يعتبر المركز السعودي لزراعة الأعضاء، من أكبر المراكز الطبية لزراعة الأعضاء ويهدف إلى تأسيس برنامج لرفع مستوى التعاون مع العنايات المركزة بمستشفيات المملكة المختلفة من أجل تحسين الكشف المبكر عن حالات الوفاة الدماغية وتشخيصها ومتابعتها وفقاً للمعايير الوطنية للمركز السعودي لزراعة الأعضاء. وتحت إشراف مباشر من المركز والتأكد من تطبيق الإجراءات بصورة دقيقة، حيث تعتبر أقسام العناية المركزة المصدر الرئيسي لمثل هذه الحالات. فضلا عن تفعيل البرنامج الإلكتروني للتبليغ المبكر عن حالات الوفاة الدماغية. إلى جانب التدريب التفاعلي وهدفه تطوير مراكز تدريب وتعليم متكاملة تفاعلية والعناية بحالات الوفاة الدماغية لكافة العاملين في برنامج التبرع بالأعضاء وزراعتها، إضافة إلى تدريب الكوادر الوطنية للعمل كمنسقين إداريين وتدريبهم على كيفية مقابلة ذوي المتوفين دماغياً لحثهم على الموافقة للتبرع بالأعضاء. وقد شكل المركز السعودي لزراعة الأعضاء منذ تأسيسه عام 1413 ه بارقة أمل في حياة الإنسان من خلال إجراء آلاف العمليات التي نجحت في إنقاذ حياة المرضى والتخفيف من معاناتهم، ما أهل المملكة لحصد المركز الثاني عالمياً هذا العام 2020 في التبرع بالأعضاء من الأحياء."البلاد" التقت مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور محمد الغنيم والذي أوضح أن المملكة العربية السعودية تتبوأ مكانة متقدمة من بين دول العالم ودول مجموعة العشرين حسب تقرير السجل العالمي لزراعة الأعضاء والتبرع بها 2019م للتبرع بالأعضاء من الأحياء حيث تقدمت المملكة من المركز الخامس إلى الثاني في هذا العام، وفيما يخص التبرع بالكلى من الأحياء تقدمت المملكة من المرتبة السابعة للثانية (2018م – 2019م) ، في حين تقدمت المملكة من المركز الرابع إلى الثالث على المستوى العالمي في التبرع من الأحياء لجزء من الكبد، أما فيما يخص التبرع بعد الوفاة الدماغية فلا زالت النسبة أقل من المتبرعين الأحياء وجاري العمل على تنفيذ استراتيجية للتبرع بالأعضاء وزراعتها في المملكة. قوائم المحتاجين وفيما يتعلق بقوائم المحتاجين للأعضاء أشار الغنيم أن إجمالي عدد مرضى القصور الكلوي المزمن النهائي والمعالجين بالغسيل الكلوي يقدر بنحو 21000 مريض منهم على الأقل حوالي 5000 مريض لائقين للاستفادة من زراعة كلية ، أما بالنسبة للقصور الكبدي النهائي فتقدر الحاجة بحوالي 500 زراعة كبد سنوياً بالتبرع بعد الوفاة والأمر مشابه بالنسبة لزراعة القلب والرئة مما يؤكد الحاجة الماسة والملحة لأهمية التبرع بالأعضاء حيث لا سبيل لإنقاذ مرضى القصور العضوي كمرضى القصور القلبي أو الرئوي إلا بزراعة عضو بالتبرع بعد الوفاة. النسبة المتوسطة وحول النسبة المتوسطة لقبول التبرع من ذوي المتوفي دماغيا لزراعة الأعضاء قال: النسبة المتوسطة لقبول التبرع من ذوي المتوفين دماغياً في المملكة العربية السعودية بلغت ما يقارب ال 30% من إجمالي الحالات فعلى سبيل المثال بلغ عدد حالات الوفاة الدماغية المشخصة نظاماً في عام 2019م التي تم فيها مقابلة الأهل (324 حالة) والحصول على (112 حالة) موافقة للتبرع بأعضاء ذويهم، أما بالنسبة للتبرع بالأعضاء أثناء الحياة فقد تجاوز العدد 1000 حالة تبرع سنوياً ( كلى أو جزء من الكبد ) مما جعل المملكة في التصنيف العالمي الأعلى من حيث التبرع من الأحياء ، مؤكداً أن التبرع بالأعضاء سواء أثناء الحياة أو بعد الوفاة يعد عملاً رائعاً يجسد أسمى معاني الإيثار ومساعدة الآخرين ويسهم في إنقاذ حياة الآخرين. وأضاف: في مثال رائع لإنقاذ حياة مرضى الفشل العضوي قام مؤخراً ذوو شاب متوفى دماغياً بالموافقة على التبرع بأعضاء فقيدهم رحمه الله حيث تم إنقاذ حياة ستة مرضى يعانون من القصور العضوي وقد تمت زراعة الأعضاء بنجاح وفقاً لما يلي : إحدى الكُلى زرعت لمريضة تبلغ من العمر 67 عاماً والأُخرى لمريض يبلغ 31 عاماً، الكبد تمت زراعتها لمريضين أحدهما يبلغ من العمر 67 عام والآخر طفل يبلغ من العمر 23 شهراً بينما تم زراعة القلب لمريض يبلغ من العمر 36 عاماً وتمت زراعة الأمعاء الدقيقة لمريض يبلغ من العمر 34 عاماً. زراعة 13 ألف عضو الدكتور محمد الغنيم سبق وأن ذكر بأنه تمت زراعة أكثر من 13 ألف عضو في المملكة، مما جعل المملكة تحتل المركز الثالث عالمياً في هذا المجال، مشيدا في الوقت نفسه ببرنامج تبادل الأعضاء بين دول مجلس التعاون. كما استعرض الدكتور الغنيم الفتاوى التي تجيز التبرع بالأعضاء خلال حياة المتبرع أو بعد وفاته، والتي أقرها مجمع الفقه الإسلامي وأشاد بها عدد من الفقهاء وأعضاء هيئة كبار العلماء في المملكة، مبينا أن المركز يتلقى طلبات التبرع بالأعضاء عبر موقع إلكتروني، وفي حالة الوفاة الدماغية يتم إبلاغ المركز إلكترونيا عن حالة المتبرع، حيث يشترط أن يكون عمر المتبرع فوق 18 عاماً. يشار إلى أن عملية زرع الأعضاء تتطلب قيام شخصٍ معافى (المُتبرع) بالتبرع بأحد أعضائه ليتم زرعه في جسد المريض (المُتلقي) ليكون بديلاً للعضو الذي توقف عن أداء وظائفه. وتشمل عمليات زرع الأعضاء الكلى والكبد والقلب والرئة والقرنية والبنكرياس والرُغامى والنُسًج وغيرها، وعادةً ما يتم التبرع بالأعضاء من أجساد أشخاص متوفين بناءً على رغبتهم، إلا أنِّ السنوات الأخيرة شهدت تزايُد وتيرة التبرع بالأعضاء من أشخاص على قيد الحياة عندما يكون ذلك ممكناً ولا يشكل خطراً على صحتهم. التبرع غير المباشر ضمن عملية تبرع الأحياء بأعضائهم، هناك ما يسمى بفئة التبرع غير المباشر، وهو تعبير يتم استخدامه لتصنيف المتبرعين بالأعضاء الذين لا يختارون المتلقي، ولكن تم اختيارهم لتلبية المتطلبات الطبية المحددة لمريض معين، وقد يختار المريض والمتبرع الاجتماع بعد العملية، أو قد يرفضان ذلك، وفي حال اختارا رؤية بعضهما البعض، فيجب على مركز زراعة الأعضاء المعني أن يسمح بالمقابلة أولاً قبل أن تتم. وعند وجود أي اشتباه في حالة وفاة دماغيا في العناية المركزة أو في الإسعاف في المستشفيات يتم إبلاغ المركز السعودي لزراعة الأعضاء والذي يستقبل البلاغات على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، وبعد استقبال البلاغ يتم فتح ملف للحالة والتنسيق مع المستشفى المبلغ لاستكمال تشخيص الحالة وهل هي وفاة دماغية أم لا؟ وإذا كانت وفاة دماغية يتم التشخيص ومن ثم مقابلة ذوي المتوفي أو المتوفاة وبعدها إبلاغهم بحالة المتوفى دماغيا وشرح أهمية التبرع بالأعضاء وإذا وافق ذوو المريض يتم توقيع إقرار بالتبرع ثم التنسيق مع المستشفيات ومراكز التبرع بالأعضاء لاختيار المرضى المستقبلين للتبرع سواء في نفس المدينة التي فيها المريض أو في مدن أخرى من المملكة.