بعد أن تعرضت تل أبيب وعدد من مناطق وسط إسرائيل، اليوم (الأحد)، لهجوم صاروخي إيراني هو الأول من نوعه خلال ساعات النهار منذ بدء التصعيد العسكري، أعلن الجيش الإسرائيلي أن أنظمة الدفاع الجوي تعمل على اعتراض الصواريخ، لكنه أقر في بيان رسمي بأن الدفاع الجوي "ليس محكماً"، ما استدعى توجيه تحذيرات مشددة للسكان بضرورة الاحتماء بالملاجئ حتى إشعار آخر وعدم الخروج منها إلا بعد تعليمات واضحة من الجهات المختصة. ووفقاً للقناة 12 الإسرائيلية، فقد بلغ عدد الصواريخ التي أطلقتها إيران نحو 50 صاروخاً، ما أدى إلى دوي صفارات الإنذار في القدس وتل أبيب ومناطق واسعة وسط البلاد، ودفع المواطنين للهرع نحو الملاجئ. وترافق إعلان الجيش الإسرائيلي مع إعلان حالة التأهب القصوى في عدة مناطق، وسط جهود متواصلة من سلاح الجو لاعتراض الصواريخ ومهاجمتها في مواقع إطلاقها. ويأتي هذا الهجوم في إطار التصعيد المتواصل بين الطرفين، والذي اندلع يوم الجمعة مع تنفيذ إسرائيل سلسلة من الغارات داخل إيران، ورد طهران بهجمات صاروخية على مواقع حيوية داخل إسرائيل. وفي السياق ذاته، قررت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تمديد حالة الطوارئ، ما يعني استمرار فرض القيود على التجمعات العامة، والبقاء في حالة استعداد قرب الملاجئ، وتطبيق الأحكام العرفية بدعوى مواجهة التحريض، وهو قرار يتماشى مع تقديرات إسرائيلية سابقة بأن المواجهة مع إيران قد تمتد لأسبوعين على الأقل. فيما يتعلق بالخسائر، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن أكثر من 270 صاروخاً أُطلق من إيران، وقد تم تحديد 22 موقعاً لسقوطها، غير أن الرقابة العسكرية المشددة تعيق الوصول إلى تقدير دقيق لحجم الأضرار، خصوصاً في ظل غياب معلومات عن غالبية المواقع المستهدفة. وتقتصر البيانات على ما تسمح به الرقابة أو ما يظهر علناً، خصوصاً في منطقة تل أبيب الكبرى، حيث تسببت الضربات في أضرار جسيمة بمدينة "بات يام"، مع تضرر 61 مبنى، ستة منها باتت غير صالحة للسكن وتقرر هدمها. كما سقط صاروخ على مبنى في مدينة "روحوفوت"، وتم الإبلاغ عن فقدان ما يقرب من 35 شخصاً في المدينتين، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت". الهجوم الذي وقع في ساعات الليل وفجر اليوم كان الأعنف من حيث الإصابات، إذ أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أن 385 مصاباً نقلوا إلى المستشفيات، بينهم سبعة في حالة خطيرة و40 في حالة متوسطة. كما ارتفعت حصيلة القتلى إلى 13 شخصاً منذ بدء القصف الإيراني، بينهم 10 سقطوا مساء أمس وفجر اليوم، بينهم 6 في بات يام وحدها. وبلغ عدد الجرحى في الحصيلة الأوسع، بحسب "إسرائيل هيوم"، نحو 499 شخصاً. وأدى القصف أيضاً إلى تشريد مئات السكان، إذ قالت وزارة الشؤون الاجتماعية إن 742 مواطناً اضطروا لمغادرة منازلهم، وتم نقل بعضهم إلى فنادق. وقدّر خبراء العقارات قيمة الأضرار التي لحقت بالمباني بمليار شيكل (نحو 281 مليون دولار أمريكي)، بحسب القناة 12 الإسرائيلية. على صعيد الطاقة، أعلنت شركة خطوط الغاز الطبيعي أن وزير الطاقة إيلي كوهين أمر بوقف تدفق الغاز من حقلي "كاريش" و"ليفياثان" البحريين. كما تعرض مجمع شركة "بازان" النفطية في حيفا لأضرار في أحد خطوط نقل النفط، دون تسجيل إصابات، فيما لا تزال منشآت التكرير تعمل جزئياً، بينما أغلقت بعض منشآت المصب، وتعمل الشركة على تقييم تأثير الأضرار على عملياتها ونتائجها المالية. وتأثرت البورصة الإسرائيلية سلباً مع افتتاحها صباح اليوم، حيث سجل مؤشر تل أبيب 35 انخفاضاً بنسبة 1.2%، ومؤشر التأمين والخدمات المالية 2.8%، والبنوك 5 بنسبة 2.4%. كما أُبلغ عن أضرار في محطة قطار مدينة "رحوفوت". أما في معهد "وايزمان للعلوم"، فقد أصابت عدة قذائف مباني في الحرم الجامعي، دون إصابات بشرية، وتم اتخاذ تدابير لحماية الموظفين والمنشآت. وفي قطاع النقل، لا يزال مطار بن غوريون مغلقاً حتى إشعار آخر، والطائرات الإسرائيلية المدنية خارج البلاد منذ يوم الجمعة. وأكد المدير العام لوزارة النقل أن المجال الجوي سيظل مغلقاً حتى السماح الأمني بإعادة تشغيله، مشيراً إلى وجود خطة لإجلاء الإسرائيليين العالقين بالخارج، الذين يُقدّر عددهم بأكثر من 100 ألف. ومنذ بدء الهجوم على إيران، جندت إسرائيل عشرات آلاف جنود الاحتياط، ما يشكل عبئاً إضافياً على الميزانية العامة للدولة.