أكد العقيد مالك الكردي نائب قائد "الجيش السوري الحر" أن نظام بشار الأسد بدأ في التفاوض معهم عبر وسطاء، فيما كشف عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق أن الأسد يسلح أبناء طائفته من العلويين ويسعى لتقسيم البلاد. وقال خدام في حديث لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية: "إنّ الأسد يقوم بمحاولة تطبيق خطة لتقسيم البلاد، ويقوم وعائلته بتوزيع بنادق وأسلحة رشاشة في المدن والقرى التي يقطنها علويون من أبناء طائفتهم". وأضاف أنه "تم نقل الصواريخ والأسلحة الاستراتيجية بكاملها، وأنّ الأسد خطط أيضا لإرسال مقاتلات جوية إلى مطار اللاذقية، ونقل قسما من الدبابات والمدافع لأن النظام بحاجة للاحتفاظ ببعضها لقمع المتظاهرين في المدن". وأكد خدام أن السلطات السورية بدأت بنقل الأسلحة والمعدات الثقيلة من الشوارع إلى الساحل وإخفائها خلف التلال والمرتفعات. وأشار إلى أن الأسد يطبق اليوم خطة تهدف إلى إثارة حرب طائفية، وأن القوة فشلت ولم يبق أمامه سوى تطبيق خطة زعزعة الاستقرار وتقسيم سوريا والتي من شأنها تدمير البلاد. وذكر خدام أنه "منذ شهر أسرّ الأسد إلى أحد حلفائه اللبنانيين بنيته إقامة دولة علوية يمكن أن يشن انطلاقا منها حربا أهلية وطائفية". في هذه الأثناء، اقتربت المعارك بين قوات بشار و"الجيش السوري الحر" من العاصمة السورية دمشق، حيث قال نشطاء في ضواحي "دوما" و"حرستا" و"عربين" شمال شرقي دمشق وبعضها يقع على مسافة ثمانية كيلومترات من وسط المدينة: إنهم سمعوا دوي انفجارات خلال اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين أثناء الليل (الليلة قبل الماضية)، بحسب "الشرق الأوسط" اللندنية. وأضافت المصادر أن إطلاق النار كان قريبا لدرجة أنه أمكن سماعه من وسط دمشق أثناء الليل. من جانبه، أكد العقيد مالك الكردي نائب قائد "الجيش الحر"، ل"الشرق الأوسط"، أن "ما يقوم به النظام وقواته في كل مرة يشعر بخطر سيطرتنا على إحدى المناطق هو سياسة الخديعة التي يعتمدها مراهنا على الوقت لتنفيذ عملياته". وقال الكردي إنه "ليست هناك أي مفاوضات مباشرة تجري بين الجيش الحر والنظام، بل إن الأخير يعمد إلى إرسال وسطاء وشخصيات معتدلة من وجهاء القرى والمناطق للتفاوض معنا، وإرسال رسالة غير مباشرة، للمواطنين، مفادها أنه إذا كانت لدى المواطنين رغبة في خروجهم وبقاء الجيش الحر، فليس لديهم مشكلة، لكن الأهم بالنسبة إليهم هو عدم وجود المظاهر المسلحة، داعين إياهم إلى عدم التظاهر وأنهم لن يستهدفوا المدنيين، ليعمدوا بعد فترة قصيرة إلى اقتحام المنطقة". ويؤكد الكردي أن ما حصل ليل الأربعاء في عدد من المناطق القريبة من دمشق، ولا سيما في دوما، هو السيناريو نفسه الذي حصل قبل ذلك في اللاذقية وبانياس والزبداني وغيرها من المناطق، لافتا إلى أن الشعب السوري لم يعد يصدق أكاذيب النظام وحيله. وكان مسئولا محليا قال أمس الخميس لوكالة "رويترز": إن السلطات السورية تجري محادثات لوقف إطلاق النار مع مسلحين سيطروا على بعض المناطق قرب دمشق في مؤشر على اقتراب انتهاء الانتفاضة المستمرة منذ عشرة أشهر ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وعما إذا كان هذا الأسلوب الذي يلجأ إليه النظام في مفاوضاته غير المباشرة مع الجيش الحر يدل على اعترافه به، اعتبر الكردي أن النظام وإن لم يعترف رسميا بالجيش الحر، لكنه معترف به ضمنيا وهو على قناعة تامة بأن لوجوده تأثيرا كبيرا على الثورة السورية بشكل عام وعلى الجيش النظامي بشكل خاص، مضيفا "وكلام وزير الخارجية السوري الأخير، ليس إلا دليلا على هذا الواقع". وأشار الكردي إلى أن قوات الأمن لا تقتحم أو تداهم مناطق عدة في الوقت عينه، بل تخطط لدخول كل منطقة على حدة، مؤكداً أن الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام لم تتوقف وهي تشمل معظم المناطق السورية، ولا سيما في الأسبوعين الأخيرين عندما ظهر فشل عمل بعثة المراقبين العرب، مشيرا إلى أن الجيش الحر تمكن أول من أمس من السيطرة على 90 في المائة من منطقة إدلب، فيما لا تزال قوات النظام مسيطرة فقط على نحو كيلومتر واحد من المنطقة.