انشاء وتطوير وصيانة المطارات بشكل دوري صناعة هدفها تحسين الخدمات الجوية واداء المرافق والانظمة بأعلى قدر ممكن من السلامة والامن للمسافرين جواً. وانشاء مشاريع المطارات الدولية في اي بلد يدخل ضمن هذه المنظومة، ولا يقتصر بالطبع على المطارات المحلية (الداخلية) اذ تعد البوابة الاكثر اتساعا في هبوط واقلاع طائرات مختلف دول العالم. والدليل مطار (انشيون) الدولي الذي يبعد عن العاصمة الكورية (سيول) بنحو (50) كم الذي افتتح في 20 ربيع الاول 1421ه، الموافق 19 مارس (آذار) 2001م، استغرق تشييده حوالى عشر سنوات، وتم انشاؤه في قلب البحر الاصفر بين جزيرتين على مساحة اجمالية تبلغ (57) كم2، وتضم تلك المساحة المنطقة المحيطة التابعة للمطار بمساحة تقدر بنحو (21.3)كم2. وتبلغ طاقته الاستيعابية (السنوية) ما يوازي (44) مليون راكب و(4.5) مليون طن من البضائع و(410.000) عملية جوية. وتقع صالات الوصول والمغادرة في مبنيين يربط بينها (مترو) انفاق يتنقل المسافرون بينهما بكل سهولة ويسر. وقد جهزت مدارج المطار الثلاثة بأحدث الانظمة الملاحية اذ يمكن للطائرات ان تهبط عليها عند مستوى رؤية يبلغ (50) مترا، وللمطار ذاته قدرة على استيعاب جميع انواع الطائرات بمختلف احجامها بما في ذلك الطائرات العملاقة، مثل (A/380)، وتسير اكثر من (63) ناقلة جوية رحلات منتظمة من المطار وآلية، مما جعل المطار يمثل البوابة الرئيسية لكوريا الجنوبية. كما يعد المطار محور النقل الجوي في جنوب شرق آسيا. وفي عام (1429ه-2009م) بلغ اجمالي عدد المسافرين عبره نحو (34) مليون مسافر، وبلغ حجم الشحن الجوي (2.3) مليون طن. اما العمليات الجوية، فقد بلغت (199.000) عملية، وتقوم انظمة نقل (الامتعة) فيه بمناولة نحو (100.000) حقيبة يومياً. ويربط المطار بالعاصمة سيول قطار تبلغ سرعته (120)كم/ساعة بالاضافة الى طريقين سريعين يعززهما عدد من الجسور مما يمكن المسافرين من الوصول اليه بكل سهولة ويسر عبر سيارات الاجرة، والاتوبيسات الكبيرة، باسعار معتدلة. نال المطار مطار (انشيون) الدولي بالعديد من الجوائز (العالمية) الكبرى التي لا ينافسه فيها اي مطار آخر، كان ابرزها واحدثها فوزه للعام الخامس على التوالي بجائزة افضل المطارات على المستوى العالمي لجودة (الخدمات) المقدمة لمرتاديه وعملائه، وهي: جائزة اصطلح على تسميتها (جائزة نوبل المطارات) لانها تعد درة في عقد (الجوائز) التي حصل عليها هذا المطار. وقد يدهش من يسافر عبر هذا المطار بمنظومة (الخدمات) ذات المستويات الرفيعة التي تقوم له، ووسائل الراحة المتاحة كالمراكز الرياضية والفنادق وغرف الفيديو وصالات الالعاب وسرعة انهاء الاجراءات اذ يبلغ متوسط اللازم لانهاء اجراءات المسافر المغادر 18 دقيقة فقط، وتتطلب اجراءات الوصول (14) دقيقة فقط! ومن اوجه تميز هذا المطار وتفوقه، بدأ يحقق أرباحا بعد ثلاث سنوات من افتتاحه، فقد بلغت ارباحه (الصافية) عام 2009م (243) مليون دولار. وبلغ اجمالي الايرادات: (1200) مليون دولار نسبة (65%) منها من انشطة تجارية، والنسبة الباقية (35%) من رسوم الحركة الجوية. هل حان الوقت لكي تتم الاستفادة من تجارب دول، مثل كوريا والصين في انشاء مشاريع مطاراتها الوطنية (الداخلية) والدولية مع ايرادات ضخمة تغطي ما انفقته في مشاريعها من المطارات الداخلية والدولية؟!