سقطت الاشارات المرورية في امتحان الطريق , وظهر بصورة لا يقطعها شك , بأنها من معوقات الحركة , ومن اسباب الحوادث والصدمات إضافة الى ان التوقف عند الاشارات يستهلك الوقود , ويثير اعصاب السائقين , ويسبب امراض القلب. وجدة مشهورة بكثرة الاشارات المرورية , حتى تحول اسم الدلع لجدة , من عروس البحر الاحمر , الى عروس النور الاحمر , ثم جاءت الطفرة في مشاريع الطرق والكباري , واستدعت عمل التفريعات وإلغاء بعض الاشارات , فاكتشفنا بعد ثلاثين سنة من المعاناة اليومية مع الاشارات , ان هناك طرقاً افضل لتنظيم المرور , وتسهيل الحركة .انظر مثلا الى ماحدث بشارع الامير ماجد , فقد انحلت بهذه التفريعات المؤقتة , مشاكل مرورية معقدة ,كنا نظن انها لاتحل إلا بالأنفاق والكباري . وللاشارات دور في الصدمات , والدليل , ان 72 % من حوادث السيارات بالمملكة تحصل داخل المدن , لان الاشارة تشجع السائق المستعجل على اللحاق بها , أو قطعها , إن لم يدركها , بينما التفريعات , تبطىء الحركة , وتبقي السائقين في حالة انتباه وحذر .والدليل على كلامي , ان مدينة القاهرة , لا تعترف بالاشارات الاوتوماتيكية , الا في بعض النقاط المهمة , ومع ذلك , فانسيابية السير بها جيدة , رغم العدد الهائل من السيارات والحافلات , والحوادث تكاد تكون معدومة , ولو اعتمد مرور القاهرة , الاشارات الاوتوماتيكية , لتوقفت حركة السير في كل القاهرة , ولارتفعت نسبة الحوادث والوفيات.وذكر لي صديق من اليمن بأنهم ادخلوا الاشارات الاوتوماتيكية الى قريته , على اعتبار انها من مظاهر التقدم , فكثرت الحوادث , والوفيات , فقاموا بإزالتها فورا , غير آسفين على مظاهر التقدم . ولقد ادى إلغاء الاشارات, وإلغاء شوارع الخدمات , او كما يسميها العوام , شوارع الصدمات , في شارع الامير ماجد بجدة , ادى الى انسيابية عظيمة للمرور , بل ولقد رأيت شارع فلسطين , في تقاطعه مع شارع الامير ماجد , لاول مرة بلا زحام , منذ سنين عديدة .علينا ان نستفيد من هذا الدرس العملي , ونطبق التفريعات وإلغاء الاشارات , في كثير من شوارع جدة , لانها حل مثالي للمرور , وتبقى هناك نقطة ازدحام وحيدة بشارع الامير ماجد , بسبب اشارة شارع بني مالك , ومن الممكن إلغاء هذه الاشارة , لان هذا الشارع ليس رئيسيا , وله بدائل متعددة , أعرفها , ويعرفها رجال المرور . ولو قللنا الاشارات الضوئية وألغينا شوارع الخدمات أو الصدمات , فستنخفض حوادث السيارات بجدة انخفاضا كبيراً.