انطلقت في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم فعاليات الدورة الرابعة من "الملتقى السنوي للموارد البشرية في المصارف العربية" الذي ينظمه اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب في حضور مسؤولين في مصارف لبنانية وعربية. وقد أجمعت الكلمات التي ألقيت خلال حفل الافتتاح على أهمية هذا الملتقى تأتي من الدور الاستراتيجي والحيوي الذي تؤديه إدارة الموارد البشرية في أي مؤسسة وعلى الخصوص في المصارف فالمفهوم الحديث لإدارة الموارد البشرية أخذ أهميته من التحوّل الذي طرأ على الدور مع تطور عمل المصارف وتشعب وظائفها إضافة إلى الشمول المالي الذي بات يشكل السمة الأساسية والعامة للصناعة المصرفية في العالم المتقدم وبات العنصر البشري يشكل الركيزة الأساسية لنجاح المؤسسة المصرفية. واعتبرت أن "السلوك الإنساني يؤثر على أداء العنصر البشري الذي يرتبط مباشرة بالمخاطر التشغيلية الأمر الذي يؤثر بدوره على خطط الإبدال والإحلال في المصرف حيث هناك مجموعة من الاعتبارات والضوابط التي يجب أن يوليها القائمون عنايتهم بتصميم مقياس الأداء فعليها تتوقف فاعلية المعلومات التي تعطيها المقاييس المستخدمة ودقتها". وتوافقت الكلمات على أنّ "أحد أهم أسباب نجاح أي مؤسسة هو مدى ارتباط الموظف بمؤسسته وولائه لها وهو من دون أدنى شك المفتاح الذي يؤدي الى طريق النجاح ولكن المحرك الأساسي لتعزيز ولاء الموظف لمؤسسته وارتباطه وانتمائه إليها هو ذلك الرابط بين أداء الموظف وتقويم الإدارة لهذا الأداء ومكافأته أو محاسبته غير أن ذلك لا يتأتى ولا يتحقق إلا عبر وضع سياسات سليمة وموضوعية لإدارة تقويم الأداء وقياس الجودة". وشدّدت على أنّ "الحصول على مورد طبيعي هو أمر مهم وسهل المنال لكن ما يميز مصرف عن آخر هو الاستراتيجية التي ترسمها الادارة عبر عملية استقطاب العناصر الموهوبة واستبقائها والتي تقوم من خلالها ببناء أسس العمل المصرفي السليم ما يجعل ادارة المواهب من اهم ادوات الموارد البشرية التي تعزز دورها العصري كشريك استراتيجي في صناعة القرار". و بينت أنّ "أزمة الاسواق المالية أظهرت مدى عمق المحنة الأخلاقية في الفكر الرأسمالي فهناك فارق بين مشروعية التطوير والربح والذي هو حق لجميع الشركات وبين تحصيل هذه الربحية من خارج إطار المبادئ المهنية والأخلاقية فمن ناحية أظهرت أزمة التدقيق إلى أي مدى يمكن الموظف غير المسؤول أن يصل من أجل تحقيق مصالحه وكذلك أكدت هذه الأزمة أن صمامات أمان الأسواق والاقتصاد كشركات التدقيق مثلا ممكن أن تكون في ذاتها أداة شريكة في إحداث الأزمات في حال اختلال الفكر الأخلاقي لدى مواردها البشرية".