التقيته صدفة في احد معارض السيارات الفخمة.. اما كيف كنت أنا هنالك في ذلك المكان المخملي فتلك قصة اخرى.. ذهبت اليه بعد ان استدعاني مسؤول الاقساط.. طلبني او بالاحرى بعد ان هلكني مرات عديدة بالهاتف على مكتبي واخرى على منزلي.. وكان ردي في كل مرة، يا جماعة انا لم يسبق لي ان اشتريت منكم سيارة بالتقسيط.. وتذكرت.. سبق ان كفلت احد الاصدقاء المقربين لشراء سيارة لابنه رغم كرهي للوساطة والوسطاء والكفالة والكفلاء.. ولست من أولئك الذين اتخذوا مقعداً أمام مكاتب الحقوق المدنية لا خوفاً ولكن لقناعة بأن تلك الاماكن مظنة في أن هنالك حقاً ضاع او هضم.اعود الى موضوع السيارة واقساطها، ذهبت الى المعرض وابتدرني الموظف قائلاً: أنت فلان؟ فقلت: نعم. فكأنه عثر على كنز او اهتدى الى القبض على مطلوب للعدالة، تفرس في وجهي وبأدب مصطنع، قال: يا استاذ هنالك العديد من الاقساط لم يسددها مكفولك وبما انك كفيل غارم فأنت المسؤول عنها نظاماً وقانوناً. قلت له: هذا صحيح ولكن سأراجعكم بعد يومين أكون قد راجعت صديقي. حدث ذلك امام الصديق الذي التقيته، وهو يسمع ما دار من حوار بيني وبين الموظف فالتفت الى صديقه قائلا: يا ابو احمد عسى ما اكون في موقف الاستاذ يوماً ما.. تقوم بتسديد قسط وتنام على الباقي..! ضحك صديقه قائلاً: وهل انا ذلك الرجل؟! وقفنا قليلاً لحين استكمال الاجراءات وسار ثلاثتنا واثناء ذلك سألته بكل براءة: اعتقد انك تملك سيارة فارهة.. فلماذا الاخرى المقسطة؟ قال: ابني يا استاذ اقام الدنيا واقعدها علشان هذا الموضوع وانت تدري ان التقسيط لا يرحم لانه ربح مركب والطاق مطبوق! قلت: يا سبحان الله، اتذكر عندما كنا في سنهم ايام الحارة والدراسة عندما كان من يملك منا دراجة كأنه حاز الدنيا. قال: سنة الحياة التطور. قلت: ولكن دون اقساط تثقل كواهلنا.