اصطلح على تسمية الزمن الماضي القريب أي ما قبل الطفرة والانتعاش الاقتصادي وثورة الاتصالات بالزمن الجميل الأكثر حميمية في حين يعترض شباب هذه الأيام على هذه التسمية لأنهم يعتبرون أن زمنهم هو بحد ذاته الزمن الجميل و إذا أردنا أن نصل بحل وسط بهذا الموضوع يصد الخلاف بين الفريقين فإننا نطلق على الزمن الماضي , الزمن الجميل الأكثر حميميةً و دفئاً و الزمن الحاضر هو الزمن الأكثر جمالاً تكنولوجياً و ترفيهياً و إن كان يؤخذ على هذا الزمن الحاضر بأنه زمن العالم الافتراضي , فكل شيء فيه افتراضي من صداقات , و علاقات حتى اختيار شريكة العمر يتم في بعض الأحيان من خلال هذا العالم الافتراضي و هذا ليس موضوعنا ولكني أود أن أتحدث عن الإعلام ما قبل خمسة أو أربعة عقود حيث الاعلام وقتها لم يكن إلا إذاعة و تلفزيونا و ما كان يقدمه تلفزيوننا العزيز في ذلك الوقت لا يقارن بما يقدمه اليوم رغم كثرة القنوات الإذاعية و التلفزيونية و الانتشار الفضائي لهذا الإعلام , فمن عاش في تلك الحقبة لا يمكنه أن ينسى ما كان يقدمه التلفزيون السعودي من مسلسلات و برامج و سهرات .فمن يستطيع أن ينسى مسلسل الهارب العالمي و مسلسل بونالزا الذي يصور حياة رعاة البقر في الأمريكيتين و من يستطيع أن ينسى مسلسل فيروري ذلك الحصان و صديقه الطفل و أيضاً المسلسلات العربية كوضحة و ابن عجلان و حنكشة و شرارة و من يستطيع أن ينسى سهرات الفنان السعودي محمد حمزة و طاش ما طاش و أبو مسامح و من يستطيع أن ينسى برنامج المسابقات فرسان في الميدان الذي كان يقدمه الإعلامي الشهير الدكتور عمر الخطيب و غيرها من الأعمال و إني أتذكر أن برنامج الملاكمة للملاكم المسلم محمد علي كلاي كان يفوق في جماهيريته منافسات كرة القدم المحلية و كذلك برنامج المصارعة الذي كان يقدمه المعلق إبراهيم الراشد فكانت المقاهي مملوءة عن آخرها بالمشاهدين المتابعين لأن امتلاك التلفزيون في المنزل كان محدوداً جداً هذا بالنسبة للتلفزيون ,أما الإذاعة فكان لها مستمعوها الكثر بما تقدمه من برامج شيقة لم يستطع التلفزيون أن يسحب البساط من تحت أرجلها و كان مذيعوها يفوقون في الشهرة نجوم المسلسلات الدرامية و السنيما و نجوم كرة القدم و كانت هناك برامج تحظى بشعبية كبيرة جداً كبرنامج تحية و سلام و برنامج في الطريق التي كان يقدمها المذيع الشهير جداً الدكتور بدر كريم عليه رحمة الله بالإضافة إلى الأغنيات القديمة التي تعكس تراثنا الفني بالمملكة العربية السعودية و إنني أدعو هيئة الإذاعة و التلفزيون إلى التفكير بإنشاء محطة تلفزيونية باسم التلفزيون السعودي زمان أسوة بمحطة روتانا زمان و دبي زمان و أنا واثق بأن هذا التلفزيون سيعيد الألوف من المشاهدين الذين توزعوا على الفضائيات العربية و الأجنبية كما يمكن لتلفزيوننا العزيز أن يبث هذه المحطة على احدى القنوات الرياضية السعودية التي لا يوجد لديها مواد للبث خلال أربعة و عشرين ساعة كاملة لتوفير النفقات لما ما نقرأه من تعليقات على تلفزيوننا كعبارة (غصب 1 ) و(غصب 2 ) وهكذا إن تلفزيوننا بهذه الخطوة سيكون رقماً صعباً بين محطات التلفزيون العربية لأن مواده المكدسة في أرشيف مكتبة التلفزيون لا تمتلكها قناة عربية على الإطلاق أما بالنسبة للإذاعة فإنني أدعو إلى إنشاء محطة الزمن الجميل تقدم فيها البرامج القديمة كبرنامج بيت السهرة و تحية و سلام و برنامج ابشر و تقديم التراث السعودي الفني للمستمعين المتعطشين لهذا التراث دعوة إلى هيئة الإذاعة و التلفزيون أن تأخذ هذا الاقتراح على محمل الجد و أعتقد أن القراء الأعزاء ممن عاصروا ذلك الزمن سيوافقونني على هذا الموضوع و أعتقد أن الشباب أيضاً متعطشون لرؤية و سماع مثل هذه الأعمال و الله من وراء القصد. إبراهيم مصطفى شلبي [email protected] تويتر @ibraheemshalabi