الكهرباء.. في خدمة الشعب

يقول عمرو بن معديكرب الزبيدي إذا لم تستطع شيئا فدعه - وجاوزه الى ما تستطيع، وانا اسجل هذا المقال عن الكهرباء ومعاناة الناس منها عرض التلفزيون السعودي القناة الاولى مساء الثلاثاء قبل الماضي حلقة من برنامج "في الهدف" تقديم على الضاحي استضاف فيها د. صالح العواجي وكيل الوزارة لشؤون الكهرباء وقد استمعنا الى مداخلة من المهندس علي البراك الرئيس التنفيذي للشركة، واضع امام القارئ بعض ما تحدث عنه المهندس البراك الذي يقول ان عدد المشتركين على مستوى المملكة زاد عن خمسة ملايين مشترك في 11500 مدينة وقرية وهجرة تستهلك طاقة قوتها 40 الف ميغاوات كما قال د. العواجي وهو ما توقفت امامه ان 62% من استهلاك القطاع السكني لايتجاوز استهلاك كل منزل مائة ريال شهريا !! كما قال العواجي ان انقطاع التيار شامل لايمكن ان يستثنى احياء " للاغنياء" وينال من الفقراء سوف ابدأ مما قال د. العواجي وكيل الوزارة واقول له ومن تجربة شخصية من مكة المكرمة حيث اعيش بأننا في الشهر الماضي عانينا من انقطاعات متكررة للتيار وصلت في الايام الاولى من الشهر الى انقطاع دام من الثامنة والنصف صباحا وحتى الساعة الواحدة والنصف ولمدة خمس ساعات الى جانب مرات اخرى ساعة ونصف ساعة وربع ساعة وبعضها عشر دقائق وفي كل مرة نقوم بالاتصال بإدارة الاعطال يردون علينا بأدب جم ان اسباب الانقطاع فني لاسباب "زيادة الاحمال" اريد ان اسأل د. العواجي والمهندس البراك هل هذا الانقطاع الفني المفاجئ ينال كل "البيوت" التي تصلها الكهرباء دون استثناء؟ وحتى اوضح لهما اكثر اسألهما هل منازل كبار المسؤولين تنقطع عنها الكهرباء لمدة خمس ساعات متواصلة ؟ وهل ترد عليهم الشركة ان السبب عطل فني ؟ اجزم بأن بعض البيوت لايمكن ان تنطقع منها الكهرباء دقيقة واحدة اذا الشركة تستطيع ان تؤمن مواصلة التيار لمن تريد؟! ثم اسألهما هل استغلت الشركة اننا شعب مضيع لحقوقه لا يقاضي الشركة وهو ما جعلها في امان واطمئنان؟!
واعيد للدكتور العواجي سؤال سأله مذيع التلفزيون هل اهتمت الشركة بإعادة التيار " والاعتذار" لأهالي القصيم من اجل انهم هددوا بمقاضاة الشركة؟! إنني اعرف حجم العمل والمسؤولية والحاجة للكهرباء وما لدي الشركة من مهام لكنني افهم في المقابل اننا بلد لديه امكانيات كبيرة وان الشركة تعرف حجم الاستهلاك واعداد المشتركين وما يحتاجونه من طاقة كهربائية وما ينالهم من اذى صحي واجتماعي واقتصادي عند فصل التيار، والسؤال اين الاستعداد والى متى وقضيتنا كل صيف الكهرباء ومشاكلها ومعاناة الناس بعد ان اصبحت كل شيء في الحياة؟ نسيت ان اذكر لكم ان معالي وزير المياه والكهرباء صرح للصحف ان الوزارة نفسها "ينالها الضرر" من انقطاع الكهرباء عن الناس ولا اعرف هل يقصد الوزير عفا الله عنه تضرر معنوي او فني او اقتصادي او يقصد ما ينالهم من سؤال الجهات العليا عن اسباب الانقطاع "ارحموا من في الارض.. واجعلوا الكهرباء في خدمة الشعب!!