جدة بخيت طالع - تصوير : المحرر .. اشتكى عدد من سكان مخطط مشروع الأمير مشاري، والواقعة بيوتهم على الضفة الشرقية من شارع الرغامة (جنوب متحف الرغامة) في شرق جدة، اشتكوا من دخول المياه الجوفية إلى عمق فللهم وعماراتهم، حيث امتلأت البيدرومات بالمياه، الأمر الذي اضطر السكان إلى سحبها إلى الشارع مباشرة بواسطة المضخات العادية الصغيرة، خوفاً من التلوث البيئي داخل مساكنهم، ومن تهديد المياه المتجمعة لأساسات المباني، وكان من أبرز أسباب المشكلة وجود تجمع ماء لمدة طويلة شرقي مساكنهم. مشكلة قديمة وقد زارت (البلاد) الموقع واستمعنا إلى ملاحظات السكان، ورأينا تجمع المياه شرقي بيوتهم بين عدة تلال، قال لنا السكان إنها منذ كارثة جدة السابقة (فبراير 2009م)، وهي عبارة عن بحيرة مائية كانت وستظل مكاناً مهيأً لتجميع مياه الأمطار في كل مرة، وأبدى السكان أملهم في أمانة جدة لسرعة تخليصهم من تلك البحيرة المزعجة والقديمة العهد. بحيرة دائمة وتحدث معي الشاب وليد الشريف فقال: لقد أرهقتنا المياه الجوفية القادمة إلى مساكننا في تجمع المياه بين التلال القريبة من مساكننا من الناحية الشرقية، حيث ظل ذلك التجمع المائي على حاله منذ كارثة جدة 8 ذو الحجة 1430ه ثم ازدادت المياه بعد أمطار 22 صفر 1432ه، وصارت المياه تتسرب من تحت الأرض لتستقر في بدروم كل المساكن المجاورة، محدثة هلعاً كبيراً للسكان، ومؤذنة بخطر بيئي للسكان في البيوت وما حولها من تجمعات سكانية، ومصدر خطير لتهديد الأساسات والقواعد للعمارات والفلل، والصادر من تلك البحيرة المائية. جهد مهدر وقال: لقد اضطررنا إلى سحب هذه المياه مرات كثيرة من داخل بدروم بيوتنا، وفي كل مرة كنا نتوقع أن سحب تلك المياه سيكون هو الخلاص من المشكلة، غير أننا كلما انتهينا من سحب الكمية، لا تلبث أن تعود بعد أيام قليلة جداً إلى حالها السابق، بسبب التجمع المائي القائم حالياً ومنذ شهور طويلة وسط التلال القريبة من بيوتنا إلى الشرق من مساكننا مباشرة. وعود الأمانة وأضاف: لقد أبلغنا أمانة جدة بهذه المشكلة المزعجة مرات وراء مرات، غير أننا في الواقع لم نحصد سوى الوعود وراء الوعود، وحتى الآن لم يتحقق لنا شيء من وعود أمانة جدة، والحقيقة أننا مندهشون جداً من غياب الجهات الرسمية عن إيجاد مخرج لنا، وتوفير الحل الجذري لهذه المعضلة. مطلوب حل جذري وخلال تواجدنا في المكان رأينا تجمعاً مائياً كبيراً وسط قاعة التلال التي تحيط بمشروع الأمير مشاري، حيث إن المساكن هنا صارت هدفاً مباشراً لتسريبات ذلك التجمع المائي، الذي صار يتسرب من تحت سطح الأرض إلى كل العمارات والفلل، ومن كان لديه بدروم فقد امتلأ عن آخره بتسريبات تلك المياه، التي تحتاج إلى وقفة قوية من أمانة جدة، تتمثل في "شفط" مياه ذلك التجمع المائي فوراً، ثم بإيجاد تصريف له إلى حيث قناة الصرف غرب محطة المساعد أو إلى مكان تصريف آمن، يوفر للسكان هناك حياة مطمئنة، لأن الحفرة الضخمة وسط التلال هناك ستظل مهيأة لتجمع الأمطار في كل وقت. مشكلة قديمة وخلال جولتنا التقينا كذلك بعدد من المواطنين والسكان، ومنهم الأخ سعيد الحازمي الذي أكد لنا الأضرار الكبيرة التي لحقت بالسكان والمواطنين، ومدى تأثر بيوتهم من تلك المياه الجوفية، التي قال عنها إنها نتاج أمطار وسيول جدة منذ عام مضى، ثم تجددت وتكاثرت من جديد بعد أمطار هذا العام. مطالباً أمانة جدة والجهات الرسمية المسؤولة بالاضطلاع بدورها، والقيام بشكل عاجل بإنهاء هذه المشكلة التي أزعجت السكان والمواطنين، وتهددهم بآثار بيئية وصحية، إلى جانب الآثار الخطيرة التي صارت تهدد أساسات الفلل والسيارات في المنطقة نتيجة كثافة المياه الجوفية. بحيرة خطيرة وقال لنا كذلك: أرجو من أمانة جدة إرسال مهندسين ومندوبين بشكل عاجل إلى حارتنا لمعاينة الآثار الخطيرة لهذه المشكلة، وللاطلاع على بحيرة المياه الضخمة، التي تكونت إلى الشرق من مساكننا، ولا زالت ممتلئة بالمياه الراكدة، وهي السبب الأول، بل وقد يكون الوحيد الذي صار يهدد مساكننا بالمياه الجوفية، فهذه البحيرة المجاورة لنا تتسرب مياهها من تحت الأرض إلى بدرومات بيوتنا، وإلى أساساتها على مدار الساعة. خطر على الأساسات ونخشى ما نخشاه أن يصل الأمر إلى تهدم المنازل فوق رؤوس أصحابها لأن للبيوت ولأساساتها قوة معينة، وعمر افتراضي، وصلابة معينة، ولا شك أن كل هذه العوامل تتأثر بالمياه الجوفية، وخصوصاً إذا كان تسرب المياه مستمراً ومحيطاً بالأساسات وقواعد العمارات، فإن هذا خطر عظيم جداً عليها.