افتتح صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الندوة العالمية ( علاقات الجزيرة العربية بالعالمين اليوناني والبيزنطي من القرن الخامس قبل الميلاد إلى القرن العاشر الميلادي ) بجامعة الملك سعود أمس بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار. وتحدث صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز في الافتتاح قائلا "المعروف تاريخياً أن الجزيرة العربية قد ارتبطت بعلاقاتٍ سياسيةٍ وثقافيةٍ واقتصاديةٍ مع الدول والإمبراطوريات والحضارات التي سادت في التاريخ البشري لأهمية موقعها الجغرافي المتميز وسط الكرة الأرضية، وسجلت لنا المصادر التاريخية الكثير من الأحداث والوقائع والتفاعلات التي تمت بين عالم الجزيرة العربية والعوالم الأخرى، وطبيعة تأثر وتأثير حضارات هذه العوالم في بعضها بعضاً، وإذا ما عدنا إلى هذه المصادر التاريخية فسنجد أن الجزيرة العربية قد ارتبطت مع العالمين اليوناني والبيزنطي بعلاقاتٍ تجاريةٍ مباشرةٍ وغير مباشرةٍ منذ القدم، كما سجلت لنا هذه المصادر تاريخ مراحل الوفاق والخلاف بين العرب والروم وغيرهم. لقد كان القرب الجغرافي محتماً لوجود مثل هذه العلاقات. وتمنى سموه أن تسهم هذه الندوة في سبر أغوار طبيعة هذه العلاقات التاريخية وحدوها، بما يكشف خبايا هذه العلاقة للفائدة العلمية وللاستفادة من دروسها. مبينا إن استحضار العلاقات التاريخية بين الدول والحضارات السائدة والبائدة ودراستها أمرٌ مهمٌ وضروريٌ لما تواجهه العلاقات بين الحضارات والأديان والثقافات السائدة من ضغوطٍ متنوعةٍ ومتعددة الأبعاد, مشيرا إلى أن الاتصالات وعلاقات التعاون والحوار هي وسائل تجاوز الصراعات بين الأمم في الماضي، فهي نفسها وسيلة اليوم للتعامل مع هذه التحديات ، مشيرا إلى أن المملكة وشقيقاتها دول الجزيرة العربية لا تزال وفيةً لهذا الإرث بدفعها مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للحوار بين الثقافات والأديان والفلسفات السائدة في العالم. في السير نحو سبيلٍ أفضل للعلاقات مع كل شعوب العالم ودوله. واختتم سموه كلمته بأن الحقائق التاريخية توفر الأساس الراسخ لعلاقات وثيقة تربط بين ورثة العالمين اليوناني والبيزنطي ودول الجزيرة العربية، متمنياً أن تكون نواة لأنشطة أخرى تسعى لتوثيق العلاقات بين بلداننا". // يتبع //