اختارت جامعة الدمام مكافحة سرطان الثدي كرهان أساسي لمسؤولياتها تجاه المجتمع، وتحديداً مجتمع المنطقة الشرقية، وقدمت أنموذجاً في مجال خدمة الكيانات الأكاديمية لمجتمعاتها، وحققت أرقاماً قياسية في تشجيع النساء على دخول غرف الكشف عن سرطان الثدي داخل العيادات، أو منصات كشف متنقلة تم إرسالها إلى الأسواق التجارية. وتزامن ذلك مع شروع الجامعة خلال السنوات الثمانية الماضية في إطلاق حملات توعية وإرشاد بجدوى الكشف المبكر، وقدرته على تخفيف معاناة المصابات، بينما زادت إيجابيات الحملات التوعية بعد إشراك الرجال كمستهدفين في تشجيع زوجاتهم وبناتهم على الخضوع للكشف عن سرطان الثدي. وأوضحت البروفسورة فاطمة الملحم، أن مشاركات جامعة الدمام تأتي استجابة لمعطيات برنامج التحول الوطني 2030، مشيرة إلى أن التعاون الدولي لمكافحة سرطان الثدي، القائم حالياً، قابل للتوسع بضم دول إضافية من الوطن العربي. وأضافت أن هناك ثمة تصورات واعدة تم تبنيها خلال ورش العمل المشتركة وكان آخرها في الأردن تحت قبة مركز الحسين لمكافحة السرطان. وأبانت أن مناشط جامعة الدمام خلال السنوات الماضية منحتها خبرات تراكمية في تحفيز المجتمع لقبول فكرة الإقدام على الفحص المبكر في المستشفيات أو منصات كشف متنقلة يتم توزيعها على أسواق ومناطق تجمعات النساء، مؤكدة سعي الجامعة لمشاركة خبراتها وإحصاءاتها مع كل الجهات المعنية داخل وخارج السعودية. وقالت الملحم، بصفتها رئيسة حملة مكافحة سرطان الثدي في الشرقية، إن مشوار الوعي طويل ويحتاج إلى الاستمرار في دق أجراس التحذير، ونداء رجال ونساء المجتمع السعودي، وكذلك المقيمين لتجاوز عقبات الخوف من نتائج الفحص إلى الإيمان بأن الكشف المبكر هو ضرورة قصوى لتحقيق نتائج علاجية ناجعة. وأكدت أن خفض وفيات أو معاناة المصابات بسرطان الثدي يستلزم إقناع المجتمعات بجدوى الاستجابة لنداءات الفحص المبكر، مبينة أن الرسالة الإعلامية لمكافحة السرطان لا تقتصر على المنطقة الشرقية فقط، فهي أيضاً صوت يسمعه كل نساء الدول العربية. وشاركت الملحم الصوت في اجتماع تم مؤخراً في الأردن، ونتج عنه الاتفاق على توحيد موعد إطلاق الحملات والمشاركة الإقليمية الدولية، واعتبار أكتوبر المقبل مسرحاً لحملة متزامنة تنطلق في كل من السعودية «المنطقة الشرقية»، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، وفلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية، التي تسعى جامعة الدمام من خلالها إلى تحقيق توسيع أكبر لدائرة التوعية الإعلامية محليّاً وعربيّاً.