كشف الناطق الإعلامي باسم شرطة المنطقة الشرقية زياد الرقيطي أن «قضايا السحر والشعوذة المسجلة بشرطة المنطقة الشرقية خلال الفترة المنصرمة من هذا العام 1433ه تمثل نسبة 6 في المئة من إجمالي القضايا التي تم تسجيلها»، مشيراً إلى أنها تصنف ضمن «القضايا المتنوعة». وأوضح الرقيطي في تصريح ل «الحياة» أن «نسبة تصنيف القضايا المتنوعة يمثل 14 في المئة من إجمالي القضايا الجنائية المسجلة لعام 1433ه». مضيفاً أن «نسبة ضبطيات ممارسي أعمال السحر والشعوذة يمثل 10 في المئة من إجمالي قضايا هذا النوع». ويعتبر المجتمع أن «القبض على المشعوذين «حدثاً» بالغ الأهمية،على المستوى العالمي، إذ تتساوى ضغينة المجتمع من وجود هذه الفئة الناشرة للفساد، توازياً مع رغبة عارمة من قبل أوساطٍ كثيرة للتوجه لهم علهم يجدون من خلالهم حلاً لمشاكلهم. وتصنف الشرطة التعامل مع البلاغات الخاصة بقضايا السحر والشعوذة خلال الرصد الجنائي «ضمن القضايا المتنوعة». وتطرق الرقيطي في حديث إلى «الحياة» إلى دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قضايا السحر والشعوذة «يقومون ببعض الضبطيات الخاصة بمثل تلك القضايا وفق ما يردهم من بلاغات وما يتم رصده من مخالفات»، لافتاً إلى حرص المختصين في شعب وأقسام التحريات والبحث الجنائي إلى «جمع المعلومات والتحريات اللازمة عن ممارسي هذه الأعمال والإيقاع بهم من خلال الكمائن». وذكر «يتم ضبط عدد من الأعمال والكتب والطلاسم السحرية من خلال العاملين في الميدان أثناء حملات التفتيش أو الاشتباه أو من خلال ما يتم ملاحظته، والإبلاغ عنه، وقال: «شكلت هذه الضبطيات ما نسبته 85 في المئة»، وكشف عن بعض أنواع تلك الضبطيات «يمثل ما نسبته 6 في المئة أعمال سحر من العاملات المنزلية، بينما تشكل بلاغات التعرض للسحر ما نسبته 5 في المئة من إجمالي قضايا السحر والشعوذة» . وحذر من الانسياق وراء تلك الممارسات والمعتقدات الخاطئة، وقال: «نهتم بالإبلاغ عمن يثير الشبهة بقيامه أو ممارسته أعمال السحر والشعوذة، وندعوه إلى التوجه مباشرة إلى أقرب مركز شرطة أو الاتصال الهاتفي على هاتف الطوارئ 999 ليتم التعامل مع البلاغ بسرية تامة من قبل المختصين والقيام بما يلزم حياله». من جانبها، أكدت الاختصاصية النفسية عبير حسن خطورة الاتجاه للمشعوذين، وقالت: «يتوجه لهم عادةً أصحاب النفوس الضعيفة»، مشيرة إلى أن «الذهاب للمشعوذين يبدأ لدى الأشخاص الذين يشعرون بضعف الأمل من المواقف والظروف التي تمر بهم»، مبينة أن «البعض منهم يغير وجهته قبل المضي في الطريق، لكن الكثير يتوجهون للدجالين والمشعوذين للحصول مقابل أموالهم على أمل، فيما لا يمكن للأمل أن يكون بمكانٍ سوى القلوب المؤمنة بالله، وأنه الوحيد القادر على إزاحة الآلام والمشكلات التي يمر بها بنو آدم». ومن تجاربها الشخصية قالت: «استقبلت رجلاً وامرأة، الرجل تعرض للسحر، لكن استطاع تجاوز تلك العقبة بقراءة القرآن والتوجه إلى الله، أما المرأة فقد كانت تعاني هماً وضجراً لأنها قامت بسحر زوجها، الذي زاد بعده عنها فيما زاد قلبها هماً وظلاماً»، وأضافت «البعض من الناس لا يتجاوزون مراحل حياتهم وظروفهم الضيقة لأنهم يسلكون المنحنى الخطأ في التوجه للشخص الخطأ لحل مشكلاتهم، لأنه لا يوجد فرق بين أسحار المودة وأسحار التفرقة، كلاهما سحر ومن اتجه إليه فذلك دليل قاطع على ضعف إيمانه بالله، ما يجعل مرتكبه يحوم في دائرة الخطأ والإثم، والهم الذي لا يزول لأنه لم يفكر في حل مشكلته بل زاد الطين بلة في الوقوع بمشكلةٍ أكبر منها». ورفضت أن يتم حصر النساء في الأشخاص الذين يطرقون باب المشعوذين، «كلا الجنسين يذهبون إليهم، والوقائع كشفت عن تطرق كم من الرجال للمشعوذين، فيما اشتهرت المرأة بالأمر لعلانيته ولتسليط الإعلام على الأمر بكثرة»، ونصحت المجتمع ب «تجنب المشعوذين والدجالين، وعدم هدر الأموال لأشخاص مشبوهين لا حول لهم ولا قوة، والتوجه للإختصاصيين لتوجيههم للطريق الصحيح». وأضافت «لو كان بيد المشعوذين والدجالين أمر لحلوا مشاكل أنفسهم وغيروا حالهم، لكنهم باقون على أعمالهم الفاسدة طالما وجد جاهلون مؤمنون بوجودهم»، وطالبت الإعلام ب «تكثيف الجهود للحد من هذه الظاهرة المنتشرة، وتحذير الأزواج من طرق باب الدجالين والتوجه لهم لحل مشاكلهم، كذلك على الناس تقوية إيمانهم بالله، والتوجه له لأنه الوحيد القادر على حل الأمور وبيده مقاليد الحكم».