في إحدى النشرات الأسبوعية المختصة بالإعلانات في المملكة ( احتفظ بنسخة منها ) وضع أحدهم إعلان عن حاجته لموظف بوظيفة ( مصمم ) , وعندما اتصلت به شخصيا في أول أسبوع قال ( بأنهم وجدوا العامل ) , ثم إذا بي أجد الإعلان نفسه مكرر في ثاني وثالث أسبوع ومازال يعلن عن حاجته لعامل !!! ( والنشرة ورقم هاتفه موجود ) ! إذن نبرتي بلهجتي السعودية هي العائق ! لأني لو كسّرت الكلام له وقلت ما يقول الأجنبي لرحب وهلل بي من أول اتصال !! ومرة أخرى اتصلت بمؤسسة تريد موظف بمسمى ( سكرتير ) فلما أجابني مسئول فيها قال ( هل تجيد استخدام الحاسب ؟ قلت : بكل سهولة , ثم قال : هل تجيد استخدام الطباعة بشكل سريع ؟ فقلت : لا تشيل هم ! ثم قال : هل تجيد التصميم بالفوتوشوب ؟ قلت : أنا في الأصل مصمم , ثم قال : هل تجيد تصميم المواقع الإلكترونية ؟ قلت بصراحة : في هذه لا أجيدها , فانفرجت عليه من بعد ضيق ! وأخذ يقول بأنهم يحتاجون الأخيرة وهي مطلوبة لديهم ووووو ( والله على ما أقول شهيد ) بربكم هل سمعتم عن سكرتير يؤدي كل هذه المهام ؟! إذن هو وضع الحفر والمتاريس والخنادق في طريقي حتى أوقعني في إحداها ! لأني سعودي ؟!!! وآخر يعلن بكل وقاحة وبشكل مباشر أنه يريد من الجنسية الفلانية ! وآخر يشترط نقل الكفالة ! بمعنى أن على السعودي عدم الاتصال من الأساس لأنه لا يحمل إقامة !! كثير من رجال الأعمال وثقوا في الأجنبي على أعمالهم وأموالهم , ولكنهم ( كثير من الأجانب ) عاثوا الفساد في أعراضنا وانتهكوها بجرائم الإغتصاب التي يندى لها الجبين والقصص التي تبكي القريب والبعيد , واحترفوا المخدرات والخمر وتوزيع الممنوعات بكل الألوان والأشكال ! وكل ذلك لأن الأجنبي يرضى بالمرتب القليل , وبإمكان رب العمل استعباده وزيادة ضغط العمل عليه حتى يصبح لدى العامل نزعة انتقامية لدى مجتمعنا فيفجر جام غضبه في فتاة عفيفة شريفة وجد عليها سبيل ! ولسنا ندري ربما هذه الضحية هي عرض رب العمل نفسه ؟! ليس الخطر من العمالة مجرد تعدي على الشرف , بل تضييق على ابن هذا البلد , وانسداد الأفق في طريق حلمه في بيت يؤي إليه وزوجة يسكن إليها ولقمة حلال تسد جوعه وتصون كرامته , ولكن جشع أرباب العمل كبير كبر أمانيهم . شباب وفتيات هذا البلد بإمكانهم فعل المستحيلات بطاقاتهم وإمكاناتهم لو .. فقط منحوا الثقة والمكان المناسب لإخراج مواهبهم وقدراتهم . لا أنسى ... لدينا أكثر من 500000 شاب عاطل عن العمل ( والنساء لهن إحصائية أخرى ! ) , وفي نفس الوقت لدينا أكثر من 7 ملايين عامل مستقدم ! حلوها ...!