أكد وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة مرض حمى الخرمة النزفية الدكتور زياد ميمش، عدم استعانة الوزارة بمختبرات دولية لمواجهة المرض، وأن فحص عينات الحالات المشتبه بإصابتها يتم في المختبرات المركزية التابعة للوزارة، فيما تعمل في الوقت نفسه على تطوير القدرات المخبرية لتشخيص المرض. وأوضح الدكتور ميمش في حديث إلى «الحياة» أنه تم رصد موازنتين خاصتين من وزارتي الصحة والزراعة لتطبيق عناصر الخطة الوطنية التي خرجت بها توصيات الورشة العلمية الدولية المنعقدة منتصف الشهر الجاري بمشاركة خبراء دوليين من جميع مراكز المكافحة والوقاية من الأمراض في الولاياتالمتحدة الأميركية. ولفت إلى أنه تم عمل برنامج متكامل للتوعية الصحية بالمرض يستهدف جميع الفئات المختلفة في المجتمع التي تكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض، مع تطبيق سياسات وقائية في المنشآت الصحية وأماكن تجمّع الحيوانات، سواء في الحظائر أم المنازل أم في المسالخ، إضافة إلى تطوير نظام للرصد الدقيق والمراقبة الوقائية للمرض في الإنسان والحيوان. وأشار إلى أن رؤية وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الزراعة تتمثل في أن يتم درس طرق الإصابة بالفيروس، وكيفية مقاومته والوقاية منه، مضيفاً: «في الوقت الحالي كلا الوزارتين تتبنى برنامجاً لفهم كيفية انتقال الفيروس بين النواقل الحاضنة له والإنسان». وقال وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي: «بما أن الفيروس لم يكتشف إلا في المملكة، فإن وزارتي الصحة والزراعة تعيان حجم التحديات... وهما تقودان فريقاً من الخبراء يضم علماء محليين ودوليين اشتركوا في أبحاث حول الفيروس المنقول بواسطة القراد، بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية»، مضيفاً أن هذه الأبحاث «ستوجّه الخطة الوطنية لمكافحة فيروس الخمرة، التي وضعت بواسطة وحدة جديدة في الوكالة المساعدة للطب الوقائي، أوكلت إليها العناية بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان». يذكر أن حمى الخمرة النزفية من الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان والمنقولة عن طريق القُرَاد، إذ تنتقل من الحيوان للإنسان عن طريق قرصة القراد الذي يوجد في حظائر المواشي (الخِراف والأغنام والجمال)، كما يمكن أيضاً أن تحمل الحيوانات المنزلية الأليفة مثل القطط والأرانب القراد الناقل للمرض، فيما لا توجد أدلة علمية موثقة تثبت أن المرض ينتقل عن طريق البعوض. وتعتبر حمى الخمرة من الأمراض الفيروسية النزفية، إذ ينتمي الفيروس المسبب لهذا المرض إلى مجموعة من الفيروسات المعروفة بالفيروسات المصفرة (فيروسات فلافي) وهي قريبة في تركيبتها الجينية من فيروس آخر يسبب مرضاً مشابهاً لحمى الخرمة ويعرف بفيروس غابة كياسانور في الهند. ويعد التعرّض للحيوانات أو لحومها أو منتجاتها من القواسم المشتركة في معظم الحالات التي سجلت، وعليه فإن الأكثر عرضة للإصابة هم الأشخاص الذين لهم اتصال مباشر بالمواشي مثل الرعاة، ومَن يتعاملون مع اللحم «غير المطهو» مثل الجزارين والعاملين في المسالخ إضافة إلى ربات المنازل والخادمات، وكذلك الحجاج ومخالطوهم عبر ذبحهم للهدي، إضافة إلى مَن يتناولون الألبان مباشرة من الحيوانات (البقر أو الماعز أو الإبل) من دون غليها أو معالجتها (الألبان غير المبسترة).