أنهت دار الأوبرا المصرية استعداداتها الخاصة بعروضها الفنية التي ستقدم مساء اليوم في حفلة افتتاح قناة السويس الجديدة، والتي يشارك فيها نحو ألف فنان وعامل بمشاركة ضيوف أجانب. ويتميز ديكور المسرح بطابع فرعوني ممزوج بالحداثة، ويقوم على شكل تاج فرعوني مزين بمفتاح الحياة، تنبعث منه أشعة تضم المجريين الملاحيين لقناة السويس القديمة والجديدة، إضافة إلى أبواب تفتح في استقبال قائد الجيش الفرعوني المنتصر لتُظهر العرش الفرعوني. وفي خلفيته مراكب فرعونية تحمل أعلام دول العالم وتتجه نحو منصة المشاهدين في إسقاط فني يعبّر عن مصر وهديتها التي تقدمها للعالم. وتتضمن الفقرة الفنية للأوبرا في حفلة الافتتاح جزءين: الأول للموسيقي عمر خيرت، وتغني فيه أيضاً آمال ماهر، والثاني مشهد النصر من أوبرا «عايدة» لفيردي، وكان يراوده حلم تقديمها في افتتاح قناة السويس عام 1869، لكن الحلم لم يتحقق بسبب عدم وصول الملابس والديكورات الخاصة بها والتي كانت تصنع في إيطاليا نظراً لظروف الحرب الفرنسية - الألمانية وحصار باريس، وقدمت بدلاً منها أوبرا «ريغوليتو». وبعد مرور قرن ونصف القرن، يتحقق جزء من حلم فيردي ويقدَّم مشهد النصر من أوبرا «عايدة» في افتتاح قناة السويس الجديدة. كما يعرض أوبريت آخر سيكون أبطاله من أطفال مصر، فضلاً عن فقرة غنائية ستؤدّي فيها مطربة الأوبرا رولا زكي أغنية خاصة باللغتين الإنكليزية والفرنسية. ووصفت رئيسة دار الأوبرا المصرية الدكتورة إيناس عبدالدايم تكليف الأوبرا بالمشاركة في هذا الحدث التاريخي بأنه شرف كبير لجميع الفنانين والعاملين. من جهة أخرى، أشار وزير الثقافة المصري عبدالواحد النبوي إلى أن احتفالات وزارة الثقافة بافتتاح قناة السويس الجديدة ستمتد إلى الخارج بفعاليات يتم تنظيمها على مدار العام، من خلال نشاط قطاع العلاقات الثقافية الخارجية التابع للوزارة. وقال: «الهدف أن يظل هذا الإنجاز العملاق حاضراً في الأذهان على مدار العام في الدول التي تهتم بها مصر، وأن يتجاوز الاهتمام الطابع الاحتفالي إلى مستوى أكثر عمقاً يرسخ فكرة أن القناة الجديدة لا تخدم مصر وحدها بل العالم أجمع. تمت مخاطبة سفاراتنا ومكاتبنا الثقافية في الخارج لتأكيد ضرورة الاحتفال يوم 6 آب (أغسطس) من خلال إذاعة البث المباشر وأي مواد متوافرة عن قناة السويس، وتوفير كتاب للراغبين في تسجيل كلمة لقيادة مصر وشعبها تحية لهذا الإنجاز الذي يخدم العالم أجمع». وأوضح أنه تم التنسيق مع السفارات والمكاتب الثقافية المصرية في الخارج لإعداد نشاطات على مدار العام، أهمها سلسلة ندوات بعنوان «الممرات البحرية قنوات للثقافة»، يشارك فيها سفراء الدول التي تحوي ممرات بحرية، مثل المغرب وإسبانيا وبنما وجيبوتي واليمن والإمارات. ومن المقرر أيضاً سفر محاضرين متخصصين أو فنيين شاركوا في الإنجاز للتحدث عن مختلف أبعاده. وأوضحت رئيسة قطاع العلاقات الثقافية الخارجية كاميليا صبحي أنه ستنظم عروض فنية للفرق الفنية الأجنبية الزائرة لمصر في مدن القناة، الإسماعيلية، بورسعيد، السويس. كما ستنظَّم عروض لفرق القناة الفنية (فرق الإسماعيلية والسويس وبورسعيد) للتعريف بفنون هذه المنطقة في مصر، إضافة إلى إعداد فعاليات للأطفال تقام في الخارج تتحدث عن قناة السويس الجديدة مثل عروض الأراجوز وخيال الظل وغيرها لربط الأجيال القادمة بهذا الإنجاز الضخم.