المركز السعودي للأعمال.. بيئة جاذبة وتسهيل رحلة المستثمرين    أداء قوي وتنوع الأنشطة.. 7.9% نمو الإنتاج الصناعي    أخبار وأرقام    تباين داخلي في إسرائيل بشأنها.. تحرك عربي لمواجهة خطة «احتلال غزة»    مقتل واعتقال قيادات إرهابية بارزة في الصومال    خلاف محتمل مع ترمب وسط تحركات لإنهاء الحرب.. زيلينسكي يتمسك بموقفه ويؤيد القادة الأوروبيين    في كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025.. فريق Twisted Minds يهدي السعودية لقبها الثاني    النصر يسعى لضم لاعب إنتر ميلان    القادسية يعترض على مشاركة الأهلي في السوبر    ثنائي ريال مدريد على رادار دوري روشن    منى العجمي.. ثاني امرأة في منصب المتحدث باسم التعليم    النيابة العامة: نتابع أوضاع السجناء والموقوفين لتحقيق العدالة    العلا تستضيف فعالية لرصد زخة شهب«البرشاويات»    عبر 4 فرق من المرحلتين المتوسطة والثانوية.. طلاب السعودية ينافسون 40 فريقاً بأولمبياد المواصفات    رانيا منصور تصور مشاهدها في «وتر حساس 2»    كشف قواعد ترشيح السعودية لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم    ثمن جهود المملكة في تعزيز قيم الوسطية.. البدير: القرآن الكريم سبيل النجاة للأمة    عريجه مستشارًا للشؤون الإعلامية والاتصال برئاسة الحرمين    ضمادة ذكية تسرع التئام جروح مرضى السكري    أخضر اليد يواجه إسبانيا وصربيا    ترامب يعلن خطة لخفض الجريمة في العاصمة الأمريكية    مخاطر الخطة الإسرائيلية للاستيلاء على غزة    لبنان بين ابتزاز أمريكي وانتحار إيراني    العملات الرقمية تتجاوز 3.3 تريليونات دولار    185% نموا بجمعيات الملاك    ضبط (3) مواطنين لدخولهم بمركبتهم في الفياض والروضات في محمية الملك سلمان    لجنة تحكيم مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية تستمع لتلاوات 17 متسابقًا    «مجمع الملك سلمان» يكرّم أصحاب المشروعات الناشئة    78.900 مركبة تعبر يوميا منافذ المملكة    المملكة تحصد لقبها الثاني في كأس العالم للرياضات الإلكترونية    كريستال بالاس يظفر بدرع المجتمع    مجمع الملك عبدالله الطبي ينجح في استئصال ورم نادر عالي الخطورة أسفل قلب مريض بجدة    مصحف "مجمع الملك فهد" يقود شابًا من "توغو" لحفظ القرآن    نائب أمير جازان يزور نادي منسوبي وزارة الداخلية في المنطقة    النصر يُخطط لضم لاعب آخر من برشلونة    رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون ينال جائزة امتنان للشخصيات الملهمة لعام 2025    هلال جازان يتصدر مراكز المملكة الإسعافية    جامعة طيبة تفتح باب التسجيل في دبلوم إدارة الموارد البشرية    نتائج تشغيلية إيجابية ل "لازوردي"بدعم من نمو المبيعات وتوسع المعارض    جناح "صقار المستقبل" يجذب الأطفال في المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور    42% من السعوديين لا يمارسون عناية ذاتية منتظمة و58% يشعرون بالإهمال العاطفي    نائب أمير الشرقية يستقبل مدير عام فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالمنطقة    تحذير أممي من المجاعة وسوء التغذية في الفاشر    اكتشاف قطع فخارية وأدوات حجرية تعود إلى 50 ألف سنة في موقع القرينة بمنطقة الرياض    أمطار رعدية غزيرة وسيول متوقعة على عدة مناطق بالمملكة    الأمم المتحدة ترحب باتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا    روسيا تدين توسيع سلطات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها في قطاع غزة    فريق بصمة الصحي التطوعي يطلق فعالية «اﻻﺳﺒﻮع اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﺮﺿﺎﻋﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ» بجازان    جمعية "نبض العطاء بجليل" تطلق مبادرة أداء مناسك العمرة    جامعة الباحة تعلن استحداث القبول للدراسات العليا    القيادة تعزّي رئيس غانا في وفاة وزير الدفاع ووزير البيئة ومسؤولين إثر حادث تحطم مروحية عسكرية    ممرضة مزيفة تعالج 4000 مريض دون ترخيص    هيئة الصحة تستهدف وقايتهم من مخاطر السقوط.. 4 منشآت صديقة لكبار السن مع خطة للتوسع    المملكة تعزّي لبنان في وفاة وإصابة عددٍ من أفراد الجيش    استمرار الدعم الإغاثي السعودي في سوريا والأردن    بمشاركة نخبة الرياضيين وحضور أمير عسير ومساعد وزير الرياضة:"حكايا الشباب"يختتم فعالياته في أبها    أمير جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأعيان الدرب    أمير جازان يستقبل سفير جمهورية مالطا لدى المملكة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

أوصى معالي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل في الرَّخاء والبَاس، قائلاً اعلموا أن تقواه سُبْحانه أزكى الغِرَاس، وبِها النّجاة في الأَرْمَاس. ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام أيها المسلمون: دَأَبَتْ شرِيعَتُنا الغَرَّاء على تَزْكِيَة النفوس والسُّمُوِّ بها إلى أعْلَى الذُّرَا والمَرَاتِب بِأسْنَى الشِّيَم والمَنَاقِب، صَوْنًا لِلْمُجْتَمَعَاتِ مِنْ مَعَرَّاتِ الانْحِدَار، وعَوَاقِب البَوَار، ومِنْ أعْظَمِ السوامق التي أوْلَتْهَا شريعتنا بَالغ الاهتمام، لتُحَقِّقُ السُّؤدَد والازدِهار، والآمال الكِبَار، أَنَّهَا جَاءَتْ بِالتَعْمِيرِ والإِسْعَاد، حاثَّة على مَهَايِعِ النهضة والرِّيادة، حاضَّة على كلِّ رُقيِّ وإفادة، في تناسقٍ بديع بين اسْتِشرافات العقل، وأشواق الرُّوح، فالإِعْمَار غريزةٌ أودعها الله البشر، لتكون رائدةَ العمل، وباعثة الأمل، في نشرِ العمران وتثبيتِ دعائمِ التحضُّرِ والأَمَان، قال تعالى: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾، وكلُّ تقدُّمٍ تِقَنِيّ وتفوُّقٍ علمي في العالم أكتع، يجب أن يُسَخَّر للإعمار، وأن يكون مرقاة لراحة الإنسان وهدايته وطمأنينته، وأمنه واستقراره. ولن يتم ذلك إلا في ضوء عالمية الإسلام الساطع، الذي يوجِّه الحياة بِعُمُومِهَا وشُمُولِهَا وجْهةَ الخَيرِ والسُؤْدد والحق والسلام.
وأضاف الشيخ السديس يقول إخوة الإيمان: لقد سبقت شريعتنا الغراء الأمم السَّوَالِف، والمُجْتمعات الخوالفِ، في إعمار الأرض وحماية كوكبها، والحفاظ على البيئة ورعَايتها، وصَوْنِ مكونات الحياة ومسخَّرات الكون وصيانتها، فشريعتنا إعمارٌ لا دمار، بناءٌ ونماءٌ ، لا هدمٌ وفناء، إشادةٌ لا إبادة، قال جل وعلا: ﴿وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾، وقال سبحانه: ﴿وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا﴾، قال الإمام القُرطبي:"نهى عن كُلِّ فَسَادٍ قَلَّ أو كثُر، بعد صلاح قَلَّ أو كثر".
وأردف يقول أيها المؤمنون: إن من أعظم ضروب الإفساد الذي تنامى وزاد، ولم يَغفُل عن رَتْقِه الألبَّاء من العباد، ما لوث صفاء البيئة، وجمالَ الطبيعة المتدفِّقَ بالبهجة والرُواء، وذلك بنشر المواد الكيماوية المدمرة، والتجارب النووية الفتاكة، والنفايات الغازيّة السامة، وما يعمد إليه العالم من سباق التسلح وأسلحةِ الدمار الشامل، التي تَنْجُم عنها الإبادةُ والأمراضُ والأوبئة الجوائح، وتُخْرِج البيئة عن سَنَنها الخلاَّب إلى التَلوثِ والتَّصَحُرِ واليَبَاب، ولعمر الحق إن النفس التي حُرِمت تذوّق الجمال ورشْف شهْدِه العذب بزينة الأرض وحُسْنها وسلامها وأمنها، وقصدت إلى إفساد الطبيعة وتلويث البيئة، لهي نفس باغية ومهجةٌ طاغية. وقد صح عن سيد ولد عَدْنان عليه الصلاة والسلام:"الإيمان بِضْعٌ وسبعون شُعْبَة، فأفضلها قول: لا إله إلاَّ الله، وأدْناها؛ إمَاطة الأذى عن الطريق" أخرجه مسلم، فالحفاظ على نظافة الطريق والبيئة المستدامة إحْدَى شُعَب الإيمان، ودلائل البِرِّ والإحسان، فكيف بحماية الأرض من التلوث البيئي، والحد من التغير المناخي، والاحتباس الحراري؛ اللذين يَنْتَقِصان الأمْن والنَّظام، ويَعْبثان بحضارة المَجْدِ والعُمْرَان، ويستنزفان موارد الأمة ، ولا يستهن بهما إلا أدْنِيَاء الهِمَم، الذين لَفَّتهم الأثرة الصَّلِفَة، والانتِهازِيَّة الرَّعْناء، فآثروا مصالحهم ومكتسباتهم الشخصية على أوطانهم ومجتمعاتهم اسْتِخْفَافًا واسْتِرْخَاصَا، وخَفَرًا لِلْعَهْدِ وانتقاصَا، عياذا بالله عياذا ..!!
وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام وعلى النقيض من إعمار الأرض وصيانتها وحمايتها، ذلك الطغيان الهادر من التدمير والتتبير الَّذَيْنِ حرَّمهما الإسلام أشدَّ تحريم، وتوعَّد آتيَهما بالعذاب الأليم: وإمطار الأرض بالهجمات الإرهابية والصواريخ المدمرة والطائرات المسيرة واستهداف الأعيان المدنية، وشنُّ المعارك والحروب، وإضرامُ النيران والخطوب، وتقتيلُ الأبرياء والعُزَّل واحتلالُ الشعوب؛ بغية وطمسِ حضارتها وثلم نخوتها، واستنزافِ خيراتها وثرواتها، في عصر تتعالى فيه نداءات الإصلاح والسلام، ودعوات التعايش والوئام، ومحاربةُ الإرعاب والإرهاب، نعم تلك هي الهالات البراقة، والشعارات الرقراقة التي تفضحها وقائع العُنجهية كل آن، وما وقائعها المخزية إلا نارُ الحقدِ الدفين، من محاور الشر الكمين لاسيما في أرض فلسطين والأقصى، وإنه لواجب على كل مسلم –قدر استطاعته ولو بالدعاء - حماية المقدسات وأكنافها من الفساد والعدوان، فهي قضايانا الإسلامية الكبرى التي يجب ألا تُنسى في جديد الصراعات والقضايا ؛و قضية أُولى القبلتين ، وثالث المسجدين الشريفين، قضية الأقصى التي يجب أن تظلّ في قلب كل مسلم ، ولا يُقبل التنازل والتغاضي عنها على الدوام. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾.
وأكد السديس أنه لن تقوم حضارة إنسانية، ونهضةٌ عمرانية، وسعادةٌ وأمنٌ للبشرية، والفساد والتلوث يَسْقي حُمَيَّاه كثيرًا من الأرجاء، والعالم يلتوي ويداجي، بالشعارات المفلسة في الضُّحى والدَّياجي وهنا نفثة مصدور، وصرخة غيور، تَفيض من نَبْع الشَّجى والشجن، وتهطِل من سُحُبِ اللوعة والحَزَن أنْ تصدوا للفساد والتدمير في الأرض بكل أشكالهما وصورهما، وأصلحوا ما اختلَّ من المجتمعات وفَسَدْ، هُبُّوا لميادين الصلاح والإصلاح بِفعلٍ أسَدّ، ومُنَّةِ أسَدْ؛ تفلحوا وتغنموا، وتسعدوا وتأمنوا ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، بارك الله لنا في القرْآن والسُّنَّة، ونفعنا ورفعنا بِمَا فيهما من الآيات البيِّناتِ والحِكمة.
ومضى إمام وخطيب المسجد الحرام يقول أمة الإسلام: إنَّ النّسيج الاجتماعي المُتَرَاص الفريد يحتاج إلى وقفة إصلاحِيّة، مُتونُها: صَقْل القيم والأذواق وسَحْجِها، والسُّمُو بها في مَعَارِج الوعي الراشد، والاستبصار المُسَدَّد، لتنعم حواسنا بذوق رفيع، وبيئة نقية نظيفة، صحية جاذبة؛ تبتهج النُّفوس بأزهارِها، والأبْصار باخضرَارِها، والاستظلال بِوَارِف ظلالها، واستنْشاق الهواء النَّقِي بها، ففي عصرٍ تضاعفت فيه الكوارث واسْتَشْرَتْ، وتنوَّعت وسائل التلوث وانْتَشَرَتْ؛ من العوادم والنفايات ومكافحة التصحر والاحتطاب الجائر، والحفاظ على مكتسبات الحياة الفطرية والغطاء النباتي، ودعم الإصحاح البيئي، ونشر الوعي بثقافة حماية البيئة وتعزيز استدامتها، لذا وجب الاهتمام لها بخطط مدروسة ممنهجة، وجهود مشتركة منظمة؛ لدراسة الواقع واستشراف المستقبل النظيف الآمن بإذن الله تعالى، بين الأفراد والمؤسسات، والإدارات والجمعيات. وللهِ ثم للهِ مَا إحْسَاسٌ يُنَاجِي الفؤاد فَيُحِيل النُّفوس مُرْهفاتٍ أو أشد قطعَا، والعَزَائم مُهَنَّدَاتٍ أو أنْكى وقْعَا؛ كالتَّفَاني في تشييد العمران وإقامة الحضارات، وخدمة الوطن والعُرُوج بِه إلى أزْكَى فَنَنْ، وأسْمَى قُنَنْ؛ لأنَّ طُمَأنِينة المُسْلِم ورَخَاؤه رَهْنَ طُمَأنِينة بلاده.
وأكد الشيخ السديس أن من فضل الله تعالى على بلادنا -بلاد الحرمين الشريفين حفظها الله وحماها، وحرسها ورعاها- ما وهبنا مِن دُرَرِ القرارات، وجُمَانَاتِ ونَيِّرَات التوجيهات التي عَطَّرت الأرجاء بشذاها الفياح، وأبهجت من الغُيُرِ الأرواح، فهي صاحبة أكبر مشروع إعمار بيئي في التاريخ بدأ في نهاية القرن الماضي، وتبوأت الريادة العالمية في مؤشرات الأداء البيئي وتعزيز الأمن البيئي، والطموح نحو الأمة الخضراء والإنسانية الخضراء وما ذلك على الله بعزيز، كما أنها صاحبة أكبر مشروع تشجير في العالم في الوقت الحالي، سيكون منها عشرة مليار شجرة في بلادنا وحدها ، وتتعاون مع دول إسلامية أخرى لزراعة أربعين مليار شجرة أخرى لخفض انبعاثات الغازات السامة ومكافحة التلوث وتدهور الأرض والبيئة، وقد قال صلى الله عليه وسلم :" إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمْ الْقِيَامَةُ وَفِي يَدِهِ فَسْلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا "، أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وهذا منهج مَرْمُوق، ومقصد شرعي مَوْمُوق، وذلك جوهر الأمانة، وتِبْرُ المسؤولِيَّة، التي تجعل من كُلِّ فردٍ في الأمة عُنصرًا إيجابيا فاعلا، يتدفق إليه الشعور بِتبعات ما له مِن الحَقِّ، وما عليه من واجب، في سبيل الحفاظ على صَرْحِ المجتمع المشمَخِرّ، من الشروخ والصّدوع، فواجبنا جميعا استشعار المسؤولية المجتمعية المشتركة لحماية كوكب الأرض لتحقيق بيئة مستدامة مميزة، وسن الأنظمة الحازمة لردع المجازفين المستهترين.
وختم إمام وخطيب المسجد الحرام خطبته قائلًا أيها المسلمون: إن من أعظم الأصول التي حث عليها الدين الاسلامي الحنيف الحرص على الاجتماع والائتلاف والتحذير من الفرقة والخلاف والدعوة إلى احلال الامن والاستقرار والسلام والسماحة والمصالحة وتحقيق كرامة الانسان والنأي به عن الصراعات والنزاعات ونبذ الخلافات والانقسامات، كما ان من فضل الله على بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية اضطلاعها وعنايتها بجمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم وهنا يشاد بكل فخر واعتزاز بجهود المملكة في هذا المجال ومن أعظم الشواهد على ذلك رعايتها الجليلة للمؤتمر الاسلامي التاريخي لإحلال السلام والامن والاستقرار في افغانستان في رحاب مكة المكرمة ومن جوار المسجد الحرام بحضور كوكبة من علماء الدين من باكستان وافغانستان لما للعلماء من دور كبير في حل النزاعات واحلال السلام في الاوطان والمجتمعات، وما صدر عنه من اعلان البيان الختامي المتضمن للتوصيات النافعة والاثار البالغة في احلال الامن والاستقرار والسلام في افغانستان والمنطقة فجزى الله ولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين خير الجزاء على هذه الجهود العظيمة المباركة وجزى الله العلماء المشاركين في إثراء هذا المؤتمر وتحقيق مخرجاته فيما يحقق الآمال المرجوة، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
وفي المدينة المنورة أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي بتقوى الله عزوجل.
وقال فضيلته: إن الله خلق هذا الكون وأودع فيه كل ما يحتاجه المكلفون من أرزاق ومتاع ورياش وزينة ومال ودواب وغير ذلك، وذلل هذا الكون وسخره كله لمصالح الخلق ومنافعهم وقيام حياتهم إلى أجل مسمى عند الله، قال سبحانه وتعالى ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)، وقال تعالى ( مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُواْ عَمَّا أُنذِرُواْ مُعْرِضُونَ )، وإذ خلق الله هذا الكون في كماله وجماله وفي وفائه التام بمقومات الحياة كلها لكل من على الأرض وفي كثر منافعه وتنوعها وفي تسخير الأسباب لبقاء الحياة ورقيها، أخبرنا ربنا عز وجل بأنه لم يخلق هذا الكون عبثا ولم يتركه سدى، ولم يجعله مهملا لقوله سبحانه ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ ).
وبين فضيلته أن الله سبحانه وتعالى أرسل الرسل وآخرهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لإصلاح الأرض بالطاعات وتطهيرها من الشرك والموبيقات لقوله تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) وقد أمر الله الرسل المرسلين عليهم الصلاة والسلام بالتمتع بما أحل الله في هذه الحياة من الطيبات وأن يداوموا على الطاعات التي لا تصلح الأرض إلا بها.
وأشار فضيلته إلى أن الرسل عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم المؤمون جعلوا هذا الكون مكانا وزمانا للصالحات والإصلاح ففازوا بالخيرات والجنات، فالأعمال الصالحات تعود كلها إلى نفع النفس ونفع الخلق بالقيام بأركان الاسلام.
وحذر فضيلته من أعظم السيئات ،وهو الشرك بالله وذلك بأن يتخذ العبد مخلوقا يدعوه ويرجوه ويتوكل عليه ويتسعين به ويستغيث به ويرفع إليه المطالب والحاجات ويرغب إليه في الرزق والنصر، وكشف الشدائد والكروبات فهذا هو الشرك الذي لايغفره الله سبحانه وتعالى إلا بالتوبة لقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ).
وفي ختام خطبته بين إمام وخطيب المسجد النبوي أن من أعظم الأصول التي حث عليها الدين الإسلامي الحرص على الاجتماع والائتلاف والتحذير من الفرقة والاختلاف والدعوة إلى إحلال الأمن والاستقرار والسلام والسماحة والمصالحة وتحقيق كرامة الإنسان والنأي به عن الصراعات والنزاعات، مباركا جهود المملكة في رعايتها للمؤتمر الاسلامي لإحلال السلام والامن والاستقرار في أفغانستان في رحاب مكة المكرمة بحضور كوكبة من علماء الدين من أفغانستان وباكستان، مشيراً إلى
أن ما صدر عن هذا المؤتمر من إعلان البيان الختامي، يبشر بخير كثير، سائلا الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين خير الجزاء على هذه الجهود العظيمة المباركة.
//انتهى//
14:07ت م
0069
www.spa.gov.sa/2239439


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.