قوة الولاياتالمتحدة العسكرية قد لا تفيد كثيرا الرئيس باراك اوباما في وجه كوريا الشمالية لان اي عملية قد تتسبب في مذبحة في المنطقة بينما تبقى اسلحة النظام الشيوعي النووية بعيدة المنال. ويرى خبراء اميركيون انه ليس امام واشنطن ما يرضيها من الخيارات العسكرية لانه لدى بيونغ يانغ قوة نارية كثيفة موجهة الى جيرانها من جهة ولان بامكانها ان تخفي بسهولة اسلحة وغيرها من عناصر برنامجها النووي من جهة اخرى. ويرى الخبراء ان كوريا الشمالية وبجيشها القوي الذي يبلغ عديده مليون رجل وترسانتها الواسعة من المدفعية والصواريخ الموجهة الى كوريا الجنوبية واليابان، يمكنها ان تتسبب في سيل من الدماء في ردها على ضربة وقائية وقد يعد الضحايا بمئات الاف. واكد شايبونغ هاهم الخبير لدى راند كوربورايشن "اذا اندلعت حرب على نطاق واسع فان عدد الضحايا لا يمكن تصوره". واضاف في حديث لفرانس برس "في نهاية المطاف، لا شك قطعا في رأي اي كان ان القوات الاميركية المتحالفة مع قوات كوريا الجنوبية ستنتصر لكن باي ثمن؟ هذا هو السؤال". وفي سيناريو فرضي توقعه سنة 2005 مسؤولون اميركيون سابقون لمجلة ذي اتلانتيك، قدر عدد الضحايا بنحو مئة الف. وقد خطط الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون جديا لشن غارة وقائية على موقع يونغبيون النووي لكن الدبلوماسية تمكنت من انهاء تلك الازمة. ويرى وليا بيري وزير الدفاع في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون انه يجب عدم استبعاد الخيار العسكري لان المجتمع الدولي لا يمكن ان يكتفي بادانة بيونغ يانغ "بعبارات". واضاف ان في حال فشلها المحتمل، "فيجب علينا التخطيط" لعقوبات مالية "واجراءات اكثر تشددا". واعلن بيري ذلك في كلمة القاها امام مجلس العلاقات الخارجية وهو مجموعة للدراسات. وذكر امثلة شن غارات وقائية من شانها ان تمنع كوريا الشمالية من مواصلة تطوير صواريخها النووية. لكن يصعب تنفيذ هذا النوع من الغارات لان برنامج كوريا الشمالية النووي تطور بسرية. واقر مايكل اوهانلون من مركز دراسات بروكينسس انستيتوشن "لا نعرف مكان الاسلحة النوية". ولا شك ان القوات الاميركية والكورية الجنوبية قادرة على النيل من انتاج البلوتونيوم بفضل غارات دقيقة لكن القنابل النووية قد تكون مخبأة في شبكة اقبية في البلاد. وقد تتسبب غارة وقائية خاطئة في سيناريوهات كارثية اذ ان بامكان بيونغ يانغ شن غارات نووية وهجمات كيميائية او جرثومية. ومع الحربين اللتين تخوضهما في العراق وافغانستان سيصعب على واشنطن كثيرا توفير قوة الرجال التي يراها بعض الاخصائيين ضرورية في حال نشوب نزاع مع بيونغ يانغ. ويتمثل خيار اخر في فرض حصار بحري شديد على الموانئ الكورية الشمالية لانهاك النظام وفي ذلك ايضا هناك خطر كبير في ردها. ويرى الصحافي روبرت كبلان على موقع مجلة اتلانتيك ان "من يتحدث بطيش عن +مساعدة+ كوريا الشمالية على الانهيار لم يستخلص ببساطة دروس العراق: الغياب الكامل للدولة اسوأ بكثير من دولة تعسفية".