✒إلى قلبي الذي أكرمه الله بالإسلام.. وأعزه بشهادة أن لاإله إلا الله محمد رسول الله .. مع كل صباح ومساء .. عند كل مرة أضع فيها جنبي على الفراش ثم يبعث الله روحي من جديد .. دعاء لك ياقلب أن يبارك الله لك بأنك لازلت منعما بأجمل النعم وأحلاها وأكرمها وأغلاها .. إنها إسلامك لربك .. الذي هداك النجدين .. وأذكر نبضك الذي به حياتي أنه بالشكر تزيد النعم .. والله لايحب كل كفار أثيم .. فتعاهد صفو ماء الحياة عندك .. لتثبت على مايسره الله لك من طاعته .. وتجدد العهد بما تهاونت فيه بترك او تقصير.. جدد العهد مع ربك على المجاهدة للنفس والهوى .. وكن يقظا .. حييا .. محبا .. لاتجعل عبادتك خوفا من النار فقط بل اطمع في القرب وتلذذ بالأدب والحب .. ياقلب .. الفرض الفرض .. ثم السنة السنة .. ثم لاتقنع إلا بزيادة السعي لرضى مولاك وزيادة القرب منه عزوجل .. لاتقل كانوا يخوفوننا بأنه فرض فاكتشفنا أنه سنة ثم تتهاون وتدع .. وهب أنه سنة بلاخلاف .. فهل لي أن أسألك .. هل يزهد المحب الصادق في التقرب لمحبوبه بما يحب ؟ وقف معي الآن بكل مشاعرك أمام قول ربنا في الحديث القدسي المدهش بكل مافيه من معاني الإكرام والفضل : ( مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ،* وما*تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه،* وما*يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ ..) - البخاري - ثم ياقلب .. تعقل وتنبه .. سنة من هي ؟ أولست تقول : نفسي فداء رسول الله؟ حسنا .. أليست السنة سنته ؟ كيف تزعم حبه ثم ترى من التشدد الالتزام بالسنة ومن الرحمة بالنفس التفريط فيها ؟ سبحان الله.. ترك رجال الجماعات.. وحصل التفريط في الجمعة .. وكشفت نساء الوجه ثم جزءا من الشعر .. ثم .. ثم إلى أين ؟ ياقلب .. تذكر أنك كلما كنت على خير لم يفاجئك الشيطان بالانحراف الواضح فتنبه فإنه يعلم كيف يدخل عليك .. أيها القلب .. كم من الزمن تضمن لنفسك أن يثبتك الله على الإسلام وأنت لازلت تبتعد عن رحاب الشريعة خطوة تلو خطوة ؟ قلبي .. بدأت رسالتي لك بالمباركة على نعمة الإسلام وأعيذك بالله أن يأتي يوم تتحسر فيه أشد الحسرة على فقد ذلك القرب وذلك الرضى من مولاك وحبيبك الأعلى عزوجل . اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن.. * وأختم ببعض ماهداك إليه ربك من كيد عدوك في كتابه على لسان إبليس : (( وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا )) - النساء 119 - (( *وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم )) - إبراهيم 22 - * وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: *( كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يُكثِرُ أن يقولَ: يا مقلِّبَ*القلوبِ*ثبِّت قلبي على دينِكَ فقلتُ: يا نبيَّ اللَّهِ آمنَّا بِكَ وبما جئتَ بِهِ فَهل تخافُ علَينا ؟ قالَ: نعَم إنَّ*القلوبَ*بينَ إصبَعَينِ من أصابعِ اللَّهِ يقلِّبُها كيفَ شاءَ ) -حسن رواه الترمذي- دعائي لك قلبي ؛ (( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)) - آل عمران 8 - أمل باحطاب