوع من الترفيه يمارسه شبان تللك المناطق والذين لا يستطيعون ارتياد نوادي الموسيقى وحفلات الأوبرا".