للمرة الأولى منذ انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، يلتقي وفد أمريكي مع ممثلين بارزين من حركة طالبان في الدوحة، وفقا لمسؤولين كبيرين بالإدارة الأمريكية، أكدا أن الوفد الأمريكي بدأ الزيارة أمس وسيواصل الاجتماع مع ممثلي طالبان اليوم، في أول اجتماع مباشر على مستوى عال منذ سحب واشنطن قواتها من أفغانستان وسيطرت الحركة على البلاد. وقال المسؤولان إن الوفد الأمريكي عالي المستوى، سيضم مسؤولين من وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية الأمريكية ووكالات المخابرات الأمريكية، وسوف يضغط على طالبان، لضمان مواصلة توفير ممر آمن للمواطنين الأمريكيين وآخرين للخروج من أفغانستان، والإفراج عن المواطن الأمريكي المخطوف هناك مارك فريريتشز. وتابع المسؤولان أن القضية الأخرى التي تحظى بأولوية تتمثل في حمل طالبان على الوفاء بالتزاماتها، بأنها لن تسمح بأن تصبح أفغانستان مرة أخرى معقلا لتنظيم القاعدة أو غيره من الجماعات المتطرفة، كما سيضغط الوفد من أجل تحسين سبل حصول المواطنين على المساعدات، في الوقت الذي يواجه فيه البلد احتمال حدوث انكماش اقتصادي حاد حقا وربما يستحيل منعه. وأكد مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية، أن "هذا الاجتماع هو استمرار للتواصل العملي مع طالبان، وهو ما نقوم به بشأن أمور حيوية للأمن القومي"، موضحا أن الاجتماع لا يتعلق بمنح اعتراف أو إضفاء شرعية. وتابع: "ما زلنا واضحين في أن الشرعية يجب أن تُكتسب من خلال أفعال طالبان". من جهة ثانية، قرر قضاة المحكمة الجنائية الدولية، طلب معلومات من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عمن يمثل أفغانستان في المحافل الدولية بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة هناك في أغسطس الماضي. ويهدف الطلب إلى توضيح حالة القيادة الجديدة لأفغانستان فيما يستعد القضاة للبت بطلب قدمه المدعي العام الجديد في المحكمة الشهر الماضي للسماح له باستئناف التحقيق في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وقعت خلال الصراع في أفغانستان منذ العام 2002. وسمح القضاة في مارس 2020 بالتحقيق بجرائم يزعم بأن قوات الأمن الأفغانية وطالبان والقوات الأميركية وعملاء الاستخبارات الأجنبية والأمريكية ارتكبوها في أفغانستان عام 2002، لكن هذا التحقيق توقّف عندما طلبت الحكومة الأفغانية تولي القضية.
