بين الحقيقة ونقيضها عشنا لحظات مرتبكة مع من ينتقد المنتخب وبين من يحمل لوبيز كل ماحدث. أن تتعادل ليس عيبا مع منتخب بحجم المنتخب القطري لكن العيب كله في المستوى الهزيل الذي قدمه الأخضر والأكثر ألما كان في المدرجات التي بدت خالية على غير العادة في يوم كان الجمهور هو رهاني في ظل هذا الحراك السلبي الذي يعيشه الوسط الرياضي بشكل عام. لم نعتد هذا الجفاء من جمهورنا السعودي الذي كان لوحده يعدل كفة الميزان عندما تكون هناك أي مواجهة للأخضر. ربما هو احتجاج وربما عتب وربما هناك من يقول رسالة ولكن من يفهم. لست مع ماقيل أو سيقال عن هذا الغياب الجماهيري أيا كان مصدر هذا القول فمنتخبنا أعتقد أنه لم يمر بمرحلة في العقد الأخير بحاجة فيها إلى تكاتف الجميع وأولهم الجمهور مثل هذه المرحلة. ويفترض في هذه اللحظات أن يتدخل رجال الأعمال بضرورة تسهيل دخول الجمهور المباريات المقبلة بتسيير حافلات من المحافظات القريبة من الرياض والتكفل برحلة طيران يومية من جدة والدمام وغيرهما من مدن المملكة بعد أن أعلن مؤخرا دخول الجماهير مجانا لكي نقول إن صاحب رأس المال شجاع على عكس مايقوله المحللون الاقتصاديون(رأس المال جبان). للأسف لم نجد أونلمس أي إيجابية من رجال أعمالنا مع المنتخب بعكس الأندية التي أعطوها ولم يعطوا المنتخب والأسباب أخجل أن أوردها أو أذكرها لأن الستر في بعض المواقف جميل ياقميل. إذا استمر تعاملنا مع المنتخب بهذه الصورة التي فيها مافيها من الجفاء فحتما الوضع سيزداد تعقيدا ولاسيما أن الآراء موجهة إلى الاتحاد ورئيسه الذي يجب أن لايستسلم لهذه الحملات مهما كانت شدتها وتأثيرها. حاولت أن استوعب مايحدث من حراك تجاه اتحاد القدم ومنتخب القدم فوجدت نفسي أمام نفق مظلم ولايوجد في آخره ضوء نستدل به على الخروج منه بقدر ماوجدت ظلاما في ظلام وقلت سترك يارب. وأمام هذه الهجمة الشرسة على المنتخب ومن حول المنتخب تذكرت مقولة للزميل سعد المهدي قال فيها «المنتخب يتيم لن يجد من يواسيه وقت الإخفاق بعكس الأندية التي يتحول إخفاقها إلى نصر كبير بفضل الإعلام المنتمي ومن يحركه». هنا أوضح حقيقة ولا أدافع عن منتخب لم يعد منه إلا بعض الذكريات بقدر ما أكشف عن الوجه الآخر من الصورة القاتمة التي هي اليوم من سيدمر رياضتنا. عموما الكرة لم تزل في الملعب وحظوظنا في البطولة كماهي وتأهلنا والأمل في الله ثم في لاعبينا كبير.. لوبيز لايعنيني مدربا أومستشارا بقدر مايعنيني منتخب بلادي الذي يمثل له الفوز بكأس الخليج جرعة معنوية هائلة قبل الذهاب إلى أستراليا. إعلام القطبين غيب الجمهور وهدفه إقالة لوبيز الذي إن بقي أورحل لن يغير في النوايا أي شيء فهدفهم أبعد ولكن ينتظرون من يعلق الجرس.
